إيلاف خاص: ظهرت بوادر انشقاق بين الليبراليين العرب اصحاب بيان حول معارضتهم للارهاب حيث سيرسل البيان الموقع من ما يقارب 3000 من مثقفين ومفكرين وسياسيين عرب كانت إيلاف نشرت نصه الاحد الماضي الى رئيس مجلس الامن واعضائه والامين العام للامم المتحدة بانشاء محكمة دولية للارهاب. الا ان تحفظات ظهرت في صفوف اهم الموقعين على البيان خاصة الدكتور محمد عبد المطّلب الهوني مؤسس "المؤسسة العربية للتحديث الفكري الذي يعتبر أب البيان الذي يرى بأنه " من الخطأ أن يعنون هذا النّداء باسم "اللّيبراليّين العرب"، ذلك أنّ في المجتمعات العربيّة الكثير من غير اللّيبراليّين من ذوي النّزعات الإنسانيّة والمدافعين عن حقوق الإنسان، من ديمقراطيّين وعقلانيّين وتنويريّين وماركسيّين واشتراكيّين ومناهضين للعولمة الحاليّة وإسلاميّين معتدلين يمكنهم أن يوقّعوا على مثل هذا البيان، فلماذا هذا العنوان الذي يشرذم كلّ هذه الألوان من الطّيف الفكريّ العربيّ، ما قد يجعلها تعزف عن التّوقيع بسبب هذا اللّون المخصوص الذي يضفيه هذا العنوان؟" ويضيف الاستاذ الهوني في تحفظاته التي خص بها إيلاف ويخالف بها صائغي البيان الذين تسرعوا في الكتابة عن البيان وفي مقدمتهم الكاتب الاردني شاكر النابلسي وفق مصادر إيلاف الخاصة: "نحن لا نعرف لماذا توجّه هذا البيان لفضح سلوك فقهاء الإرهاب المسلمين فقط وترك فقهاء الإرهاب من الأديان الأخرى، فكان حريّا بأصحاب البيان أن يطالبوا مجلس الأمن بتجريم أيّ إفتاء يرتكز على مقولات دينيّة تفضي إلى بثّ روح الحقد والعداء أو تفضي إلى تبرير القتل أو التّشجيع عليه، بسبب الاختلاف في الدّين أو الجنس أو المعتقد السّياسيّ، ما يشجّع الأغرار على القيام بتنفيذ هذه الأعمال العنيفة اللاّانسانيّة.
إنّ مجلس الأمن إذا قبل بإنشاء محكمة فلا بدّ أن يضع لها قانونا تحاكم بمقتضاه هذه المجتمعات، فلن نتصوّر أن تكون هناك محكمة دوليّة لمحاكمة إرهابيّين من دين معيّن وإلاّ أصبح هذا القانون عنصريّا في أساسه. ثمّ إنّ القاعدة القانونيّة يجب أن تكون قاعدة مجرّدة، تحاكم السّلوك الذي تحقّقه كل أركان الجرم بقطع النّظر عن شخص مرتكبه أو عقيدته أو جنسه." و "- إنّ الدّعوة إلى الإرهاب والتّحريض عليه لتصفية الخصوم أو تشريدهم أو بثّ الرّعب فيهم، قد تكون مستندة إلى إيديولوجية دينيّة كما هو الحال عند فقهاء الإرهاب المسلمين، وقد تكون مرجعيّته قوميّة شوفينيّة أو غير ذلك من المرجعيّات المتعصّبة، لذلك كان من الأجدى بهذا البيان أن يطالب بتجريم هذه الأفعال التي تستند إلى مرجعيّات دينيّة أو غير دينيّة". و كان على الذين كتبوا هذا البيان ودعوا إلى توقيعه أن لا يغفلوا عن المطالبة بتجريم كل الأفعال المساهمة في إذاعة التّحريض على الحقد والقتل والكراهية والتّرويج لها من صحف ومجلاّت وفضائيّات وغير ذلك من وسائل النّشر والإعلام، وذلك بإيجاد عقوبات جزائيّة لهذه الشّخصيّات المعنويّة، كمعاقبتها بالحرمان من الاشتراك في وكالات الأنباء العالميّة، أو منع شركات الأقمار الصّناعيّة من التّعاقد معها، أو إغلاق مكاتبها في كل الدّول التي ستوقّع على الاتّفاقيّة الأمميّة." وأخيرا، إنّ هذا البيان، وبالنّظر إلى استهدافه استصدار قرار من الأمم المتّحدة، يعتبر بيانا عالميّا وليس بيانا إقليميّا، ولذلك كان من الأجدى دعوة كلّ المفكّرين وكلّ كتّاب العالم وكلّ المدافعين عن حقوق الإنسان لتوقيعه، حتّى يكون له وزن كونيّ يسهّل مهمّة مجلس الأمن في اتّخاذ الإجراء اللاّزم.
لقد وقّعت على هذا البيان على الرّغم من نقائصه، وأرجو من السّادة الفضلاء الذين كان لهم شرف المبادرة في إيقاظ الضّمائر أن يكون لهم الصّدر الرّحب في تقبّل هذه الملاحظات وأخذ ما يرونه صالحا لإكمال هذه الفكرة التي نرجو أن تتحوّل في القريب إلى مشروع عالميّ إنسانيّ، متمثّل في محكمة دوليّة جزائيّة تقتصّ من الفاعلين المعنويّين لجرائم الإرهاب، وتنهي إلى الأبد محاكم التّفتيش ومعتقلات الإبادة الجماعيّة وميليشيات التّرويع التي تشرّد الآمنين."
كما ان الخلافات حول البيان الليبرالي وصلت الى السعودية فقد ابدى الاستاذ هشام علي حافظ تأييده الكبير للبيان من خلال رسالة بعث بها لصائغيه "إنه لشرف عظيم أن أوقع على الطلب الذي تريدون ارساله إلى مجلس الأمن لإنشاء محكمة دولية تحاكم مافيات الفتوى الاسلاموسياسية التي تشرع القتل والتدمير باسم الاسلام. إني مستعد للقيام بأكثر من التوقيع"
فيما تحفظ عليه الكاتب السعودي محمد عبداللطيف بن آل الشيخ معتبرا البيان فضيحة إذ ينظر إلى الإرهاب "من زاوية واحدة ومحدودة، وبطريقة مُبتسرة أو مبتورة".
وقد ابدى عدد من وسائل الاعلام العربية تكتمه على البيان الليبرالي العربي الذي يعتقد بعض المراقبين انهلو كان نشر في جرائد كنيويورك تايمز واللوموند اولا لكان له وقع ملموس عالميا وهذا ما نحتاجه في محاربة الارهاب
وكانت النسخة التي نشرتها إيلاف وهي الأولى والوحيدة أظهرت بأن هذا البيان أعده كل من وزير التخطيط العراقي السابق الدكتور جواد هاشم والمفكر التونسي العفيف الأخضر والكاتب الأردني الدكتور شاكر النابلسي، وقد كتبوه لأن "الإرهاب أصبح"، في نظرهم، "يهدد السلم والأمن الدوليين".

البيان على العنوان التالي :
[email protected]
نص البيان : http://www.elaph.com/elaphweb/Politics/2004/10/17789.htm