قطعا ليس كل المسلمين ارهابيين لكن بكل أسى نقول ان غالبية الارهابيين في العالم مسلمون. خاطفو التلاميذ في اوسيتيا مسلمون. خاطفو ثم قاتلو الطباخين والعمال النيباليين ايضا مسلمون. الذين يمارسون عمليات اغتصاب وقتل في دارفور مسلمون، وضحاياهم مسلمون ايضا. الذين فجروا المجمعات المدنية في الرياض والخبر مسلمون. الذين خطفوا الصحافيين الفرنسيين مسلمون. اللتان فجرتا طائرتين قبل اسبوع مسلمتان.
بن لادن مسلم والحوثي مسلم، ومعظم الذين نفذوا العلميات الانتحارية ضد حافلات ومدارس وبيوت ومبان في انحاء العالم في السنوات العشر الماضية أيضا مسلمون.
يا له من سجل سيئ، ألا يقول لنا شيئا عن انفسنا ومجتمعاتنا وثقافتنا؟
هذه الصور قاسية ومخجلة ومهينة لنا عندما نجمعها ونضعها في اليوم الواحد، ولكن بدل إنكارها وتبريرها علينا أولا ان نعترف بصحتها لا ان ندبج المقالات والخطب مدعين براءتنا. وبعد الاعتراف بهذا المرض سهل علينا ان نعالج أنفسنا. العلاج الذاتي أوله الاعتراف. وعلينا بعد ذلك مطاردة أبنائنا الإرهابيين، فهم نتاج طبيعي لثقافة مشوهة. اسمعوا ما قاله شيخ التلفزيون يوسف القرضاوي، افتى جهارا بجواز قتل المدنيين الأميركيين في العراق. تصوروا عالم دين يحث على قتل مدنيين، شيخ في أرذل العمر يحرض صبية صغارا على قتل مدنيين في وقت له ابنتان تدرسان في حماية الأمن البريطاني في المملكة المتحدة الكافرة. كيف لأب مثله ان يواجه أم الفتى بيرغ الذي ذبح ابنها نحرا لأنه جاء للعراق للعمل في أبراج هندسية؟ كيف نصدقه عندما يقول لنا ان الإسلام دين رحمة ودين تسامح وهو يحوله الى دين دم؟
قبل حقبة المتطرفين هذه، كنا نعتبر اليساريين والقوميين المتطرفين مصدر افساد بتبنيهم مبدأ العنف واستسهالهم مهنة القتل، وكان المسجد الملاذ الآمن، وعلماء الدين دعاة سلم ووعظهم يتمحور حول الأخلاق الحميدة.
الاسلام مظلوم بسبب المسلمين الجدد. دين بريء، أدلته صريحة في نصوصه تحرم قطع الأشجار لضرر، وتصف القتل بأعظم الجرائم، وتدين من يطأ حتى على حشرة، وتكافئ من يروي ظمأ هرة. هذا هو الإسلام الذي عرفناه قبل ظهور جماعات التكفير وأدواتها من جمعيات ومناهج ومدرسين غزتهم افكار الجماعات السياسية فأفسدت دينهم وعقولهم.
بالتأكيد، لا يشرفنا ان ينتسب إلينا من يحتجز تلاميذ في مدرسة، ومن يختطف صحافيين، ومن يقتل مدنيين، ومن يفجر حافلات مهما كانت الآلام التي يعاني منها المنتقمون. هؤلاء هم من شوهوا وأساؤوا الى الإسلام.
ولن نستطيع تنظيف سمعتنا إلا بعد ان نعترف بالحقيقة الواضحة الفاضحة التي تقول ان معظم الاعمال الارهابية اليوم في العالم نفذت بيد مسلمين. وعلينا ان ندرك اننا لن نستطيع اصلاح حال شبابنا الذين ينفذون هذه الجرائم الشنيعة إلا عقب معالجة عقول شيوخنا الذين تحولوا على المنابر ثوريين يرسلون أولاد الناس الى الحروب ويبعثون أولادهم الى المدارس الأوروبية والأميركية.