عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: قالت مصادر عراقية إن اعدادًا كبيرة من العائلات من الفلوجة والرمادي نزحوا عن المدينتين ، خاصة من لديهم بنات، مع اشتداد موجة القصف البري والجوي حيث تقيم عشرات العوائل في مخيمات خصصت الحكومة العراقية مبلغ مليون دولار لها. بينما يفضل من لديه اقارب في مدينة اخرى الاقامة عندهم حتى تنتهي أزمة المدينة التي يرجح معظم العراقيين اقتراب موعد اجتياحها قبل انتهاء شهر رمضان. وكانت انباء تحدثت عن صدور فتاوى من رجال دين متشددين في المدينة تحث السكان على عدم تركها وتقضي بتزويج فتياتها من عمر العاشرة فما فوق من (المجاهدين) خشية أن "يغتصبهن الاميركان الذين ينوون اقتحام المدينة" على حد قولهم.

ونشر احد المواقع العراقية(عراق الغد) رسالة لرب اسرة تمكن مع عائلته من مغادرة المدينة يؤكد فيها تلك الفتوى. وكان بيان منسوب لتنظيم القاعدة نشر على احد المواقع المتشددة حث العرب والمسلمين على القتال في العراق "من اجل الفوز إما بالشهادة او الزواج من فتاة عراقية".

ولا تستطيع النساء في العراق (خاصة خارج العاصمة) الاعتراض او التعبير عن رأي خاص بهن بسبب سطوة سلطة العشيرة ورجال الدين الذين طالبوا غير المسلمات بارتداء الحجاب. وتلقى الفقرة الخاصة بالمرأة في قانون ادارة الدولة العراقي الاستهجان من قبل عدد من رجال الدين المتشددين ورجال العشائر حيث نصت الفقرة على أن تكون نسبة تمثيل المرأة في الحكومة والمجلس الوطني 25% وهي نسبة تعتبر مرتفعة وغير مسبوقة في أي من دول المنطقة.

وفي تطورات الوضع الأمني ألقت القوات الاميركية فجر اليوم (السبت) القبض على قيادي اخر في جماعة الزرقاوي(التوحيد والجهاد) غرب الفلوجة مع خمسة عناصر اخرين من المنظمة. وكانت القوات الاميركية قتلت في وقت سابق المرشد الفقهي للجماعة المدعو ابو أنس الشامي وهو اردني الجنسية. ياتي ذلك مع تزايد الغارات الجوية على المدينة التي تعد معقلا لعدد من الجماعات المسلحة التي تنشط في خطف وقتل عدد من العراقيين والاجانب وتتخذ لها أسماء شتى لكن الكلمة الفصل فيها كما يبدو، مازالت للمتطرف الاردني ابو مصعب الزرقاي الذي تطالب كل من الحكومة العراقية المؤقتة والقوات الاميركية بتسليمه وجماعته قبل الشروع بأية محادثات جديدة.

وكان الزرقاوي اعلن انه ينوي "تحرير العراق واعلانه امارة اسلامية لينطلق منها لتحرير دول الجوار وضمها لامارته التي سيحرر منها بيت المقدس" حسب احد بياناته السابقة.
من جانب اخر رفض رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي الاستجابة لمطالب خاطفي مارغريت حسن وأضاف في مقابلة تلفزيونية إن حكومته تبذل كل ما في وسعها لضمان الإفراج عن مارغريت حسن، وأشار إلى أنه من العار أن يحدث مثل هذا الأمر في العراق ضد سيدة ساعدت العراق إلى حد كبير. ويطالب خاطفو مارغريت حسن بعدم ارسال قوات بريطانية الى جنوب بغداد حيث سيساهمون في القضاء على الارهابيين في (مثلث الموت) في اليوسفية واللطيفية والاسكندرية. وأكد علاوي أن الوقت أخذ ينفد بالنسبة للمتمردين في الفلوجة وقال إنه يعتزم بذل كل محاولة ممكنة من اجل الحفاظ على الأمن في البلاد.

وفي رده على سؤال حول ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز من أن عدد المتمردين في الفلوجة قد يصل إلى 20 ألفا، قال علاوي إن العراقيين خاضوا قتالا ضد قوة أكثر جبروتا تمثلت في صدام حسين واتباعه الذين فتكوا بالشعب العراقي وهاجموا الدول المجاورة طيلة سنوات، وبالتالي فانه سواء كان عدد المتمردين ألفين أو ثلاثة أو عشرة آلاف، فإنهم لن يخيفوا العراقيين.

وكان بيان للجيش الاميركي صدر هذا اليوم اشار الى أن "انصار الزرقاوي يتوجهون نحو اطراف الفلوجة للاختباء بين السكان المدنيين"، داعيا السكان الى "تقديم معلومات حول امكنة تواجد اتباع الزرقاوي". ويؤكد الجيش الاميركي أنه تمكن من ضرب قاعدة الشكبة بفضل "شجاعة المواطنين العراقيين الذين قدموا معلومات لانهم يريدون طرد الارهابيين من منطقتهم ومن الفلوجة ومن العراق".

عربات جديدة للجيش العراقي
وفي سياق اخر دخلت عبر بوابة الخابور الشمالية اعداد من العربات العسكرية المستوردة للجيش العراقي الجديد في اطار خطة لتسليحه بمختلف الاليات العسكرية الحديثة. وكانت وزارة الدفاع العراقية تعاقدت مع عدد من الدول لتسليح الجيش.من ضمنها بولوندا واوكرانيا. وتستعين القوات العراقية في الوقت الحاضر بالقوات المتعددة الجنسيات في فرض الامن في المدن العراقية المتمردة كما حصل في النجف وسامراء ويحصل في الانبار والفلوجة.

اربعة قتلى وستة جرحى في هجوم انتحاري جنوب سامراء
اكد ضابط في الحرس الوطني العراقي أن اربعة من الجنود العراقيين قتلوا واصيب ستة اخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة اليوم السبت استهدف نقطة تفتيش جنوب مدينة سامراء على بعد 120 كيلومترا شمال بغداد.

وقال العقيد حميد احمد من شرطة بلدإن "سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت في الساعة الثامنة (00،5 تغ) عند حاجز للحرس الوطني في اسحاقي (20 كيلومترا جنوب سامراء) مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص واصابة ستة بجروح بين الجنود".

وتشكل منطقة سامراء موئلا للمقاتلين المناهضين للقوات الاميركية. اما مدينة سامراء فقد استعادها الجيش الاميركي والقوات العراقية من المقاتلين مطلع تشرين الاول(اكتوبر) بعد عملية خلفت نحو 150 قتيلا.