طهران، القاهرة ستار ناصر، محمود عبدالرحيم:

اتهم محمد رضا خاتمي رئيس حزب جبهة الاصلاحات الايرانية، شقيق الرئيس الايراني محمد خاتمي، المحافظين المتشددين بتزوير الرسالة التي انتحلوا فيها اسم الرئيس خاتمي ووزعوها في منطقة الأهواز، حيث أدت الى اضطرابات دامية قالت وزارة الداخلية في طهران أمس إنها أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص واعتقال 200. وفي القاهرة، امتنعت الجامعة العربية عن إعلان موقف إزاء طلب منظمة أهوازية تدخلها لحماية الشعب الأهوازي العربي مما سمته سياسات الاحتلال الايراني الرامية الى التهجير القسري للعرب. وأكد مسؤول كبير في الجامعة ل “الخليج” ان الأمانة العامة تسلمت مذكرة بذلك المعنى من فصيل أهوازي. وأعلن المدير العام لوزارة الثقافة والارشاد (االاعلام) الايراني محمد حسين خوش أن الحكومة الايرانية قررت إغلاق مكتب قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية بسبب تغطيتها مواجهات الأهواز. وقال إن مكتب “الجزيرة” سيغلق بصورة “مؤقتة”.

وأكد رئيس جبهة الاصلاحات الايرانية محمد رضا خاتمي ل “الخليج”: “ان الرسالة التي وزعت في مناطق خوزستان (الأهواز) وسببت اندلاع المصادمات بين العشائر العربية والشرطة إنما هي “رسالة كاذبة” تهدف الى تخريب شخصية الرئيس خاتمي وجبهة الاصلاحات”. وأضاف: “من وجهة نظري أن الجناح الآخر، أعني المحافظين، هم الذين قاموا بكتابة الرسالة وتوزيعها بين الناس، لأنهم تيقنوا أن شعبية مرشح الاصلاحيين للرئاسة الدكتور مصطفى معين مرتفعة في هذه المناطق، وكما تعلمون، فإن إقليم خوزستان صوت للرئيس خاتمي في الدورات الماضية، فكيف يعقل أن يكافىء الرئيس ناخبيه بهذا الأسلوب؟”.

وقال خاتمي ل “الخليج”: “هذه القضية تكررت في السابق في اقليم كردستان، لكن آثارها جاءت معاكسة، إذ هبت الجماهير الكردية لتلتف حول الرئيس خاتمي وان أخبار الانتخابات في خوزستان تؤكد أن مكتب مرشح الاصلاحيين من أنشط المكاتب هناك ولم يحصل أي مرشح آخر على ما حصل عليه معين من أصوات الاقليم المذكور، لأننا صادقون في برنامجنا الاصلاحي، ونعتقد بأن تعيين الوزراء سيكون من كل القوميات من أجل تحقيق شعار الوحدة والتضامن”.

وأضاف: ان الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تغيرت في البلاد بفضل حكومة خاتمي الاصلاحية، حتى علاقة ايران بالدول الخارجية أفضل من السابق. أما في الجانب الاقتصادي فإن نسبة التضخم في البلاد انخفضت من 40% الى 15%. وفي الجانب الاجتماعي تمكنت حكومة خاتمي من أن تحقق شعار الحرية. ففي السنوات السابقة لا يستطيع الشاب أن يسير في الشارع مع الفتاة لأنهما سيواجهان بسيل من الأسئلة، أما الآن فبإمكان الشاب أن يسير مع الفتاة. وفي السابق كان بلدنا بلد الدموع والبكاء، أما الآن فإنه بلد الفرح والسعادة. وفي ما يتعلق بالحرية السياسية، في السابق لم يكن يتجرأ أحد بالدعوة الى الحوار مع أمريكا، أما الآن وبفضل الاصلاحيين فإن النخب السياسية بمختلف مشاربها تتحدث عن السلام مع أمريكا، بل وجدنا ذلك شعاراً يطلقه مرشحو المحافظين.

وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الايرانية (ا.ف.ب) أمس (الاثنين) ان ثلاثة أشخاص قتلوا، فيما اعتقل 200 خلال مواجهات وقعت الجمعة بين قوات الأمن وسكان عرب في اقليم خوزستان الايراني، حيث يشكلون غالبية في هذا الاقليم النفطي الواقع على الحدود مع العراق.

وأضاف الناطق انه يوجد بينهم عدد من المحرضين. وقال: “لقد تبين أنهم مرتبطون بمجموعات ومحطات تلفزة مخربة”.

وأضاف الناطق ان اضطرابات محدودة وقعت مساء أول من أمس (الأحد)، جنوب الاقليم. وكانت السلطات قد أعلنت عودة الهدوء تماماً.

وفي القاهرة، امتنعت الجامعة العربية أمس عن إعلان موقف إزاء طلب “حركة التحرير الوطني الأهوازي” التدخل العربي لحماية الشعب الأهوازي تجاه ما سمته “سياسات الاحتلال الايرانية الرامية الى تهجير العرب”. واكتفى مسؤول بارز في الجامعة تحدث ل “الخليج” بالقول إن ما يمكن التصريح به فقط هو تسلمنا مذكرة رسمية من فصيل أهوازي تدعو لدخول الجامعة العربية على خط الأزمة الحالية من دون مزيد من التعليق.

وكان نائب الأمين العام ل “حركة التحرير الوطني الأهوازي” سيد طاهر آل سيد نعمة قد أرسل مذكرة رسمية أول من أمس للأمين العام للجامعة العربية شكا فيها من تعرض الشعب العربي في الأهواز لسياسات اقتلاع واجتثاث لوجوده وتفريغ الأرض من سكانها العرب. ولفتت المذكرة، التي اطلعت “الخليج” عليها، الى “أن الشعب العربي في الأهواز انتفض ضد هذه السياسات التي تستهدف وجوده وهويته”، مشددة على أن “هذه الانتفاضة ليست لها أي علاقة بالأمريكيين”.

يذكر أن المجلس الوطني الأهوازي كان قد تقدم قبل نحو عام بطلب الانضمام للجامعة العربية بصفة مراقب، إلا أن طلبه جُمد.