قال الرئيس العراقي غازي الياور بعد زيارة للكويت استغرقت ثلاثة ايام اجرى ‏خلالها مباحثات مع الأمير الشيخ جابر الاحمد ‏ورئيس الوزراء الشيخ ‏صباح الاحمد.
خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية أن ‏تحالفًا شيطانيًّا مكونًا من بقايا النظام الصدامي السابق وجماعات تكفيرية وخيوط ‏لمخابرات اجنبية وتنظيمات مشبوهة وراء القيام بالعمليات الارهابية ضد المواطنين ‏العراقيين والرعايا الاجانب في العراق.
واكد خلال اللقاء أن الحكومة العراقية ستعالج الاوضاع الامنية في الفلوجة بصورة حاسمة وأن ‏الامر سيحسم في تلك المدينة "عسكريًّا". واوضح أن هذا القرار بيد القوات العراقية والقوات متعددة الجنسيات و"نحن ‏اصدرنا قرارا بتفعيل قانون الدفاع عن السلامة الوطنية وهو نسخة معدلة من قانون ‏الطوارىء الذي وقعناه في شهر يوليو الماضي".
وعن الكيفية التي سيستعيد العراق بها امنه قال "إن الحل الحقيقي هو اعادة ‏تأهيل قوى الامن العراقية فبدون هذه القوات لن يكون هناك حل للوضع الامني في ‏‏العراق ومن يرد حفظ الامن عليه أن يعتمد على المعلومة الاستخباراتية ويجب أن ‏يتحدث بنفس اللغة ويكون من ابناء الوطن". واضاف "غن اعادة الامن تتطلب توظيف كم كبير من الشباب العاطل عن العمل ولم يكن‏في السابق خلال السنتين السابقتين تأهيل حقيقي لرجال الامن العراقيون وكان هناك ‏‏دورات قليلة ونحن بحاجة الى وقت".
وقال الياور "هناك من يقول بضرورة استقطاب بعض العناصر التي تسبب متاعب للامن ‏‏وادماجها بهذه العملية السياسية وانا هنا اتساءل كيف نستقطب عناصر لا يوجد لديها ‏فكر ولا مرجعية ولا وجه نراه لأنها تلبس اقنعة".‏ واضاف "كيف نتفاهم مع انسان ينحر البشر مثل الذبيحة وكيف نتفاهم مع انسان ‏يطالب بعودة النظام السابق.. كيف نتفاهم مع انسان لا يؤمن بالتغيير.. وفي ‏النهاية العراق بلدنا ولا يوجد لدينا كحكومة نية لأن نتركه ونذهب الى بلد اخر كما ‏كان في السابق ابان النظام الدموي.‏
وقال الرئيس العراقي في اللقاء "انا من المؤيدين لفضح كل من يعمل اعمالا ‏ارهابية في العراق واظهار صوره على شاشات التلفزيون". واضاف إن من يقوم بهذه الاعمال هم "خليط من عناصر النظام السابق وهؤلاء ‏موجودون في مدينة الفلوجة وحاولنا معالجة الوضع الامني في الفلوجة بطريقة التفاوض ‏‏والتفاهم ولكن لا جدوى من ذلك كما حاولنا اخراج اهل الفلوجة من عقدة الخوف لأن ‏‏هناك من اهل الفلوجة من هو مهدد اذا لم يشارك الارهابيين باعمالهم الارهابية".
وقال " كلنا في قارب واحد وهذه الحكومة فيها شخصيات معروفة وفيها كل الاطياف ‏‏السياسية العراقية ونحن نعرف أن خلاصنا في جو الانتخابات النزيهة التي تحقق ‏العدالة و نشعر بأننا نركب في قارب واحد في بحيرة مليئة بالتماسيح وأي شخص من ‏الحكومة قد يتصرف بصورة خاطئة فقد يؤدي ذلك الى ان ينقلب المركب على الجميع ونحن ‏نقوم بواجبنا كحكومة كل من موقعه ونحاول ان نؤدي واجبنا الوطني".
وعما اذا كان سيرشح نفسه للانتخات الرئاسية في العراق قال الياور انه ‏سيرشح نفسه" لكن لا احد يعرف ما هو حجمه وقوته في الانتخابات ولا يوجد عندنا في ‏‏العراق قاعدة بيانات حتى نعرف النتائج الاولية لهذه المرحلة".
وعن الدور الذي يقوم به المرجع الشيعي اية الله على السيستاني اوضح أن العراق ‏محظوظ لوجود شخصية مثل السيستاني مضيفا "أنه رجل عاقل كرجل دين فهو لا يريد قوات ‏ ‏اجنبية في بلاده وهو يدرك ان كلمة منه قد تجلب متاعب كثيرة للقوات المتعددة ‏الجنسيات ولكن هذه الكلمة قد تهلك الطائفة التي تتبعه". وقال ان السيستاني يتعامل مع القضايا العراقية باتزان شديد "واعتقد ان اجمل ‏شىء قاله هو مطالبته بابعاد الدين عن السياسة وهذه العبارة كررها اكثر من مرة وهو ‏يحث الناس على المشاركة في الانتخابات وهذا ما يحتاج اليه العراق في الوقت ‏‏الراهن".‏
واعرب عن اعتقاده أن من مصلحة العراق ان يتجه الجميع لصندوق الاقتراع ويجب من ‏جانب علماء السنة كذلك وجود زعماء دينيين على مستوى من الوعي والمسؤولية يحثون ‏الناس على المشاركة بفعالي في العملية الانتخابية. وقال "مع الاسف إن بعض رجال الدين السنة يحثون الناس على مقاطعة الانتخابات ‏وعدم الدخول في العملية السياسية" معربا عن الاستغراب لهذا القول "لأنهم شركاء في ‏ ‏هذا البلد ولكنهم يكررون نفس الغلطة التي ارتكبها رجال الدين الشيعة عام 1921‏حينما قاطعوا الانتخابات وتركوا الامر".
وعما اذا كان هناك دور لعدد من دول الجوار في توتير الاوضاع في العراق قال ‏الياور "إن لايران تأثيرا كبيرا في العراق وهو تأثير ليس ايجابيا" مضيفا أن هناك ‏أحداثا كثيرة لا يمكن تقبلها واعتقد أن هناك محاولات لتخريب تجربة الانتخابات في ‏العراق.‏
من جانب آخر قالت مصادر مطلعة إن الرئيس العراقي ركز في مباحثاته مع المسؤولين الكويتيين على الديون الكويتية من زاوية الاطلاع على التحضيرات لعقد اجتماع نادي باريس لدائني العراق على هامش مؤتمر شرم الشيخ الذي ستحضره الدول الاعضاء في نادي باريس.