اسامة مهدي من لندن: إعترف حزب البعث العراقي المنحل بقيام عدد من أعضائه بالتفاوض مع السطات العراقية والاميركية، واصفًا إياهم بضعاف النفوس وقصيري النظر وفاقدي الشرف، وطرح شروطًا خمسة للدخول في مثل هكذا مفاوضات، فيما أظهر استطلاع للرأي في العراق أن معظم مواطنيه يفضلون فوز المرشح الديمقراطي جون كيري على المرشح الجمهوري جورج بوش في الإنتخابات الرئاسية الأميركية. وقال الحزب في بيان له اليوم (الخميس) حصلت عليه "إيلاف" إن تصاعد المقاومة عمق مأزق الحكومة العراقية وحليفتها الولايات المتحدة اللتين راحتا تروجان وتطلقان تصريحات حول وجود " مفاوضات مع عناصر من المقاومة العراقية او هناك جولة او جولات من المفاوضات مع حزب البعث العربي الاشتراكي او ممثلين عنه ومن خلال وسطاء " لاجهاض تصاعد المواجهة " وذلك عبر الاتصال ببعض العناصر الضعيفة والبائسة والمعزولة عن هيكل الحزب التنظيمي بسبب انحرافها او سوء اخلاقها ومحاولة اغرائها بشتى السبل المادية والمعنوية لاجل عقد مؤتمر هنا او اجتماع هناك في فنادق الدرجة الاولى في عواصم دول عربية او اجنبية، مدعين بان هؤلاء يمثلون فصائل المقاومة المجاهدة وذلك تلبية لبعض المطالب الجزئية التي يتقدم بها هؤلاء...والتي تهدف في التحليل الاخير للحفاظ على الدمى العميلة وادامة الاحتلال الاميركي البريطاني البشع لارض العراق واستباحة كرامته ونهب ثرواته وكسر ارادته الوطنية والقومية ".

وشدد الحزب ازاء ذلك على أنه يرفض رفضًا قاطعًا اية صيغة تفاوض مع الاميركان والحكومة وقال إنه لا علاقة له بما يقوم به من وصفهم " ضعاف النفوس وقصيري النظر من فاقدي الجاه والشرف والمبادئ والمتخلين عن ابسط قيم الرجولة والوطنية " واكد قائلًا " إن قيادة البعث والمقاومة والتحرير تتبرأ من افعال هؤلاء حتى وإن كانوا في يوم ما ضمن هيكل الحزب تنظيميًا ".

كما رفض الحزب المشاركة في ما اسماها " المؤتمرات البائسة والهزيلة التي يروم الاميركان عقدها تحت ذرائع الحرص على مستقبل العراق واجراء الانتخابات وتطبيق الديمقراطية وضبط الامن والحدود وما شابه ذلك.. وكافة القرارات والاجراءات والترتيبات التي ستصدر عن تلك المؤتمرات المشبوهة ".

واشترط حزب البعث للتفاوض معه القبول بخمسة ثوابت حددها ب : انسحاب القوات الاميركية وحلفائها من العراق وبدون قيد او شرط واعادة الشرعية لكل ماهو قائم في العراق قبل الاحتلال والغاء كافة القرارات الصادرة عنه، وعن حكومته و اعادة الشرعية لقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين، وتعهد اميركا وحلفاءها ومن خلال قرار لمجلس الامن الدولي وبضمانة مجموعة من الدول المحايدة لتشكيل صندوق لاعادة اعمار العراق واعتراف اميركا وحلفاءها باحتلال العراق وغزوه وتحمل كافة المسؤوليات الترتبة على ذلك.

وعلى صعيد آخر، اظهر آخر استطلاع للراي العام اجري في العراق أن كثيرًا من مواطنيه يفضلون فوز السناتور جون كيري على الرئيس جورج بوش في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة عل الرغم من أن 58 في المئة منهم اكدوا أنهم لا يهمهم مَن سيربح فيها.
وقال مدير مركز الابحاث والدراسات الاستراتيجية في بغداد الذي اجرى الاستطلاع سعدون الدليمي إن العراقيين الذين تهمهم مجريات الأحداث في أميركا فضلوا فوز كيري على بوش. وقالت ما نسبته 22,5 في المئة إنهم يفضلون أن يصبح كيري رئيس الولايات المتحدة الجديد
بينما اقتصرت نسبة الذين يفضلون بوش على 16 في المئة مما يمثل انخفاضًا في شعبية بوش مقارنة مع الاستطلاع الذي أجراه المركز قبل شهرين تقريبًا واوضح تقدم بوش على كيري."
وأضاف الدليمي أن الاستطلاع عكس دعمًا واسعًا للرئيس بوش بين الأكراد بنسبة 60 في المئة وموقفا مماثلًا لذلك بين الغالبية الشيعية وذلك مقابل ميل الغالبية السنية إلى معارضة بوش.

وقد صعد المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جون كيري من الهجوم على الرئيس جورج بوش مع تزايد الجدال حول شحنة المتفجرات التي فقدت في العراق.
وقال كيري إن الولايات المتحدة "في حالة من الفوضى" كما اتهم إعلان تلفزيوني ديمقراطي الإدارة بعدم الكفاءة.
ورد نائب الرئيس ديك تشيني بمهاجمة كيري قائلًا إنه ليس في موضع يؤهله لاصدار مثل تلك التصريحات. كما حث بوش من أسماهم "بالديمقراطيين البصيرين" بتحويل ولائهم إلى الحزب الجمهوري وامتدح "تقاليد" الحزب وألمح إلى أن كيري لا يرتقي إلى مستوى الرؤساء الديمقراطيين السابقين من أمثال فرانكلين روزافلت وجون كنيدي. وقال إن " منافسي ليس لديه أية خطط أو رؤية وإنما فقط قائمة طويلة من الشكاوى".