بهية الحريري: كل اللبنانيين يريدون معرفة العدو الذي استهدفهم
فليُسقط المجلس حكومة التقصير والخيبة مع أدواتها وأجهزتها

في ما يأتي نص كلمة النائبة بهية الحريري: "دولة الرئيس،
الزميل الشهيد الحي مروان حمادة، الزميل الشهيد الحي المقاوم باسل فليحان، أيها الزملاء، باسم الشهيد رفيق الحريري، شهيد لبنان العربي، السيد، الحر، المستقل، الديموقراطي، المزدهر، المنفتح، لبنان الريادة والمبادرة، لبنان التألّق والاستقرار، لبنان الثقة للاشقاء والاصدقاء، لبنان الاسطورة، اسطورة الوحدة والتحرير والبناء والاستقلال، لبنان النهضة من حال الزوال الى حال الانبعاث، وطناً ليس ككل الاوطان، لبنان الذي استطاع الشهيد رفيق الحريري ان يثبت من خلاله قدرة الانسان العربي على صنع مستقبله الحديث واراد لبنان نموذجاً لحلمه الكبير، عالم عربي حديث يكون لبنان وجهه المشرق.
ان هذا اليوم هو يوم من تاريخ لبنان الذي نستطيع ان نؤكد مرة اخرى من خلاله ان لبنان اصبح وطناً نهائياً لجميع ابنائه عربي الهوية والانتماء. انه يوم قيامة لبنان النظام الجمهوري الديموقراطي البرلماني حيث الشعب مصدر السلطات.
لم نأت الى هنا لنسقط حكومة ونأخذ مكانها بل اتينا الى هنا لحماية كل الوطن . ان مجلس النواب الذي نريده ان يمثل كل لبنان وان يكون كل نائب فيه يمثل الامة جمعاء. لقد جئنا الى هنا مسلحين بإيمان الشهيد رفيق الحريري بلبنان وشعب لبنان وبارادة الشهيد الصلبة وجرأته على التصدي بصدره لكرات النار والقتل والدمار لابعاد شرورها عن الوطن الحبيب لبنان . الا يستحق رئيس حكومة لبنان ابان عدوان نيسان 1996 الذي حمل قضية وطنه الى كل مكان وحرك العالم بأسره خلال ايام لينتصروا لحق لبنان في مقاومة الاحتلال والعدوان. وكانت لجنة تفاهم نيسان. لجنة دولية ضامنة لحقنا في سيادتنا وحق مقاومة الاحتلال. ولم تكن آنذاك انتقاصاً للسيادة. الا يستحق من صان حق لبنان ودافع عن شعبه ومقاومته وامنه وكرامته الا يستحق ان تحرك حكومة لبنان الآن العالم بأسره ليشارك معها بقوته وتقنياته لمعرفة من قتل الشهيد رفيق الحريري مستهدفاً بقتله كل اللبنانيين ويهددهم بأمنهم واستقرارهم ومستقبلهم.
ان اللبنانيين، كل اللبنانيين، يريدون معرفة عدوهم، عدو لبنان الذي استهدفهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن الذي قرر، ومن الذي خطط، ومن نفّذ، ومن قصّر، ومن تجاهل، ومن هم الذين يحولون دون معرفة الحقيقة. ان اللبنانيين كل اللبنانيين يريدون معرفة الحقيقة كل الحقيقة.
ما اشبه نيسان 1996 بشباط 2005 باستهدافاته وشروره. الا ان الفارق كبير. فإننا نفتقر اليوم رجال الدولة الكبار الذين يتحملون المسؤولية ويردون عن الوطن الاخطار، الا ان شباب لبنان رفيق الحريري ورفاقه واصدقائه وابناء وطنه يقفون اليوم صفاً واحداً ويداً واحدة ليتحملوا مسؤولية حماية وطنهم ومستقبلهم. انهم شباب اليوم نصف الحاضر وكل المستقبل يرددون بصوت واحد نريد الحقيقة كما نريد لبنان وطناً حراً سيداً مستقلاً.
اخترنا المستقبل سبيلاً وندعو كل اللبنانيين ليسيروا معنا نحو المستقبل لندافع عن وجودنا بايدينا وقد عقدنا العزم على متابعة مسيرة الشهيد رفيق الحريري بمضاعفة العمل على خلاص لبنان واستقراره وازدهاره متمسكين بوثيقة الوفاق الوطني اتفاق الطائف الذي اصبح دستوراً والذي يجسده اللبنانيون اليوم بانصهارهم ووحدتهم من خلاله ليصبح وثيقة الخلاص الوطني. واننا سوف نعمل على استكمال تطبيق بنوده كل بنوده واعادة الاعتبار الى ما طبّق منه وتعرّض ولا يزال للاستباحة والاستهداف.
ان اتفاق الطائف هو في الحقيقة تجمّع ارادات خيّرة من لبنان ومع لبنان وباتجاه لبنان. الا ان الارادة الكبرى هي ارادة الشعب اللبناني وايمانه بوطنه وبنظامه الديموقراطي اذ فوّض آنذاك نوّاب الشعب المنتخبين منذ ما يقارب عقدين لصوغ وثيقة خلاصه واستقراره. وان في ذلك لشهادة عظيمة للشعب اللبناني وايمانه بالنظام الديموقراطي البرلماني الذي هو مصدر السلطات. لذا جئنا لنقول: فليُسقط هذا المجلس حكومة التخاذل والتقصير والخيبة هي وادواتها واجهزتها وليمتثل هذا المجلس لارادة الشعب. هذا الشعب الذي يلتف اليوم حول برلمانه طالباً منه حمايته ولتأكيد سيادته لنفسه. تحية من روح الشهيد رفيق الحريري الى اللبنانيين الاحرار على صمودهم وصلابتهم وتمسكهم بوحدتهم واستقلالهم. اني باسم الشهيد رفيق الحريري ادعو اللبنانيين الى التمسك بوحدتهم وعدم التهاون بحقوقهم وكشف مرتكبي الجريمة وانزال العقاب بهم كما ادعوهم ليؤكدوا ذاتهم كما احبهم رفيق الحريري روّاد بناء واعمار وليسارعوا كل في قطاعه للعمل ليل نهار لبناء ما تهدم وبسرعة قصوى لتؤكد بيروت التي احبها رفيق الحريري تألقها وريادتها. كما ادعو كل الاشقاء العرب الذين احبهم رفيق الحريري واحبوه واستثمروا في احلامه وعاشوا معنا فرحة قيامتنا وساهموا بها، اناشدهم الا يفقدوا الثقة بلبنان رفيق الحريري والا يبتعدوا عن لبنان والا يؤجلوا مؤتمراً او اجتماعاً او استثماراً لان لبنان رفيق الحريري باق ومستمر بعزيمة ابنائه الابرار. اننا لن نتخلى عن لبنان الديموقراطي الحديث، لبنان الحرية والابداع، لبنان وطن التلاقي والحوار. وان على كل عربي ان يعرف ان سلامة العرب من سلامة لبنان. واؤكد لهم اننا ذاهبون نحو التقدم والازدهار والاستقرار كما اراد لنا الشهيد رفيق الحريري وسوف نجعل من بيروت الغد اجمل من بيروت الآن بعدما طهرتها الدماء الزكية، دماء الشهيد رفيق الحريري وهي الآن تحتضنه في ثراها.
وادعو كل اللبنانيين في بلاد العرب ودول الانتشار الى ان يبادروا بالعودة الى لبنان ليشاركوا في الدفاع عن وطنهم ويساهموا في بناء مستقبله. واني ادعوهم ليشاركوا باشخاصهم او بأبنائهم في 13 نيسان المقبل الذي يصادف ذكرى مرور 30 عاماً على مسيرة الآلام في لبنان، لنجعل هذا اليوم يوم الامل يوم الوحدة يوم الحرية في ساحة الشهداء والاستقلال. وادعو كبار العرب والعالم الاحرار قادة وعقلاء ومثقفين ومواطنين وانصار الحرية وحقوق الانسان ليشاركوا اللبنانيين باحياء هذه الذكرى. واتمنى ان تكون بيروت على اتم الاستعداد لاستقبالهم ولتفتح لهم القلوب والبيوت لتبقى بيروت عاصمة الحرية والاحرار وام الشرائع مدينة الشهيد رفيق الحريري رمز الوحدة والاستقلال. فلتسقط الحكومة عاش الشعب اللبناني وعاش لبنان".