نصر المجالي من لندن: اقتراح مفاجئ طرح خلال الاجتماع الصباحي لهيئة تحرير" إيلاف"، جعل الجميع من صحافيي "إيلاف" وكتابها يسارعون إلى التصويت، لأي مرشح رئاسي يرونه سيد البيت الأبيض ليكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة؟،، فهل هو الجمهوري الساعي لولاية ثانية جورج دبليو بوش أم السيناتور الديمقراطي جون كيري، وجاءت نتيجة التصويت الذي حققته "إيلاف" داخل أسوارها من دون رقيب، لصالح الرئيس الجمهوري بوش "الابن" لولاية ثانية في المكتب البيضاوي، إذ أيد 22 من مجموع المصوتين الـ 82 انتخاب السيناتور كيري، بينما عبر 49 من صحافيي "إيلاف" وكتابها عن رغبة أكيدة بضرورة عودة بوش لولاية ثانية، وامتنع 11 عن التصويت لصالح أي من المتنافسين. والمشاركون في التصويت توزعوا على الدول العربية الآتية، حسب جنسياتهم الأصلية وليس الدول التي يقيمون فيها، ويمثلون "إيلاف" فيها: العراق 30، ولبنان 11، ومصر 7، والمغرب 6، والأردن 5، والسعودية 5، وسورية 4، وفلسطين 4، وتونس 2، والكويت2، واليمن 1، والجزائر 1، وقطر 1، وسلطنة عمان 1، والإمارات 1، والسودان 1.

ويلاحظ أن غالبية من أدلوا بأصواتهم يحملون الجنسية العراقية او من أصول عراقية، ويليهم اللبنانيون ثم المصريون والمغاربة.

وتجئ بادرة "إيلاف" في تحديد مواقف صحافييها وكتابها لصالح أي من المرشحين الرئاسيين كون نتيجة الانتخابات تهم المنطقة العربية التي صارت قضاياها مرتبطة بما يجري على الساحة الأميركية والسياسات التي ترسمها الإدارات المتعاقبة سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية، ولو أنه في المحصلة فإن كلا من السياستين تعتبران وجها لعملة واحدة حسب رأي كثيرين.

بين النحسين؟
وبعيدا عن المناظرات المتلفزة الثلاث التي بثت على شبكات التلفزيون الأميركية بين المتصارعين بوش وكيري وبرامج كل منهما على صعيد محلي وخارجي، فإن واحدا من كتاب "إيلاف" حسم الأمر بتعبير بسيط ساقه في معرض إجابته على السؤال الذي مؤداه : إلى من ستصوت لو كنت أميركيا، لبوش أم لكيري؟، وجواب الكاتب اختزل الكثير حين قال "حتى المثل الذي يقول ما معناه النحس القديم أفضل من السعد الجديد، إلا أن ذلك لا ينطبق على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لذا ولو كان لدي الحق بالاقتراع لما أتعبت نفسي وذهبت إلى قلم الاقتراع، والسبب في ذلك أن المرشح الجمهوري كما منافسه الديمقراطي لا يختلفان بأمور تتعلق بالسياسة الخارجية خاصة في الشرق الأوسط رغم تشدق بوش مؤخرا بكلمات حلوة لا تعني سوى الترويج له. حتى تصريحات كيري لم تكن واضحة فلم يتحدث بشكل يدعو إلى الاعتقاد بان البيت الأبيض سيعطي أهمية للنزاع العربي مع إسرائيل وكانت تصريحات هامشية ولا يمكن بناء موقف عليها".

وأضاف القول " بالطبع لو كنت أميركيا كان صوتي سيقبع مع الأصوات الأكثرية القابعة دون حراك أو تحريك فان نسبة المتحركين والمهتمين بالشأن هم أقلية وفي تلك الأقلية يحتشد اليهود ليمثلوا أغلبية تلك الأقلية، ولكن بما أننا في الشرق مهتمون الانتخابات الأميركية والإسرائيلية وربما يتحد النقاش احيانا بين مؤيد لهذا او مناصر لذاك !!".

ويتابع الكاتب قوله " ومن متابعتي لما في الساحة كنت سأصوت للمرشح المستقل، بل كنت سأدعو العرب بان يفعلوا ذلك أيضا بالرغم من الخسارة المؤكدة ..أو بعده من الفوز .. ولكن لو وصل نسبة من أدلوا بأصواتهم من العرب والمسلمين للمرشح الثالث وارتفعت نسبته المئوية ولو بنسبة ضئيلة سيدرك القائمون على الأمر بان هنالك نسبة من المهتمين يمكنهم ترجيح كفة جهة دون الأخرى لو استمالوهم !!".

ويبدو من خلال قراءة سريعة لاستطلاع تصويت صحافيي "إيلاف" وكتابها في شخص الرجل الآتي للبيت الأبيض، أن مسالة الحال العراقي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كان لهما دور حاسم في تقرير النتيجة، هذا إضافة إلى قناعات شخصية عبر عنها عدد غير محدود بتأييد توجهات الرئيس جورج دبليو بوش الإصلاحية في منطقة الشرق الأوسط، ولو أنها مهمة لم تكتمل بعد، على أن هذه المهمة ليست فقط أولوية للإدارة الراهنة بل لإدارات أميركية ستأتي سواء كانت ديمقراطية أم جمهورية.

واتضح من خلال التصويت "السري والمباشر" الذي نفذته "إيلاف" أن قضايا التنافس بين المرشحين سواء كيري أو بوش حققت نفسها في رأي المصوتين، وخصوصا للحالتين الشرق الوسطية أو العراق، الذي ترى نسبة كبيرة أن المهمة لم تكتمل بعد في العراق منذ الحرب التي أطاحت الحكم السابق في نيسان (إبريل) من العام الماضي، وكذا الحال في الحرب ضد الإرهاب، إذ لا يزال زعماء تنظيم "القاعدة" الإرهابية أحرارا لم يقبض عليهم كما حدث للرئيس العراقي السابق صدام حسين في ديسمبر من العام الفائت.

كيري يغرق في الاتهامات

وإذ قال أحد كتاب "إيلاف": "لن أصوت لأي من المرشحين بوش أو كيري
لأن سياساتهما واحدة ومتطابقة 100%، وضد قناعاتي الشخصية، لن أنتخب أي من المرشحين، لأنني ببساطة لا أمارس حقي في الانتخابات لا في بلدي أو في أي بلد آخر (لو أتيحت لي الفرصة ) لأنني لا أؤمن بجدواها لان 99% من الناخبين ينتخبون لاعتبارات حزبية أو شخصية من دون تقويم الشخص وفقا لقدراته على تسلم المهام المفترض أن يتولاها"، لكنه توقع فوز بوش لأن السيناتور كيري، حسب اعتقاده، استرسل في الاتهامات حتى غرق فيها ولم يقدم أي خطط "قيمة" بديلة لكل المشاكل التي وجدت خلال فترة حكم بوش وثانيا،إن الطاقم الذي يدعم بوش على ما يبدو اكثر احترافا بأشواط من فريق كيري . "ففريق بوش قادر على تحويل معظم هفواته لصالحه .. عكس المرشح الديمقراطي كيري".

يشار إلى أنه في المناظرات التلفزيونية السابقة التي رأى فيها كثيرون انتصارات للمرشح الديمقراطي ضد منافسه بوش، فإن أحد المصوتين من أعضاء أسرة "إيلاف" يعتقد أن الخلافات بين المرشحين ربما تكون في الشؤون الداخلية، أما بالنسبة للسياسة الخارجية، "فلا اعتقد أن الدول الكبيرة، القوية والراسخة تغير سياستها الخارجية بسهولة، وهذه السياسة التي تهمنا وتعنينا، تفتقد إلى كثير من العدل غير المبرر أبدا، فهي، مثلا، تدعم الدول الدكتاتورية العربية وإرهاب الدولة العبرية".

وقال "لأن السياسة الأميركية تحكمها مؤسسات، لا تتأثر بالأشخاص إلا بتفاصيل لا تؤثر على الخط العام، خاصة السياسة الخارجية، فأنا لن أصوت لا لكيري أو لبوش لان الاثنين ينفذان السياسة الأميركية نفسها ولو تغيرت الوجوه فان السياسة ستبقى هي هي فالسياسة في الولايات المتحدة لا تتبع الأشخاص كما في البلدان العربية بقدر ما تتبع المنهج الموضوع وسواء طلع بوش أو كيري فسياسة الولايات المتحدة لن تتغير".

مؤيدو كيري

ورغم شوط التاييد الكاسح للمرشح الجمهوري بوش، فإن نسبة من الأصوات، بلغت نحو 30 % ذهبت إلى صناديق المرشح الديمقراطي السيناتور جون كيري، فقال زميل في "إيلاف"، من الواضح أنه يمني، في مبررات تصويته لكيري "ارشح كيري لربما كان ارحم من بوش .. ولان مسلمي اميركا سيرشحونه وهم اخبر به منا .. ولانه من الحزب الديمقراطي الذي ينتهج السياسة اكثر من العنف بعكس الجمهوري.. ولانه كيري وانا احب جبنة الكيري لربما نقصت اسعارها في اليمن ( ههههههه ) اصلها غالية جدا ."

وقال غيره "لو كنت مواطنا أميركيا لاعطيت صوتي لكيري لانه يمثل الحزب الديمقراطي وهو حزب ينحاز الي الطبقة المتوسطة والضعفاء من المجتمع وليس الي الاثرياء والشركات العملاقة ..أما كمواطن عربي فإني أعطي صوتي للرئيس بوش لأن كيري سيكون اكثر انحيازا الي اسرائيل وفي الحرب ضد الإرهاب كما هو واضح من تصريحاته ان الحرب ضد الارهاب هي حرب عسكرية ومخابراتية في المقام الاول ولا يهمه الجانب السياسي منها وهو تشجيع الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم العربي ..الحقيقة أننا كالعادة نراهن علي الحصان الخطأ وكيري سيكون اكثر قسوة في تعامله معنا كشعوب وحكومات من بوش واجدها فرصة لاقول لكم لافرق فان المشكلة ليست في الادارة الاميركية بل المشكلة في اداراتنا العربية".

لا أصوت لأحد

واتفق مع تلك الرغبة محرر آخر بقوله "لو أتيحت لي حرية الانتخاب لما انتخبت أحداً منهما، ذلك أن كليهما غير صادق في وعوده وأقواله ففي الولايات المتحدة توجد سياستان: سياسة خارجية، وهذه لا يستطيع أي منهما تغييرها، إذ أنها مثبتة من لجان علياً وضعت أسسها وحدوداً لها، وعلى أيّ رئيس الالتزام بها وعدم تجاوز هذه الحدود. ومن تخطى الحدود يُرمى به في النار ولكن ثمة أساليب مختلفة في تنفيذ هذه السياسة. وسياسة داخلية، يمكن الرئيس أن يلعب كثيراً فيها، وتشمل الضرائب والضمان الصحي والمصادقة أو إلغاء ما يُشرع من قوانين إجتماعية وأخلاقية كالإجهاض واستعمال الخلايا الأولية ( البدائية ) مثلاً للأغراض الطبية وغيرها. ومن هذا المنطلق يكون السيد كيري أكثر مرونة من السيد بوش للتعامل مع الأحداث الداخلية، ولكنه غامض في تعامله مع السياسة الخارجية. وما دمنا نعرف سياسة بوش الخارجية ( أقصد التعامل مع رؤساء دول العالم والتعامل مع الأحداث )، وكما ذكرت سابقاً، أن لا تغيير مرتقباً في صميم السياسة الخارجية، ربما يكون كيري الأنسب على العموم. فلو ( اضطررت ) إلى الانتخاب، كنت انتخبته".

ويبدو أن شعارات السيناتور الديموقراطي جذبت إليه الكثير من الدعم، ليس على الساحة الأميركية وحسب بل أن زميلا في "إيلاف" يؤكد "قد أصوت لكيري وفقا لما يقوله عن تغييرات في السياسة الخارجية مع اني أشك!!!".،

تصويت طويل!

وفي رسالة مطولة استجابة لدعوة "إيلاف" بالتصويت الافتراضي أعطى كاتب دائم عبر صفحات "إيلاف" رأيه الآتي: "بناء على الرسالة الموجهة إلى مراسلي إيلاف بشأن الانتخابات الأميركية والتصويت لمن سيعطى لو أتيح لي الفرصة، أعتقد أنني سأصوت لكيري، باعتبار أن الإدارة الأميركية للجمهوريين في عهد بوش كانت أسوأ إدارة شهدها التاريخ الأميركي خلال العقود الخمسة الماضية، والتي يحكمها حاليا مجموعة من العناصر الصهيونية المنزوية بعباءة أميركية، حيث استطاعت هذه الإدارة من خلال بعض رجالاتها الصهاينة وبسياساتهم ودهائهم دفع القضية الفلسطينية إلى الحضيض في قائمة القضايا التي تهتم بها السياسة الأميركية، وأطلقت العنان للإرهابي شارون لأن يرتكب المجازر اليومية ضد فلسطينيين أبرياء. وقد رأينا الموقف الذي وقفه بوش من شارون بأن وصفه بأنه رجل سلام، وأن الإرهابي في نظره هم المجاهدون الفلسطينيون واللبنانيون الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم ضد المغتصبين، كما أن السيد ياسرعرفات اتصف هو الآخر بالإرهابي بالرغم أنه وسلطته طوعوا أنفسهم واستجابوا لعملية السلام وفق المنهج الاسرائيلي الاميركي، إلا أن جميع خطط السلام ذهبت هباء وأخرها خطة الطريق الذي يسمع عنها فقط في النشرات التي تبثها الفضائيات ليس إلا".

ويضيف قائلا: "رغم عدم يقييني بالمواقف التي سيتخذها كيري تجاه القضية العربية الفلسطينية والقضايا العربية والإسلامية الأخرى، في ضؤ نظرية مكافحة الإرهاب، إلا أن تغيير الإدارة الأميركية الحالية أصبح ملحا على المستوى الدولي في ضؤ التوتر الكبير الذي يشهده العالم من صراعات ومذابح يومية وحروب متواصلة، ومواقف سلبية تقفها الإدارة الحالية ضد كل ما هو عربي وإسلامي، وكأن الإرهاب متجذر هنا في المنطقة العربية فقط".

وأعطى مراسلون ومحررون رأيهم في سبب انتخابهم للمرشح كيري لو اتيح لهم الانتخاب بقول بعضهم أن كلا المرشحين وجهان لعملة واحدة "ومع ذلك فاني افضل وجه المرشح الاميركي السناتور كيري، و هناك العديد من الاسباب في مقدمتها الحرب على العراق والقضية الفلسطينية ومساندته اللا محدودة لشارون وملاحقته لسورية وايران والسودان وكل بلدان العالم الاسلامي بالعصا الغليظة لهذا افضل ان اصوت للوجه الجديد كيري".

ورغم اعتقاد آخرين أن الفرصة فى الفوز هى لبوش بعد مساندة ضخمة من أعضاء الكونغرس المنتمين لليهود وذلك مكافآة له على ما قام به تجاه حرب العراق، لكنهم قالوا إنه إذا ما أتيحت لهم فرصة التصويت فسيصوتون لكيرى ولكن ليس ثقة فيه، لكن أملا ألا يكون أسوأ من بوش أى بمنطق "أحسن الوحشين".

طاعون العصر

واعتبر البعض في ذهابهم للتصويت لصالح كيري أن بوش كان يمثل طاعون العصر، فقال احد الزملاء "ساصوت لصالح كيري لأن فترة ولاية بوش اتسمت بظهور طاعون العصر الحديث وهو الإرهاب هذا إضافة إلى ازدياد معدلات الفقر في العالم و الإضطرابات في الشرق الأوسط، ورغم إنني لست متأكدا من ان "كيري" سوف يجد الحلول الحقيقية لكل هذه المشاكل و الأزمات إلا أنني أرى انه من الأفضل إعطاء الفرصة لشخص أخر بما ان بوش عجز لحد الآن عن تحقيق ما وعد به سواء على المستوى الداخلي "الولايات المتحدة" او الخارجي و اقصد العالم".

بينما قال زميل آخر إن بوش خدع الشعب الأميركي وقدم أعذارا زائفة لشن حرب غير مبررة لاحتلال العراق، أدت لخسائر فادحة في أرواح الجنود الأميركيين والخزينة الأميركية، ولهذا سيصوت لو أتيح له لصالح السيناتور الديمقراطي.

ومادام كلا الاختيارين مر، فإن كيري سيكون الاختيار الذي لجأ اليه واحد من كتاب إيلاف "فسياسته تجاه العراق تبدو افضل من سياسة بوش بسبب رغبته في اعادة الولايات المتحدة الى الشرعية الدولية ورغبته في اتاحة دور اكبر للامم المتحدة لحل الازمة في العراق، واي شيء افضل من بوش وادارته الغبية والمتخبطة، واعتقد ان قيادة جديدة في اميركا بمواقف جديدة قد تعزز ثقة الناخب العراقي في امكانية احلال حكومة وطنية بدلا من الحكومة المؤقتة، وربما تخف تيارات العنف في الداخل فرغم ضعف الاحتمال لكنه وارد".

ولأن بوش حسب اعتقاد البعض، فقد صدقيته في العالم أجمع، إلا أن كيري يظل هو المرشح صاحب الحظ الوفر في عرفهم خصوصا "ليس لان كيري افضل من بوش ..فهما وجهان لعملة واحدة .. و لن يقدم جديد عما قدمة بوش للعالم و انما لان الرئيس الاميركي الحالي بوش فقد مصدقيتة فى العالم اجمع .. بسبب ادعائة بان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يمثل خطرا علي العالم بسبب اسلحة الدمار الشامل .. التي لم يقدم دليلا واحدا حتي الان حولها .. و كذلك لدعمة الاعمي و العلني للسياسة الاسرائيلية .. ومحاولته المستمرة فى التحرش بسورية و ايران و التدخل فى الشؤون السودانية .. و سعيه الحميم نحو سيطرتة علي جميع بلدان العالم ". وثنى على هذه الحقيقة زملاء آخرون بالقول "كيري هو المرشح الاقوى خاصة بعد اكتشاف الشعب الاميركي خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل التى قامت من اجلها الخرب
كما ان الشعب الاميركي لدية رغبة قوية في التغيير ".

وقال البعض "لانني اعتقد ان كيري سيجري تغيرات على اساليب اداء وتنفيذ السياسية الاميركية الخارجية، ويخلصها بقدر ما من العشوائية والعدوانية السافرة وتجاهل مصالح الدول الاخرى ومن خضوعها لشلة الصقور الملتفين حول الرئيس بوش الان، ومن خضوعها لمصالحهم المالية، ولان الديمقراطيين يولون اهتمامات جادة لقضايا حقوق الانسان في الدول الاخرى واشاعة الديمقراطية والحريات العامة الامر الذي قد يشجع الحكومات العربية تسريع الاصلاحات بهذا الاتجاه وعموما فان الساحة الدولية بحاجة ماسة لتغيرات في الوجوه اللاعبة فيها، وفوز كيري سيصب في هذا الاتجاه، وقد ينفذ وعوده بانهاء عزلة واشنطن وتنقية اجواء العلاقات مع المراكز الاخرى واخذ مواقفها ومصالحها بالاعتبار".

كيري وتنظيف أميركا

لكن أحدا يقف ما بين مـتأرجحا بين المرشحين الرئاسيين، إذ يقول زميل من أصل عراقي " لافرق عندي بين سياسة بوش وكيري كما هو معلن في برنامجيهما للسنوات القادمة وخاصة حول بقاء قوات الاحتلال في بلدي( العراق) الا اني من ناحية اخرى افضل مجيء كيري لغسل مياه الوجه الاميركية الكالحة والالتزام بالحد الادنى من برنامجه الانتخابي امام ناخبيه والقاضي بسحب قوات بلاده بعد اجراء الانتخابات العراقية وترسيخ الاسس الديمقراطية التي تحدثت عنها كل من الادارة الاميركية الحالية والحكومة العراقية المؤقتة وهو امل الجميع لبدء صفحة جديدة في العراق وانهاء مرحلة اخطاء ادارة بوش في العراق والبدء بمرحلة جديدة تخفف من وطاة الاحتلال والوجود الاميركي لصالح دور اكبر للاوروبيين والامم المتحدة وهو ماقد يخفف العنف ويقنع الكثيرين بان الاحتلال سينتهي".

واختصر زميل الكلام بقوله لصالح كيري "لنجرب الجديد ربما لانه لابد ان نضع احتمال ولو واحد في المئه بتغير قليل من السياسة التعسفية المتعصبه للمتطرف بوش ضد الشرق الاوسط والعرب قدرا من التفهم لقضايا المنطقة ...وضد بوش الذي اشعل الاوضاع في الشرق الاوسط ومارس سياسات خاطئة".

لا ضغوط على بوش

وفي الوقت الذي ترى فيه مصادر المحللين والسياسيين الأميركيين أو نظرائهم من الخارج أن الرئيس الجمهوري بوش الذي يأمل في ولاية ثانية سيكون متحررا إن انتصر ثانية من أية ضغوط أو التزامات تمليها عليه جهات ضغط مثل اليمين المحافظ أو أنصار اللوبي الصهيوني، فهو لا يطمح في عرف الدستور الأميركي لولاية ثالثة يستجدي معها الأنصار من هؤلاء، فإن واحدا من كتاب "إيلاف" عبر عن ذلك بالقول "بادئ ذي بدء، أنا لا احب جورج بوش منذ بدء ولايته، يتملكّني الإحساس بأن آخرين يتحكّمون به. قدرنا العراقي وضعنا في طريق حكومته. من ناحية أخرى، جون كيري والديمقراطيون عموماً، لا يمتلكون أي برنامج حقيقي، مختلف، عن إدارة بوش" .

وأضاف القول "انهم مثل فرنسا وألمانيا – وما يسمى باليسار الجديد "الرجعي" – انتهازيون، خاوون، ومهادنون للدكتاتوريات وقوى التخلف المحلية في كل مكان. معظم العراقيين في أميركا قرروا مساندة جورج بوش … بعضهم عرفانا بالجميل لتحرير العراق من حكم صدام حسين، وبعضهم لإتاحة الوقت الكافي لهذه الإدارة لأن تفي بوعودها…. أنا أقرب إلى الموقف الأخير. لو ترك الأمر لي بالمطلق … فإنني سأنتخب الرئيس بيل كلينتون إلى الأبد … برغم نزواته ومغامراته الجنسية وحبه غير المعقول للطعام!".

لكن زميلا منتميا للعراق وأزماته، يرى أن مصلحة الشعب العراقي يرقى على أي تنافس رئاسي سواء في الولايات المتحدة أو غيرها، وعبر في تصويته قائلا " ما يهمني في قضية الانتخابات الأميركية حقيقة مصلحة شعبي العراقي
أنني على ثقة أن الرئاسة الأميركية سواء فاز بها بوش أو كيري فأنها لا يمكن أن تغير استراتيجية العمل السياسي للولايات المتحدة حيث أن الرئيس ضمن
هذه المؤسسة الأحادية التي تحكم العالم لا يرسمها الرئيس مثل ما يصير الحال في بلداننا الفقيرة". مضيفا " سيان عندي بوش أم كيري المهم ما يحقق مستقبل افضل للإنسان في بلدي وبما يضمن تطبيق واسع لحقوق الإنسان والاستقرار والسلام في العالم".

بوش أسقط صدام

وقال زميل عراقي آخر " أنني لأعطي صوتي لبوش لأني كعراقي أعتقد أن جورج بوش قدم خدمة كبيرة للعراقيين بإسقاطه نظام صدام حسين و لكنه أرتكب خطأ كبيرا من خلال فشله في توفير الأمن للمواطنين العراقيين و لهذا فهو سوف لن يكون مستعدا لترك العراق في حالة فوزه تاركا وراءه الحرب الأهلية و الخراب لأن هذا سيعتبر هزيمة له و لأميركا ولكنني لست متأكدا من هذا فى حالة فوز كيرى لأنه من السهل بالنسبة له ترك العراق إلقاء مسؤولية العواقب الوخيمة على إدارة بوش، وسوف يكون الخاسر الأول إذا خسر جورج بوش".

ومثله عبر عن ذات الموقف أحد الكتاب بقوله "ازعم ان كل عراقي وطني محب للخير، وأنا اعتبر نفسي أحدهم، سيظل يحتفظ بالعرفان إلى السيد بوش، لإصداره قرار إزاحة النظام الدكتاتوري التوتاليتاري الغاشم بالعراق (وأيضاً نظام طالبان البشع في أفغانستان ).، وقال "تظل هذه المأثرة جديرة بالاحترام وتلقى تعاضد جميع المظلومين، التواقيّن للحرية والديمقراطية .ولولا إصرار بوش وتبنيه لذلك القرار الحكيم، لظلّ العالم لحين الوقت الحاضر، يتجرع شراب وأكل الأنظمة الدكتاتورية، ذلك الشراب، وذلك الأكل الطافح بالمرارة والظلم والفساد والعدوانية"، ويضيف قائلا: "مرة أخرى اذكرّ أن صوتي سيذهب إلى بوش، وليس إلى كيري الذي يسترجع بأحاديثه وأقواله أحاديث وأقوال ذهنية ما قبل حرب تحرير العراق وأفغانستان، والجدل العقيم حول مشروعية إسقاط وتصفية النظم الدكتاتورية الشريرة الغاشمة" .

الزميل بوش

واعتبر واحد من أسرة "إيلاف" الرئيس بوش زميلا إذ قال "أنا سأصوت للزميل جورج بوش وذلك لكي يكمل مسيرته الإصلاحية في المنطقة"، وقال آخر "لو أتيح لي التصويت سأرشح الرئيس بوش لأنه استنفذ كل طاقاته وكشف كل أوراقه".

لكن زميلا قال "لو أتيحت لي فرصة التصويت في الانتخابات الأميركية المقبلة، سيتبادر إلى ذهني مباشرة اختيار المرشح الديمقراطي جون كيري وذلك لعدة أسباب منها : أولاً أن المرشح الجمهوري بوش خلال ولايته السابقة، قاد الولايات المتحدة إلى حربين أمام أفغانستان، والعراق على التوالي، وهي في وجهة نظري حرباً على العرب و المسلمين، تحت ذريعة محاربة الإرهاب بعد أحداث سبتمبر ( أيلول ) عام 2001 م، في الوقت الذي كان بمقدوره تجنب خوض غمار هذه الحروب بوسائل أخرى" .

وأضاف "وثانياُ من ناحية أخرى الانحياز الأعمى لإسرائيل و الوقوف معها ضد الشعب الفلسطيني في جميع القضايا، التي كان آخرها استخدام الإدارة الأميركية حق النقض ( الفيتو ) مرتين ضد قرارات تدين إسرائيل، ناهيك عن رسالة الضمانات الشهيرة التي وعد بها بوش شارون بشأن الإستيطان وغيره من المواضيع"، أما ثالثا "فبوش لم يحرك ساكنا خلال ولايته السابقة لرفع الظلم ووقف إسرائيل مجازرها في فلسطين التي كان آخرها مجزرة جباليا، ورفح، ومن قبلهما نابلس و جنين".

أما رابعا "بخصوص كيري و ما أعلنه من برنامج انتخابي خلال المناظرات التلفزيونية فقد أظهر المرشح الديمقراطي تفوقا واضحاً و ملحوظاً على خصمه، و هذا ما يعزز آماله في الفوز بالرئاسة الأميركية"، وخامسا " قد ينظر كيري في المرحلة المقبلة للأمور بعقلانية، وحتماً ستفرض الظروف العالمية القائمة تغييرات جذرية في سياسة الرئيس الأميركي المنتظر خصوصا في الشرق الأوسط و فلسطين".

بوش يفهم الاسلاميزم

وإليه، فإن زميلا من أنصار الرئيس بوش قال إنه يصوت لصالحه ... لماذا ؟ فهو يعلن بصراحة أنه "يحتقر كيري والعرب سواء بسواء"، وقال مصوت آخر "أنا مع بوش لأنه هو الوحيد الذي يفهم جيدا أبعاد التهديد الذي تشكله أيديولوجية الإسلاميزم على العالم والمستعد لمجابهته مباشرة وبدون لف أو دوران، وبالتالي يمكنه، إذا انتخب، تأييد القوى التقدمية الليبرالية في العالم العربي بصورة قوية كوسيلة لعلاج البيئة المولدة للتطرف في المنطقة، وهو أمر في صالح أميركا ( والعالم المتحضر) وفي صالحنا في نفس الوقت".

ولكن زيادة على هذا التأييد المطرد للرئيس الحالي في تصويت "إيلاف"، فإن رأيا مؤيدا لبوش عدد أربع صفات جعلته يؤيد الرئيس الجمهوري وهي : 1- جورج بوش يبدو من سلوكه أنه إنسان صادق وبسيط وكواحد من عامة الشعب رغم أنه منحدر من عائلة ثرية. و2- جورج بوش بدأ الحرب على الإرهاب ويجب إعطاؤه فرصة كافية لإنجاز المهمة، والإرهاب اليوم هو أخطر شيء يهدد الحضارة الإنسانية، أما كيري فيبدو أنه سيتساهل مع الإرهاب، و3- كعراقي، أشعر بالامتنان لجورج بوش لأنه حرر العراق من أبشع نظام همجي متخلف.أما رابعا : فإن بوش يعمل بصدق لنشر الديمقراطية في العالم الثالث.

بوش أكثر وضوحا

وثنى على ذلك قول أحد الزملاء إن بوش "اكثر وضوحا"، مبررا قوله بأن خبرة بوش، في العراق تتيح له الآن حلّ كل المشاكل العالقة، وبعضها حدث بفعل أخطاء ارتكبتها إدارته!، ثم عادة ما يكون الرئيس الأميركي في ولايته الثانية أكثر حرية، إضافة إلى أن بوش استوفى حقه من (الزعل) الأوروبي، ولن تسبب له هذه المسألة إزعاجاً بخلاف كيري الذي سيجد نفسه مضطرا لمحاباة (أوروبا العجوز)، ثم أن الديمقراطيين دأبوا على تأجيل المشاكل الخارجية أو وضعها في الانتظار، والتفرغ للقضايا الداخلية الأميركية، فالتحسن الذي شهده اقتصاد أميركا في ظل كلينتون مثلاً كان بسبب تأجيله لمعركة أميركا المحتومة ضد الإرهاب، وتأجيله ضرورة إسقاط صدام وإذاً؟ بوش أكثر قدرة على التعامل مع ملف العراق، وهو كل ما يهمني من سباق الرئاسة الأميركية...وأكد ختاما "ولذا أتمنى فوز بوش".

ولأن هذه الدورة هي الأخيرة للرئيس بوش، يبرر أحد المصوتين التصويت لصالحه بالقول "لهذا لن يكون لديه الكثير من التحفظ للحصول على أصوات ودعم اللوبي اليهودي، ولان شخصية بوش أقوى وتوجهاته وان كانت تفتقد للحكمة أحيانا إلا أنها تحمل الكثير من الأفكار الجيدة منها دعم الحريات في الوطن العربي والضغط على الدول الديكتاتورية والشمولية".

وحول تشدد بوش مع الدول العربية، وهو مسألة انتخابية تثير جدالا على الساحة الداخلية أيضا، نظرا للمصالح الأميركية مع العالم العربي، قال أحد المصوتين من الزملاء "أنا اشعر بأن تشدده طبيعي ولو كان في موقعه شخص آخر لكان اشد قسوة على العرب والمسلمين وخاصة السعودية ومصر وسورية بعد 11 سبتمبر، إذ أن اغلب الذين قاموا بالعملية من هذه الدول".

ويقول "المشكلة ليست في بوش وإنما في كيفية التعامل معه من قبل الحكام العرب لان أميركا أصيبت بصدمة كبيرة لم يتوقعها اشد أعدائها فأصبحت مثل الثور الهائج الذي يملك جميع الإمكانات العسكرية والمادية في ظل ضعف وترهل الدول العربية". ويضيف " كذلك معروف عن الحزب الديمقراطي انه اقرب لدعم دولة إسرائيل, وسيطرة اللوبي اليهودي عليه وسيقدم المزيد من الدعم والتنازل لإسرائيل أمام العرب".

كيري متردد

ويبدو أن تردد المرشح الديموقراطي كيري يعد سببا في نأي بعض الزملاء عن التصويت لصالحه، فقال أحدهم "حتما سأصوت للجمهوري جورج بوش لسبب بسيط وهو أن كيري متردد للغاية وبوش الأقدر على حسم الملفات السياسية الدولية وخاصة العراقي منها، ولا يمكن إغفال أن بوش لديه الآن أربع سنوات من الخبرة والتمرس في القيادة الدولية كما أن تجربة والده ومستشاري بوش الأب ستكون نافعة له، وأعتقد أن الكثير من الأميركيين يشاطروني الرؤية نفسها وهو لذلك سيفوز على الأرجح وأعني بوش في انتخابات الثاني من نوفمبر"..

ولأسباب عامة وخاصة، منح البعض أصواتهم للمرشح الجمهوري بوش، لأسباب منها "أنه تمكن من تحقيق نصر أخلاقي ولأول مرة، عندما أزاح طاغية لا يليق بالحضارة أن تتحمل شرعيته الدولية، وثانيا أن العالم الذي يهدده الأشرار بحاجة إلى قوة ردع عالية ومغامرة تستطيع وقف انتعاش الإرهاب الذي يتسع كل ما تصرف معه العالم بديمقراطية، إذن نحن في عالم يستحق مخافر شرطة صارمة، وبوش اثبت انه كفء لهذه المهمة"،

فالرئيس بوش حسب رأي هؤلاء " تميز بالشجاعة والثبات في مكافحة الإرهاب والنظم الفاشية وفي المقدمة نظام صدام، وهو يحارب الإرهاب والأصولية الدموية بلا مختلة ومراوغة، ومخلص على أن يجري في العلمين العربي والإسلامي إصلاح شامل يدخلها للقرن الحادي والعشرين".

ولكونه بات يعرف مشاكل العالم وملفاته أكثر من غيره من أي قادم جديد للبيت الأبيض، مثل المرشح الديمقراطي جون كيري، فإن كاتبا في"إيلاف" عبر عن تأييده للجمهوري بوش بالقول "من أسباب تأييدي له هو أنه بات يعرف مشاكل العالم وملفاته أكثر من أي رئيس ديمقراطي جديد يتلمس خطاه ويحاول إرضاء الناخب المحلي ثم أن الجمهوريين قد قطعوا شوطا كبيرا في محاربة الإرهاب الأصولي واستمرارهم هو استمرار لسياسة تهميش الإرهابيين ونصرة الديمقراطية الوليدة رغم الصعوبات الكبيرة ولكن التحولات التاريخية لا تتم بسهولة ويسر، فبوش هو أنسب رئيس للمرحلة المقبلة".

الصراع العربي-الإسرائيلي

لكن ماذا عن دور أي رئيس أميركي مقبل إزاء الصراع العربي-الإسرائيلي، وهو صراع طال أمده وظل يرافق كل الرؤساء الأميركيين كظلهم منذ نيف وخمسين عاما، وعليه يأتي جواب أحد كتاب "إيلاف" في تصويته بالقول "لو كنت مواطنا أميركيا مطلعا على ما يجري حول الولايات المتحدة وكذلك منطقة الشرق الوسط التي هي مفتاح السلام والأمن في العالم، وكذلك اعترافي كمواطن أميركي بان على الولايات المتحدة دورا يجب أن تؤديه في نشر الديمقراطية وبناء مجتمعات مسالمة واجتثاث الأنظمة الشمولية، كما حدث في العراق لاخترت الرئيس جورج بوش لأنه يستطيع تحقيق ذلك، اولا وثانيا بالنسبة لمشروع دمقرطة الشرق الأوسط واجتثاث الإرهاب من جذوره فكرا وممارسة يحتاج هذا المشروع إلى عدم التأخير في التنفيذ . فان من مصلحة هذا المشروع الحيوي لشعوب المنطقة والعالم لكي تعيش في سلام أن يستمر الرئيس بوش لفترة أخرى خوفا من أن يفقد العالم هذه الفرصة في حالة انتخاب جون كيري التي يمكن أن يتقاعس عن التنفيذ خلالها".

ولكن من الذي يمكن أن يكون أحمقا كفاية ليقود العالم نحو المزيد من العنف وتشجيع القتل وتخريب السلم العالمي واللعب بأسعار السلع الرئيسية في الطاقة من البترول إلى الغاز ومن يمكنه ان يقود العالم الى الغرق في الفوضى وضرب التوازن الحياتي لكل المجتمعات المختلفة وانفاق مئات المليارات من الدولارات على الموازنات الحربية ومن ثم الوقوف والقول بان الله يكلمه مباشرة في دهاليز البيت الابيض، وان العالم قد اصبح اكثر امنا بعد حرب العراق؟، يقول أحد المصوتين من أعضاء أسرة "إيلاف" "شخص واحد يليق به قيادة هذا الخراب العالمي وتأسيس ليبرالية تشبه الديكتاتورية الفاشية الى ابعد حد.زهو جورج بوش الابن طبعا".

سياسة معلومة

ويثني على ذلك آخر بالقول " بالنسبة لي سأصوت لصالح جورج بوش لان سياسته اصبحت معلومة لدى العام والخاص وبالتالي من السهل التعاطي معه، اما كيري فانه مرشح طموح الا انه في تقديري يخفي الكثير من المفاجأت بالنسبة للعرب والمسلمين على حد سواء "ولا ارى في نهاية مطاف في اي من المترشحين من سيخدم المصالح العربية وقضايا الامة العربية".

وفي تبرير التصويت للرئيس والمرشح الجمهوري بوش، قال أحد كتاب "إيلاف": "اصوت ودون ادنى شك للرئيس جورج دبليو بوش ولاسباب منها: القضاء على نظام متخلف رجعي ظلامي (امارة طالبان). اسقاط نظام دموي (حكم صدام حسين) وملاحقة فلول (القاعدة والارهابيين) في شتى انحاء العالم والضغوط على الدول العربية من اجل تطبيق الديموقراطية وحقوق الانسان والاعتراف بالدولة الفلسطينية لاول مرة، ولكن للاسف لايوجد شريك سلام جاد بسبب تعدد اتجاهات واهداف القوى السياسية الفلسطينية، وتدخل دول (نعرفها) لها اجندة خاصة ومطامع في استخدام المقاومة المسلحة الفلسطينية في اجهاض عملية السلام، وانتشار الفوضى والفساد في السلطة الفلسطينية".

ويضيف "اعتراف بوش ان الولايات المتحدة في السابق اخطأت بدعمها لانظمة دكتاتورية على حساب الانسان وحقوقه والديمقراطية، ومحاولة تقويم هذا الخطأ بشجاعة دون مكابرة، مما سيؤدي حتما الى فرض النظام الديمقراطي في نهاية المطاف وسقوط انظمة مستبدة عربية"، مؤكدا أن " كل ذلك تحقق وسيتحقق الى حد ما، في ظل ادارة بوش"، لكنه قال "اتفهم ارادة الشعب الاميركي اذا ما اختار كيري لان لا علاقة للشعب الاميركي بإصلاحات الشرق الاوسط او ملاحقة التطرف والارهاب او اسقاط انظمة مستبدة وانما همه الاول هو المصلحة العامة للشعب الاميركي وليس لمساعدة اي شعب اخر، جنى على نفسه بتعليمه المحنط, وميوله للاصولية والخزعبلات على العلم, وتغليبه حقوق الانسان الاسلام على حقوق الانسان".

4 أسباب

وأعلن كاتب آخر أنه سيمنح صوته للمرشح الجمهوري جورج دبليو بوش للأسباب التالية: 1ـ ان استمرار المشروع الامريكي في محاولة نمذجة العراق كبلد ديمقراطي في المنطقة ومحاولة دعم التغير في العراق هو مشروع مرتبط بالبرنامج الجمهوري الذي قاد الحرب للاطاحة بالطاغية صدام حسين ونظامه
الفاسد.
2 ـ ان اطفاء ديون العراق بشكل كامل لا يتم الا من خلال ضغط الادارة الاميركية "مجموعة الصقور" وليس ببرنامج الديموقراطيين المبني على سياسة التأجيل في حسم القضايا ذات البرامج البعيدة عن مفردات الداخل الاميركي.
3 ـ ان المرشح كيري بحاجة الى زمن ليس بالقصير للنظر في الكثير من القضايا التي استخدمها للنيل من المرشح بوشوعلى رأسها العراق.
4 ـ تصريحات كيري خلال حملته الانتخابية ووعوده بسحب القوات الاميركية من العراق يعطي الامل للكثير من القوى الظلامية في اعداد العدة للظهور في الفترة اللاحقة.

بوش اراحنا

وما دمنا في الحال العراقي، فإنه يبدو أن ما قدمه بوش من قيادته للحرب التي أدت إلى إطاحة حكم صدام حسين تحظى بالقبول والتاييد لدى كثيرين، إذ افاد أحد المصوتين بالقول "يمكنني القول إنني سأصوت للرئيس جورج بوش الابن لأسباب كثيرة أهمها أنه أراح الأخوة العراقيين من المعاناة الطويلة تحت حكم صدام ؛ فسياسة الرجل أصبحت معروفة إن في منطقة الشرق الأوسط أو على صعيد العالم بينما نجهل حقيقة ما يريد كيري الذي تبدو تصريحاته وخطاباته كلها نكاية بما يقوله ويفعله بوش".

ويضيف "جميع الكتب التي عرضت لها حول الرئيسين، وعلى عكس ما يعتقد الكثير من المراقبين العرب، يظهر أن بوش – ورغم أنه من اليمين ومعه الصقور – أكثر اعتدالا من كيري وأقل صداقة وتعاونا مع الحكومات الفاسدة حول العالم من كيري والديمقراطيين عموما ؛ كما أن الجمهوريين – وكما يثبت التاريخ الأميركي – ورغم انتقادات جماعات حرية الصحافة لهم، إنهم أكثر احتراما لحرية الصحافة من الديمقراطيين".

ولزميل آخر اسبابه في التصويت للرئيس بوش لو أتيح له حق التصويت في وأسبابه تنحصر في ثلاثة هي : 1. لغة بوش ركيكة وخالية من البلاغة والاطناب لذا فهي قريبة من الناس. 2. ليست لبوش أية شخصية كاريزماتية لذا فهو يريحنا من التسلط وذاكرته. 3. بالمقارنة مع بوش، وجه السيد كيري وملامحه لا تبعث على الاطمئنان.

بينما يعطي زميل آخر مرئياته مؤكدا " يكفي بوش أنه حرر العراق والشعب العراقي من حكم الديكتاتورية وكشف ياسرعرفات وكان أول رئيس أميركي يعلن ضرورة قيام دولة فلسطينية ولكن السلطة الفلسطينية بفسادها خذلته وياسر عرفات المخرف لم يعرف كيف يلعب لعبة الدولة فهو من زمت الكفاح المسلح وليس من زمن السلام وإقامة الدولة".

ويبدو أن وضوح الرؤية السياسية لدى المرشح الجمهوري بوش، سبب مهم في اختياره رئيسا جديدا للولايات المتحدة، إذ يشير مراسل لـ "إيلاف" إلى أنه "بدأنا نستوعب طريقته في التعامل مع الأحداث، وبدأنا نعي أن شخص الرئيس، يرتبط بفريق العمل، وهذا الفريق بتنا نعرفه نحن العرب على الأقل، ولأنه ساعد في تجديد وظيفة المعارضين لدكتاتورية صدام حسين، وثانياً ساعد على توزيع مسؤوليات الحرية على عاتق الشعب العراقي كله، وثالثا انه وفر الظرف الدقيق كي تأخذ الجماعات الإنسانية العراقية قضية بناء الديمقراطية بأيديها ".

الحرب ضد الإرهاب

وحرب بوش ضد الإرهاب الكامن في الجماعات المتشددة إسلاميا، كانت سببا
في تأييده من البعض إذ قال زميل" إذا أتيح لي الإدلاء بصوتي في الانتخابات الأميركية القادمة فسوف أعطي صوتي لجورج بوش، وذلك للأسباب التالية: ينتمي بوش لما يسمى بالصقور، والصقور هم الأصلح لاصطياد الثعابين العربية والمتأسلمة، وسيكون بوش الأحرص على إتمام وإنجاح ما بدأه، وهو تطهير الشرق ووضعه على طريق التحديث، كما أنه سيعمل لما فيه صالح أميركا والإنسانية متحرراً من الحرص على إعادة انتخابه، ومع ذلك فأنا أعتقد أن أي رئيس أميركي قادم ومن أي حزب سوف يقوم بما عليه القيام به خدمة لأميركا وللعالم الحر والعالم المتعطش للحرية".

والبعض يرغب في انتخاب بوش ليس رئيسا لأميركا وحسب بل أيضا للبلاد العربية كلها، فقائل من قال " انا اصوت لبوش لانه هو من حرر افغانستان من طالبان وهو من حرر العراق من (صدام المجيد ادام الله اسره) وكذلك انتظر بفارغ الصبر ان يحرر بلادا اخرى وانتظر منه ان ينفذ مشروع الشرق الاوسط الكبير وانتظر منه وانتظر منه .... لاني لا حول لي ولا قوة في مواجهة كل ما انتظره من بوش، ولو عاد الامر لي لانتخبته لكل البلاد العربية رئيسا".

قيم أخلاقية ودينية

وبينما يؤيد البعض الاخر بوش لتمسكه بقيم إخلاقية دينية قريبة من "تفكيرهم"، , وكذلك لانه ساهم في إسقاط نظام صدام , وفي حال فوزه سيستمر في محاربة الارهاب، وفي مقدمته ارهاب ايران، أما أسباب التأييد الرئيسة فهي، كما يقولون: "هناك قضيتان اقترنتا باسم الرئيس بوش وإدارته الحالية وهما القضية الأفغانية والقضية العراقية. تجديد ولاية ثانية لبوش سيساعد في الاستمرار على نفس النهج الاميركي الجاري حاليا، بينما قد تجري تغيرات مهمة في حال فشله وفوز الديمقراطيين بزعامة كيري. ربما، أيضا سيساهم فوز بوش في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بالإضافة لذلك، فإن فشل بوش أمام منافسه كيري يعني، بهذا الشكل أو ذاك، انتصارا للإرهابيين الذين يراهنون على إفشاله".

أجندة السلام

وفضلا عن القيم الأخلاقية والدينية، فإن أحد كتاب "إيلاف" ذهب لحال آخر وهي الحال العائلي لبوش فعليٍّا، وقال: "سأصوت له لأنه من عائلة عريقة سياسيًّا ويميني ويلتزم بمبادئه، ولأن في أجندته مشروع (سلام) وخطط تُسوّى على نار هادئة، فمن الأفضل أن ينهي الطبخة من جهّز لها وإلى حين تنتهي( القصة طويلة)...ومهما كانت الأسباب لـ(سلام) نشتهيه، وأديولوجية تنفس عن مسلماتها بشخصه، أو القضاء على إرهاب تمت فبركته.... من يعلم قد يعمّ الأرض السلام و(ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل) . كما أن عودة ديك تشيني الى المعترك السياسي، ستزيد من نسب نجاحه إضافة الى أن سياسة الأميركان لن تتغير مع جون كيري، بل الآخذ بالتغيير هو منطقتنا الشرق أوسطية. وشخصيًّا كوني أتابع الأخبار يوميًّا تريحني رؤية وجه بوش بملامحه الطفولية، في حين لا أرتاح البتة لمشاهدة وجه كيري، لأنه في واقع الأمر مفروض علينا أن نرى رئيس أميركا في كل نشرة أخبار".

واختصر زميل آخر موقفه الذي يصوت لبوش بالقول "بالتاكيد اختار بوش لانه اصبح معروفا لدي اما الاخر فإنه ليس واضحا في سياسته"، وقال غيره منتقدا أداء المرشح الديمقراطي كيري "أقدم صوتي لجورج دبليو بوش لأني اعتقد ان مصالح شعوب الشرق الأوسط تجعل على رأس الاولويات اليوم استقرار الوضع في العراق وسيادة القانون و قيام هيكل لدولة ديمقراطية وان بوش ملتزم أدبيا أمام العالم بإنهاء حالة عدم الاستقرار بالعراق كما انه الأقدر على تحقيق ذلك مقارنة بكيري فهو يتمتع بعزيمة و رؤية واضحة يفتقدهما كيري".

ملف بوش واضح

وقال أحد الزملاء المحررين باختصار "أنا أصوت لبوش لان ملفه مكشوف وواضح ولا معلومات كافية عن الكيري"، ووافق معه محرر آخر بالقول "إن التصويت لبوش هو التصويت ضد الارهاب".

وإليه، فإن ثلاثة من الأسباب يسوقها أحد المحررين لاصطفافه مصوتا لبوش وهذه هي : 1- كان بوش وما زال واضحا وصريحا في مواقفه السياسية مما يجعله يختلف عن السياسيين التقليديين ومن ضمنهم كيري الذين أعتادوا على تغطية مواقفهم الحقيقية بشعارات ديماغوغية تخضع لمتطلبات الحدث السياسي اليومي.
2- يخضع كيري في مواقفه لتأثيرات القوى اليسارية التي تهيمن حاليا على ما يسمى بحركة السلام التي تدعو إلى انسحاب قوات التحالف من العراق مما سيؤدي بلا شك الى كارثة مدمرة للعراق وللمنطقة العربية.
3- لا أحد يعرف لحد هذه اللحظة ما هي الستراتيجية التي يريد أن يتبعها كيري تجاه الإرهاب وفيما يتعلق بتحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط.

وغيره أضاف إلى ذلك خمسة من الأسباب هي الآتية: (1)أعتقد أنه الأجدر على الأخذ بيد العراق لبر الأمان والديموقراطية كما فعل فى أفغانستان.
(2) بوش كان أول رئيس أميركى نادى من على منبر الأمم المتحدة بأحقية الشعب الفلسطينى على أن يكون له دولته المستقلة، وهو القادر في فترة حكمه الثانية على أن يتم ذلك. (3) بوش واضح وصريح، سواء اتفقت معه أو اختلفت معه فهو واضح. (4) كيرى سوف ينحاز تماما لإسرائيل لأنه سوف يحصل على معظم أصوات اليهود. (5) كيرى رفض زيارة مسجد حتى لا يغضب اليهود، وحتى يحاول استمالة أصوات الذين يكنون كراهية للمسلمين من المحافظين، بينما قام بوش بزيارة المسجد فى واشنطن فى نفس أسبوع جريمة 11 سبتمبر.

أما Sunflower وهو اسم مستعار اختاره زميل إذ يقول "لو اتيح لي التصويت سأنتخب جورج بوش دون تردد .. بل وسوف أحاول إقناع كل من لي تأثير عليهم بانتخابه، وربما تبرعت بأجر يوم من راتبي لدعم حملته الانتخابية، والسبب ببساطة هو حتى يكمل ما بدأه في العراق، فنجاح التجربة العراقية ليست مسألة مهمة فقط للعراقيين، بل لعلني لا أبالغ إذا قلت إنها مهمة للمنطقة والعالم كله، وفي حال نجاح هذه التجربة فستكون بداية النهاية لكل الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط، ونهاية لقوى التعصب والإرهاب".

ويؤكد أحد المحررين أنه ""لو اتيح لي التصويت،، سأصوت لصالح جورج دبليو بوش،، إذ أن ولايته الثانية لن تخضع لأية ضغوط من أية جهة سواء من اليمين المحافظ أو من اللوبي الصهيوني،،، خصوصا انه لا يحق له ولاية ثالثة،،، لذلك فهو سيكون حرا في اتخاذ قراراته من دون استجداء اصوات لمرة ثالثة".

ويأخذ مشروع الرئيس بوش في المنطقة دوره في التأثير على المصوتين، إذ يعيد زميل إلى الأذهان دور بوش في المنطقة ابتداء من الحرب ضد الارهاب وهو مشروع لم ينته بعد، وقال "اصوت للرئيس بوش حتما وذلك لأن للمشروع الذي بدأه بوش له استحقاقاته التي لابد ان ينهيها بنفسه وطاقمه وخصوصا بالنسبة لافغانستان والعراق .. ولا يمكن للمرشح كيري اكمال هذا " المشروع "، بل انني اعتقد أن الامور ستسير من سيىء الى أسوأ اذا وصل كيري الى سدة الرئاسة .. فضلا عن ذلك فلقد راقبت المناظرات التلفزيونية بين الاثنين ووجدت عجز المرشح كيري في فهم المعضلات التي يعاني منها النظام العالمي اليوم .. وعليه، فالولايات المتحدة بحاجة الى بوش اكثر من حاجتها لكيري برغم كل الاخطاء التي ارتكبت حتى الان!".

في العالم العربي لا يعلمون أن الرئيس الأميركي لا دور كبيراً له. فأميركا كباقي الدول الديمقراطية في العالم تُسيّرها المؤسسات وليس الأفراد، ولذلك فهي تشبه طائرة بلا طيار! لذلك يقول زميل " أما انتخابي لبوش فمبرارته أن هذا الرئيس قد عمل في البيت الأبيض سنتين جادتين فقط، فالسنة الأولى انقضت للتعرّف وتلمّس المفاتيح والطرقات والصيغ، وبدأ العمل في السنة الثانية والثالثة من ولايته. أما السنة الرابعة فقد ذهبت للتركيز على الانتخابات كما هي الآن. ولذا، فمن الحكمة أن تكون ولاية الرئيس الأمريكي ست سنوات وليست أربع كما هو الحال في فرنسا مثلاً".
ويضيف قائلا: "عدم انتخابي لكيري يتركز على أنه سيكون جديداً، قليل الخبرة في الإدارة. فهو قد قضى جُل ّحياته في السلك التشريعي كسيناتور وليس السلك التنفيذي كبوش الذي كان حاكماً لولاية ضخمة كتكساس. كما أن كيري لا يختلف كثيراً بالنسبة لسياسته في الشرق الأوسط عن بوش. والعرب - كما أعلنت غالبيتهم - الذين سينتخبون كيري في امريكا مغفلون، لأنهم يعتقدون بأنه سوف يُنصف القضايا العربية أكثر من بوش متناسين أن الموقف الأمريكي من القضايا العربية ليس رئاسياً ولكنه استراتيجي. وأن علينا نحن العرب أن ننصف قضايانا قبل أن ينصفنا الآخرون".

والخشية من مبادرة المرشح الديمقراطي كيري إذا فاز بالرئاسة بسحب القوات الأميركية من العراق، دفعت