إلياس توما من براغ: بدأت مجموعة من النساء التشيكيات تضم صحافيات ومخرجات وعاملات فـي اختصاصات مختلفة تأسيس حزب سياسي جديد خاص بالنساء يحمل اسم "تساوي الفرص ". وقالت رئيسة تحرير صحيفة "بوليتيكون" التي تصدر على شبكة الانترنيت زدينكا اولمانوفا المشاركة في الجهود المبذولة لتأسيس هذا الحزب انه بدء في جمع الاتوقيعات اللازمة للتقدم بطلب ترخيص لهذا الحزب ، وأن الرجال سيكون بإمكانهم الانتساب إليه غير انه سيتوجب عليهم الأخذ بعين الاعتبار منذ الآن انهم لن يوضعوا على اللوائح الانتخابية له.

وتقول الوثيقة التأسيسية للحزب إن الوقت حان لتغيير الوضع غير المتساوي للنساء مع الرجال في العمل وداخل العائلة وفي المجتمع ،والى ضرورة تغيير النموذج الحالي لما تصفه الوثيقة بالتحرر المزيف .

كما تؤكد الوثيقة أن التغييب القسري الحاصل للنساء عن آليات اتخاذ القرارات يخلق حالة من عدم المساواة وعدم الفعالية في مختلف المجالات في المجتمع ، وأن من الضروري بمكان تغيير الأسلوب الذي يدير به الرجال الحكومات. وتشدد الوثيقة أيضا " على أن حل النزاعات الدولية بالقوة من قبل الرجال يتنافى ومصالح واحتياجات النساء اللواتي يشكلن نصف عدد سكان البشرية".

ووفقا للقانون في تشيكيا فان الترخيص بتأسيس حزب سياسي يحتاج إلى جمع توقيعات لا يقل عددها عن ألف شخص يؤيدون برنامجه وأهدافه الأمر الذي لا تعتبره اولمانوفا مشكلة وترى ان هذا الحزب سيتمكن ليس فقط من المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة المقررة في صيف عام 2006 و إنما أيضا من الوصول إلى المقاعد النيابية
وتؤكد أن الحزب سيعمل على معالجة القضايا التي لا يحلها السياسيون الحاليون في تشيكيا مع أنها هامة بالنسبة للنساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع. وترى ان الأموال الموجودة في خزينة الدولة تصرف بشكل غير عادل ومتوازن وكمثال على ذلك تقول لا اعرف لماذا تصرف أموال كبيرة كتعويضات نهاية خدمة للعسكريين الذين يقررون التحول إلى القطاع المدني في حين أن النساء اللواتي يتواجدن في إجازات أمومة يحصلن على مبالغ قليلة جدا مع أن السياسيين جميعا يزعمون أن الاهتمام بالأطفال هو أولوية بالنسبة للدولة كما أن الأهل الذين لديهم اطفالا معاقين يعيشون أوضاعا قاهرة أحيانا

وأثار اتجاه النساء نحو تأسيس حزب سياسي خاص بهن ردود فعل مؤيدة ورافضة من قبل بعض السياسيين والسياسات فالنائبة في البرلمان التشيكي ووزيرة العدل السابقة فلاستا باركانوفا ترى بان هذا التوجه يقسم المواضيع والقضايا إلى رجالية ونسائية وبالتالي تقسيم المجتمع في القضايا التي يتوجب توحيده فيها فيما ترى زوزكا رويبروفا التي ترشح نفسها على القائمة الشيوعية إلى انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجري الشهر القادم بان حل قضايا النساء يجب أن يكون في إطار القوى السياسية المتواجدة الآن على الساحة او التي ستتشكل مؤكدة أنها ستدخل الانتخابات بشعار يقول : هل تريدون التغيير ؟إذن انتخبوا النساء .

وعلى خلاف هذا الموقف ترى الرئيسة السابقة لحزب اتحاد الحرية هانا ماروانوفا ان تأسيس حزب خاص بالنساء فكرة مثيرة للاهتمام مؤكدة أن قضايا النساء هي قوية ويجب فتحها .

وتعبر المخرجة الوثائقية التشيكبة اولغا سوميروفا أيضا عن دعمها لفكرة تأسيس هذا الحزب غير أنها تؤكد بأنها لن ترشح نفسها على لائحته الانتخابية لان لديها الكثير من الأعمال، ويرى المختصون السياسيون هنا ان تواجد عدد اكبر من النساء في السياسة سيغير الكثير من أولويات الدولة كما حصل في العديد من دول أوروبا الشمالية أي الدول الاسكندنافية غير انهم لا يضعون أمالا كبيرة أمام هذه المجموعة الجريئة من النساء لدخول عالم السياسة من باب واسع مؤكدين أن المنافسة قوية وان الناس يفضلون عادة في الانتخابات النيابية الأحزاب التي تتواجد على الساحة منذ فترة طويلة.

وبغض النظر عن آراء المعارضين أو الداعمين أو المختصين السياسيين فان القرار الحاسم في هذه المسالة سيكون بأيدي الناخبين أو بالأحرى الناخبات فأصواتهن هي التي ستمكن هذا الحزب من دخول البرلمان وإثارة قضايا النساء بالشكل الذي يحقق طموحاتهن بإدارة متكافئة ومتوازنة للقضايا العامة وداخل الأسرة .