أسامة مهدي من لندن : أقر رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اليوم ان الفساد الاداري قد زاد في زمن الاحتلال وتعهد بمكافحته متوقعا القيام بعمليات مسلحة في الفلوجة وقال ان ثمن الاسلحة التي سلمت في مدينة الصدر بلغت لحد الان حوالي مليون دولار مؤكدا العمل على حل مشكلة كركوك فيما ستطبق القوات العراقية والاميركية ابتداء من اول رمضان خطة امنية في جميع انحاء العراق لمنع العمليات الارهابية بينما نفى المستشار الالماني جيرهارد شرودر ارسال قوات المانية الى العراق .
سلحة مكدسة سلمها أنصار الصدر
وفي كلمة امام المجلس الوطني (البرلمان) اليوم قال علاوي ان الفساد الاداري والرشاوى قد تفاقمت في العراق واشار الى انه منح الوزراء وهيئة النزاهة صلاحيات واسعة لمكافحة هذه الظاهرة التي ازدادت في العراق في زمن الاحتلال .
وتوقع علاوي تنفيذ عمليات مسلحة ضد المخربين في مدينة الفلوجة وقال " اذا لم يسلمونا ابو مصعب الزرقاوي فاننا قادمون على عمليات عسكرية في الفلوجة " وتوقع ازدياد عمليات الاغتيال والتفجيرات في عموم البلاد وقال انه كلما زاد الحصار على الارهابيين وتوسعت الضربات ضدهم فانهم سيزيدون من عملياتهم .
واشار الى معلومات تقول ان جماعة التوحيد والجهاد التي يقودها الزرقاوي ستندمج مع منظمة القاعدة التي يقودها اسامة بن لادن محذرا من تصاعد محاولات الارهابيين لزرع فتنة طائفية في البلاد ، واكد انه يملك وثائق سيعرضها على المجلس الوطني تؤكد ان المسلحين في الفلوجة يريدون الحاق الضرر بها وبالعراق كله .
واضاف الى ان عملية تسليم الاسلحة في مدينة الصدر تتصاعد بشكل مرضي موضحا ان الاف القطع المسلحة قد سلمت لحد الان في اليوم الثاني للعمل مشيرا الى ان مادفع تعويضا عنها لحد اليوم 840 الف دولار داعيا الى تسليم الاسلحة الثقيلة ايضا وقال ان القوات العراقية ستبدا مطلع الاسبوع المقبل بتفتيش المدينة للتاكد من خلوها من الاسلحة والاعتدة على ان تنفذ الحكومة من جهتها وعدها باطلاق سراح الموقوفين من التيار الصدري والبدء باعمار المدينة حيث خصص لذلك حوالي 500 مليون دولار.
واعتبر علاوي مشكلة مدينة كركوك التي يتصاعد فيها التوتر العراقي متعددة الجوانب هي سياسية واقتصادية وفنية وقال ان الحكومة تجري اتصالات مع جميع القوى في المدينة لتهيئة مناخات حل الاشكالات فيها . واكد ان القوات العراقية نجحت في مدينة سامراء في دحر الارهابيين وملاحقة فلولهم ووضع خطة طموحة لاعادة اعمارها .
واوضح علاوي انه سيقوم بلقاء المجلس الوطني كل يوم اربعاء ليعرض عليه اخر التطورات ويجيب على اسئلة واستفسارات اعضائه وقال ان وزير الداخلية فلاح النقيب سيستجيب لطلب المجلس بمسائلته قريبا من قبل المجلس.
وفيما يلي نص كلمة علاوي في المجلس الوطني قبل اجابته على اسئلة الاعضاء :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس المجلس الوطني
السيدات والسادة اعضاء المجلس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني كثيراً، الوقوف امامكم مرة اخرى، لكي استعرض لكم آخر التطورات، والإجابة على ما لديكم من تساؤلات واستفسارات، كما وعدتكم في الاسبوع الماضي، وسأفعل ذلك كل اسبوع انشاء الله.
اريد التأكيد هنا، بانني وزملائي اعضاء الحكومة، مسؤولون من خلالكم، امام شعبنا لمواصلة الاطلاع على هموم المواطنين ومعالجة قضاياهم والعمل معأ في سبيل خدمة أبناء الشعب وتحقيق الامن والاستقرار في البلاد.
أيتها الاخوات
ايها الاخوة
منذ لقاء الاسبوع الماضي، عملت الحكومة وبعزيمة قوية على تعزيز النجاحات العسكرية التي حققتها قواتنا المسلحة في ملاحقة الارهابيين ودحر فلولهم الجبانة في مدينة سامراء، وذلك بوضع خطة كبيرة وطموحة لاعمار المدينة.
كما تعلمون فقد تم تشكيل لجنة لهذا الغرض برئاسة السيد وزير الاسكان عمر الدملوجي. سافرت الى هناك يوم الاثنين (اول امس) للتحقق بنفسي، من الوضع في المدينة حيث التقيت بالسيد المحافظ وعدد من المسؤولين وهم يؤدون اعمالهم بصورة طبيعية ويسيطرون على الوضع فيها. وقد سرني كثيراً رؤية الاستقرار يعود اليها، وشعرت بالارتياح عندما رأيت أهل المدينة يزاولون اعمالهم اليومية دون تهديدات او ابتزاز من قبل قطاع الطرق.
كما حققت الحكومة تقدماً ملموساً في معالجة الاوضاع الامنية في مدينة الثورة، وتمثل ذلك في الموقف الايجابي للحكومة من مبادرة اهالي المدينة ورؤساء العشائر فيها في التوسط والعمل لانهاء العنف مقابل المباشرة فوراً في اعادة البناء وعودة الخدمات الاساسية من كهرباء وماء واخرى صحية واجتماعية.
ويسرني ابلاغكم، بان كميات من الاسلحة يجري الان تسليمها الى السلطات المسؤولة وفقا للتعهدات التي التزمت بها المجموعات المسلحة في الثورة. اننا نتوقع منهم تسليم مالديهم من اسلحة ثقيلة ايضاً وحسب ماوعدوا ، وفي المقابل فان الحكومة مستعدة لتنفيذ مااخذته على عاتقها من تعهدات بالافراج عن المعتقلين وايقاف العمليات العسكرية المسلحة. ان كل هذا يحتاج الى الالتزام الكامل بروح ونصوص المبادرة من قبل هذه المجموعات وليس من اهالي المدينة فقط . لان الحكومة سوف تباشر في اجراءات التفتيش والبحث عن الاسلحة في البيوت مع بداية الاسبوع المقبل.ان عودة الامن والاستقرار قد بدأت تعطي ثمارها وماتحقق من نجاح شيْ ايجابي ولكننا نعمل ليكون هذا النجاح مثالاً يحتذى في بقية المدن والمناطق الاخرى في العراق.
أريد التأكيد هنا، مرة اخرى، أن خيار استعمال القوة، هو آخر ما تلجأ اليه الحكومة لحسم الوضع الأمني. وسنبقى على استعداد للتعامل بإيجابية مع كل بادرة لنزع السلاح والانخراط في العملية السياسية.
اخواتي
اخواني
في الامس، قمت بزيارة الديوانية للمشاركة في حفل تخرج وحدة جديدة من قوات الحرس الوطني. لقد دهشت بحماس وتصميم هؤلاء الشباب الشجعان الذين يريدون خدمة وطنهم والحاق الهزيمة بقوى الارهاب والعناصر المجرمة من الحاقدين على مسيرتنا الديمقراطية واعمار البلاد وتحقيق رفاهية المواطنين.
لقد ادركت، كما تدركون انتم ايضاً، لماذا كان هؤلاء الابطال من شباب العراق، ولا يزالون، هدفاً اولاً، لاعمال العنف والعمليات الانتحارية، والسيارات الملغومة. ان ما يريده الارهابيون والقتلة، اعاقة جهودنا والنيل من تصميمنا على هزيمتهم.
لابد وانكم قد سمعتم بالتحقيقات الجارية حول وجود مقابر جماعية جديدة في كردستان مما يذكرنا ذلك ، ونحن نعيد بناء العراق ، بواجبنا الوطني والانساني في ان لاننسى تلك الجرائم ، ولن نسكت قبل معاقبة الذين قاموا بارتكابها.ان من ارتكب تلك الجرائم ، هي نفس الفئة الضالة عن الطريق القويم والتي تريد تدمير العراق كما فعلت في الماضي ، وماتريد فعله في المستقبل.
واريد ان اشير ايضاً الى النجاحات التي حققها الشعب الافغاني في اجراء انتخابات في ظروف امنية وسياسية اسوأ مماعليه في العراق ، ممايجعلنا نفكر جدياً ونعمل بتصميم على تنفيذ التزاماتنا ، كحكومة ، باجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد. ان لدينا في العراق من امكانيات ، يفوق كثيراً ماموجود في ذلك البلد حيث سيطرة الحكومة اكبر ، ونظام الدولة اكثر تطوراً اضافة الى بنية تحتية افضل .
الاخوات العزيزات
الاخوة الاعزاء
بدأت اليوم في طوكيو اجتماعات الدول المانحة وزميلي السيد نائب رئيس الوزارء برهم صالح هناك لكي يتحدث الى ممثلي تلك الدول ويحثها على الوفاء بالتزاماتها نحو العراق.
كما قلت لكم سابقاً، لقد انجزنا اشياء غير قليلة على الصعيد الدولي، ونسعى لبذل المزيد من اجل تحقيق الامن والاستقرار في بلادنا، واهم من ذلك كله هو ، نجاحنا في تحويل العراق من بلد يتحاشاه العالم ويتجنب التعامل معه، الى بلد يحظى بدعم المجتمع الدولي واحترامه.
والآن، بودي، وبكل سرور، سماع الاسئلة التي تشغل اهتمامكم واهتمام المواطنين ولكي يكون هذا النقاش مفيداً، اقترح عليكم الاختصار والتركيز على الاسئلة وتجنب المداخلات الطويلة. ولكم الشكر.
خطة امنية في رمضان
وعلى صعيد الوضع الامني تشدد القوات العراقية والاميركية من اجراءاتها الامنية في جميع انحاء العراق ابتداءا من يوم الجمعة المقبل لتعزيز الامن ومتابعة محاولات المسلحين لتنفيذ اعمال عنف وضبط الامن لمنع تكرار اعمال العنف التي شهدها شهر رمضان في العام الماضي.
وقال قائد اللواء الثالث لفرقة الفرسان الاولى في الجيش الامريكي العقيد مايك موري ان الشرطة العراقية ستكون في حالة طوارئ على مدى 24 ساعة في اليوم طيلة الشهر وان القوة متعددة الجنسيات ستكثف من دورياتها في شوارع المدن العراقية ومن مراقبتها للاماكن العامة و .ملاحقة المشبوهين . كما دعت وزارة الداخلية جميع العراقيين الى "التوحد ضد جميع انواع العنف وسفك الدماء الذي يستهدف العراقيين الابرياء" .
وطالب وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب من المواطنين التعاون التام مع اجهزة الشرطة والحرس الوطني وابلاغ السلطات عن اي عنصر سئ . وناشدهم احترام قدسية هذا الشهر وحرمته ومنع الافطار العلني واغلاق محال بيع المشروبات الكحولية والمطاعم والمقاهي من شروق الشمس وحتى غروبها.
كما قرر مجلس الوزراء العراقي في بيان له تغيير التحاق الموظفين باداراتهم متمنيا حلول الامن والازدهار في جميع انحاء البلاد .. وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
رئاسة الوزراء
دائرة العلاقات العامة
المكتب الاعلامي
(بيان صحفي)
بغداد13/ تشرين الاول /2004م
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز : "يايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " صدق الله العظيم
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك شهر الصوم والطاعة والغفران يكون الدوام في دوائر الدولة الرسمية وشبه الرسمية والدوائر غير المرتبطة بوزارة طيلة ايام الشهر الفضيل على النحو التالي :-
كل ايام الاسبوع عدا الخميس : من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الواحدة بعد الظهر.
يوم الخميس من كل اسبوع : من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً.
وبهذه المناسبة الميمونة تود رئاسة الوزراء أن تزجي أعطر التبريكات لابناء شعبنا الكريم داعية ً المولى عز وجل أن يعيدها على الجميع وعراقنا الغالي يرفل بالحرية والديمقراطية ويزهو بالامن والسلام والرخاء.
انه سميع مجيب.
رئاسة الوزراء
دائرة العلاقات العامة – المكتب الصحفي
شرودر ينفي ارسال قوات الى العراق
وأعلن المستشار الالماني جيرهارد شرودر خلال اجتماع لحكومته اليوم ان المانيا لم تغير موقفها من العراق ولن ترسل قوات الى هناك رغم تصريحات وزير الدفاع الالماني التي تحدث فيها عن هذه الامكانية. وقال مصدر حضر الاجتماع ان شرودر ابلغ الحكومة الالمانية انه لا تغيير في سياسة برلين ازاء العراق وان وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك لا يرغب في تغيير هذه السياسة. وتحدث المستشار الالماني هاتفيا مع وزير الدفاع في وقت سابق من اليوم .
وكان شتروك قد صرح في مقابلة نشرت اليوم بان المانيا قد تنشر قوات في العراق اذا تغيرت الظروف هناك مغيرا من موقف المانيا السابق الرافض لارسال جنود الى العراق. وقال شتروك لصحيفة فاينانشال تايمز "في الوقت الراهن استبعد ارسال قوات المانية الى العراق .. بصفة عامة على أي حال ليس في وسع أحد أن يتنبأ بالتطورات في العراق بطريقة تمكنه من تقديم تصريح ملزم."
ميثاق شرف صحافي
وعلى صعيد اخرا اصدرت الهيئة العليا للاعلام لائحة تنظم عمل وسائل الاعلام اطلقت عليهاوثيقة شرف المهنة .
وتضم اللائحة تسعة بنود تتضمن ضوابط للاعلام العراقي تحث على عدم التحريض على العنف او اثارة النعرات الطائفية وعدم بث الكراهية والانقسام بين مكونات الشعب العراقي .. وفيما يلي نص بنود الضوابط الاعلامية :
1 . اللاتزام بالصدق والموضوعية والحياد في نقل ةتداول الاخبار والتقارير الاعلامية.
2 . عدم التحريض على العنف وتشجيع استخدامه كوسيلة لحل الخلافات السياسية.
3 . عدم اثارة النعرات الطائفية والفتن العرقية والدينية بين اطياف المجتمع العراقي.
4 . احترام الدين الاسلامي باعتباره دين اغلبية الشعب واحترام الاديان الاخرى ةعدم المساس بها او الاساءة اليها واحترام القيم الحضارية والرموز التاريخيةوماله صلة بتراث وحضارة العراق.
5 . عدم بث روح الكراهية والضغينة والانقسام بين مكونات المجتمعواحترام الوان الطيف العراقي .
6 . عدم استخدام وسائل الاعلام للتشهير وانتهاك الخصوصية للافراد والجماعات واحترام الذوق العاموالمشاعر الانسانية للجمهور.
7 . عدم اظهار التاييد باي شكل من الاشكال لاعمال السطو والسرقة والاختطاف والتفجير وقتل المدنيين وافراد القوات المسلحة والعاملين الاجانب في العراق وعدم الترويج لتهديدات ومطالب الارهابيين بكافة انواعها.
8 . الاتاحة العادلة لرد المتضرر عما صدر بحقه في الوسيلة الاعلامية من ضرر مادي او معنوي والالتزام بنشر توضيحه او رده في مكان وزمان مناسبين في الوسيلة الاعلامية ذاتهاوالاعتذار او التعويض العادل وفق ماتقرره القوانين.
9 . التعهد بضمانة شفافية ونزاهة التمويل المالي للوسيلة الاعلامية وعدم قبول المساعدات والاعانات المالية التي تهدف الى تقويض الامن والاستقرار في العراق .
واكدت الهيئة العليا للاعلام ان هذه البنود تشكل شروطا للعمل الصحفي في العراق وفي حالة الاخلال او تجاوزها فسيتم احالة المتجاوزين الى القضاء او اتباع تدرج العقوبات حسب مستوى المخالفة مثل الاخطار والاعتذار او فرض الغرامات المالية وصولا الى غلق الوسيلة الاعلامية بعد ان يتم استنفاذ تدرج العقوبات.
التعليقات