أسامة مهدي من لندن: اشترطت قوى واحزاب ومنظمات عراقية معارضة انسحاب القوات الاجنبية من المدن والقصبات ووقف العمليات العسكرية ضد بعضها واطلاق سراح جميع المعتقلين لمشاركتها في الانتخابات العامة المقررة في الاسبوع الاخير من كانون الثاني (يناير) المقبل لكن الرئيس الاميركي تعهد بانجاحها بينما هدد البعث العراقي بتفجير المراكز الانتخابية في وقت بدات قوات بريطنية دوريات مكثفة حول مدينة الفلوجة استعدادا لهجوم وشيك يتوقع ان تشنه القوات العراقية والاميركية للقضاء على المسلحين فيها في حين تصاعدت الاغتيالات ضد المواطنين المسيحيين .
وقال المؤتمرالتاسيسي الوطني العراقي الذي يضم فصائل عدة في بيان له ان اجراء الانتخابات بشكل سليم يؤدي الى نتائج صحيحة يتطلب العمل على ان تشرف على هذه العملية لجنة دولية وعربية واسلامية مكونة من شخصيات ذات وزن معنوي وسمعه نزيهة وتتسم بالحياد والموضوعية وان تشرف هذه اللجنة وتراغب اعمال جميع اللجان المحلية خلال مراحل الانتخابات لتضمن نزاهتها ولهذه اللجنة التصديق على النتائج محليا وعراقيا او اعلان بطلان هذه النتائج جزءا او كلا .
ويضم المؤتمر التاسيسي الذي تشكل قبل ثلاثة اشهر من قوى ومنظمات واحزاب معارضة لوجود الوات الاجنبية وللحكومة العراقية الحالية التي تعتبرها من صنيعة الاحتلال كلا من : حركة التيار القومي العربي، هيئة علماء المسلمين، الجامعة الخالصيه، حزب الاصلاح الديمقراطي، الحركة الوطنية الموحدة، الحزب المسيحي الديمقراطي العراقي، الجبهة التركمانية العراقية، اتحاد الحقوقيين العراقيين، اللجنة العليا لحقوق الانسان في العراق . وكانت المفوضية اعلنت الاثنين الماضي عن البدء بتوزيع 3,9 مليون ورقة انتخابية على الرعراقيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات وعن فتح ابواب تسجيل الاحزاب التي ترغب المشاركة فيها وهي عملية ستستمر حتى نهاية الشهر الحالي .
واشارالمجلس الى انه برغم اعتراضه على تشكيلة المفوضية العليا للانتخابات " التي تم تشكيلها استنادا للقانون المؤقت لإدارة الدولة والذي رفضه مؤتمرنا التأسيسي وكذلك اغلب المرجعيات الشرعية والقيادات الوطنية والأسوأ من ذلك ان قرار تشكيلها جاء من الحاكم الأمريكي ولعدم معرفتنا بشخصياتهم لانعدام الشفافية فان من الضروري اجراء تعديلات على مهماتها من خلال تعيين ممثل واحد على الأقل لكل قائمة انتخابية في عضوية اللجنة وتعيين عدد من الحكام والقضاة العراقيين من المعروفين بالنزاهة والتجرد ومن المستمرين بالخدمة او متقاعدين كأعضاء في اللجنة اضافة الى الغاء كافة الصلاحيات المطلقة وشبه الدكتاتورية التي منحها الحاكم الامريكي لهذه اللجنة: فلا يجوز لهذه اللجنة ,اطلاقا , شطب أي اسم او اكثر من أي قائمة مطروحة للانتخابات " .
واشترطت الحركات المنضوية تحت لواء المؤتمر لمشاركتها في الانتخابات ايقاف جميع العمليات العسكرية من قوات الاحتلال والحكومة المؤقته ضد المدن والقصبات العراقية فورا وعكس ذلك يعتبر نقضا كاملا للانتخابات وانسحاب كافة قوات الاحتلال من كافة المدن والقصبات العراقية في موعد لايقل عن شهر كامل من موعد الانتخبات اضافة الى اطلاق سراح كافة المعتقلين والموقوفين السياسيين بغض النظر عن اتجاهاتهم الفكرية على وجه الخصوص حالة عدم توجيه تهم محددة لهم .
واشارت الى انه "اذا امتنعت سلطات الاحتلال وحكوماتها عن الاستجابة الشاملة لهذه المستلزمات فان هذا التعنت سيكشف لكل ذي بصيرة بانهم لايعدون لانتخابات جادة او شرعية وانما لمحاولة اخرى تستهدف شق صفوف شعبنا الوطنية وتزوير ارادة الشعب ولمنح "شرعية" زائفة لجهات يسلطونها على العراق ويحركونها حسب مشيئتهم وعندئذ سينكشف للعراقيين والعالم معهم من هم انصار الشورى والديمقراطية ومن هم اعداؤها الالداء ".
البعث يهدد بافشال الانتخابات
وحذر حزب البعث العراقي المنحل العراقين من الاقتراب من مراكز الانتخابات ومقاطعتها معتبرا ان هذه المراكز ستكون هدفا لعملياته المسلحة .
واشار الحزب ي بيان له اليوم حصلت عليه " ايلاف " الى ان "الاحتلال وحكومته "
يستغل الفوضى التي تمر بها البلاد لتزوير هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية ومنحها لأجانب من دول الجوار(في اشارة الى ايران) الداعمة لبعض الأحزاب "العميلة والطائفية" لزيادة عدد الناخبين وضمان أصواتهم لهذا المرشح او ذاك... إضافة إلى تغيير ديموغرافية السكان.. ومحاولة لتشويه عروبة العراق وسلخ انتمائه العربي والإسلامي اضافة الى الإعلان بأن تجري الانتخابات على أساس القائمة الواحدة لعموم العراق لضمان فوز ذات الوجوه والشخوص في الحكومة المؤقتة . وقال ان الاحتلال يريد اضفاء شرعية على لانتخابات من خلال عوات وفتاوى "مشبوهة تصدر من قبل رجال دين ثبت تحالفهم مع المحتلين وعملاءهم مستغلين المعتقدات الدينية " بحسب زعمه .
وناشد الحزب العراقيين الى مقاطعة الانتخابات "المهزلة" ورفضها واستنكارها والتصدي لها بمختلف الوسائل لإسقاطها وإفشالها وعدم المشاركة فيها ومقاطعتها وطالبهم بالقيام بالمظاهرات والاعتصام وإصدار البيانات ورفع اللافتات وعقد اللقاءات الفردية والجماعية وتوزيع المنشورات لافشالها .
واعلن الحزب خطة لمواجهة الانتخابات من خلال :
- تشديد وتوسيع نطاق المنازلة الكبرى مع الأمريكان وحلفاءهم وعملاءهم ومن يتعاون معهم في كل محافظة ومدينة وقصبة وقرية عراقية...والتصدي لهم بضربات لن تخطيء أهدافها .
- اعتبار القائمين على الانتخابات من إداريين أو موظفين أو مشرفين محليين كانوا أو دوليين أو من الذين يرشحون أنفسهم " أهدافا لضربات المقاومة وإنهم يعتبرون بكل المقاييس جزءا من عملية الاحتلال البغيض".
- الطلب من العراقيين عدم الاقتراب من مراكزهم الانتخابات "لكي تتجنبوا مخاطر جسيمة ..انتم وعوائلكم ..لانتمى أن تتعرضوا إليها من جراء ضربات المجاهدين والزموا مساكنكم في يوم الانتخابات المهزلة ولا تشاركوا فيها " على حد تعبيره .
بوش يدعم الانتخابات والمدرسي يحذر من تاجيلها
وفي أول مؤتمر صحفي له عقب إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية أكد الرئيس الاميركي جورج بوش أنه سيسعى إلى ضمان نجاح الانتخابات العراقية واستعادة الاستقرار في البلد.
وقال بوش في خطابه الذي ألقاه في البيت الأبيض إن إدارته ستتعاون مع الحكومة العراقية لتحقيق هدفهما المشترك وهو إجراء الانتخابات وقال إن الضرورة قد تقتضي مواجهة العناصر المسلحة من أجل تحقيق هذه الأهداف .
واضاف انه "يجب أن نهزم أولئك الذين يحاولون التصدي للانتخابات ولبروز مجتمع حر.. ورئيس الوزراء اياد علاوي وحكومته اللذان يدركان ذلك يعملان مع قادتنا الميدانيين لتحقيق ذلك بالضبط. " وتعهد بوش في الوقت نفسه بتزويد القادة الميدانيين في العراق بكل ما يحتاجونه من أجل إتمام المهام المناطة بهم.
وعلى صعيد الانتخابات نفسها حذر المرجع الشيعي آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي من تأجيلها او الغائها معتبرا ان ذلك "سيؤدي الى اثارة الفتن واندلاع اعمال العنف في المناطق العراقية التي تشهد استقرار امنياً فيها " .
ودعا المدرسي في مؤتمر صحافي عقده عقد في مكتبه بمدينة كربلاء (160 كم جنوب بغداد) العراقيين الى المشاركة الجادة في الانتخابات والعمل على اقامتها في موعدها المحدد فضلا عن نشر التوعية والتغطية الاعلامية اللازمة لها منذ الان باعتبارها حالة حضارية ومتقدمة من الديمقراطية لم يشهدها العراق من قبل . واضاف ان من حق الشعب العراقي ان يختار نوع الحكم الذي يريد وان تكون بارادة الشعب العراقي كلها وان تكون ضمن التركيبة الاجتماعية للشعب العراقي وبالذات التركيبة العرقية وان لا تكون مفروضة على طائفة دون اخرى وان تكون نموذجا عراقيا او انتاجا عراقيا خالصا كي تتوافق مع طبيعة العراقي والظروف التي يعيشها هذا الشعب فنحن شعب نعيش ظروفا صعبة سبقت هذه المرحلة وظروفا اخرى نتوقع ان نستقبلها ومن تلك المعاناة المتوقعة ديون العراق وعلاقاته مع دول الجوار وكيفية استخلاص سيادة العراق كاملة .
وقال المدرسي ان هنالك تعاونا قائما بين العديد من القوى " ونحن مع التكتلات والتجمعات الا انها لا تثمر الا اذا كانت تكتلات كبيرة والقانون الموضوع بهذا الخصوص لا يدع لاحد ان يغبن على حساب الاخرين " واعرب عن الامل في ان يتحول العراق من حالة الدكتاتورية الى الديمقراطية .
دوريات بريطانية حول الفلوجة استعدادا لهجوم
وتخطط القيادة الأميركية في العراق لاستخدام قوات من جيشها والجيش وقوات الأمن العراقية لاخراج المسلحين من الفلوجة فيما شكلت السلطات العراقية فريقاً لادارة المدينة مباشرة بعد انتهاء المعارك. وسيترسل الحكومة العراقية فور انتهاء المعارك فريقاً رسمياً لادارة المدينة ليحل محل المسلحين الذين سيطروا عليها بعد وقف القوات الاميركية حصارهم لها في نيسان (ابريل) الماضي .
وقد تم رصد 75 مليون دولار لإعادة إعمار المدينة في خطة شبيهة بتلك التي اتبعت في النجف عندما استعادت الحكومة العراقية السيطرة عليها اثر الهجوم الذي شنته القوات الاميركية على أنصار رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر.
وتتوقع القوات الاميركية ان يلجا المسلحون الى التكتيكات التقليدية التي استخدموها ضدها في وجه الهجوم المرتقب بما في ذلك الانسحاب الى "منطقة ضعيفة" مزروعة بالقنابل والمتفجرات مؤكدة انها مستعدة لكل ذلك .
وبدات قوة المهام الخاصة البريطانية المعروفة باسم "بلاك ووتش" دورياتها النشطة عند أطراف مدينة الفلوجة العراقية حيث انيطت بها مهمة إغلاق منافذ الخروج من المدينة مما يسمح للقوات الأمريكية بالانتشار في المنطقة استعدادا لهجوم كبير على المدينة التي اعلن اليوم عن فشل اخر فرصة سلام لتجنيبها عملا مسحا واسعا اثر رفض السلطات العراقية لشروط وصفتها بالتعجيزية طرحها وفد المدينة المفاوض .
وتاتي هذه الخطوة بعد أن دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المسلحين في المنطقة لإلقاء أسلحتهم في وقت مسؤولو الجيش الأميركي إن طائراته قصفت مواقع لمسلحين في الفلوجة صباح اليوم الخميس.
وستصل آخر مفرزة من مجموعة القتال "بلاك ووتش" البالغ قوامها 850 فردا إلى معسكر دوجوود الذي كان قاعدة امريكية سابقة قرب الفلوجة اليوم .
ومن جهته قال بلير "ما نقوله للناس فس الفلوجة هو هذا 'ألقوا أسلحتكم واخضعوا للسلطة التي عينتها الأمم المتحدة وشاركوا في الانتخابات وسترون من الانتخابات كم التأييد الذي تحظون به'." واضاف "لكن ما يمكننا السماح به هو موقف يستخدم فيه إرهابيون وآخرون الفلوجة كقاعدة لشن عمليات لقتل مدنيين أبرياء وقتل جنودنا الذين يقومون بعمل يباركه قرار من مجلس الأمن الدولي."
واكد إن من غير الممكن السماح "لإرهابيين أجانب" بمواصلة استغلال الفلوجة كقاعدة انطلاق لشن عملياتهم ضد الابرياء واعتبر ان ثمة مخرجاً ممكناً من قضية الفلوجة يتمثل في تخلي ابنائها عن اسلحتهم والانصياع للحكومة العراقية المؤقتة.
اغتيالات جديدة في صفوف المسيحيين
واستمرارا لعمليات الاغتيال والاضطهاد التي يتعرض لها المسيحيون في انحاء العراق اغتال مسلحون في حي الميكانيك بمنطقة الدورة في بغداد حي الميكانيك رجل يدعى " علاء اندراوس " عندما هاجموا سيارته الخاصة ومعه زوجته "افلين مايكزدق" وابنه ذو العشر سنوات .
وقال موقع "عينكاوة" على الانترنيت الذي يهتم باوصاع المسيحيين العراقيين ان الرجل توفي متأثرا بجراحه بعد نقله الى المستشفى فيما اصيبت زوجته بالرأس بشكل تطلب خياطة الجرح وجرت مراسيم التشييع اليوم في دير الكلدان في منطقة الميكانيك . والضحية من مواليد 1965 وله ثلاثة اطفال اكبرهم عمره اثناعشر عاما وكان قتل قبل خمسة عشر يوما زوجة ابن خالته "ياسمين بوذاخ" مع ابنتها في منطقة الدورة نفسها اثرانفجار سيارة مفخخة .
وفي الأول من هذا الشهر كان ارهابيون في منطفة الدورة قد خطفوا الشاب سركون ابن الشاعر عوديشو ملكو وبعدها اطلقوا سراحه بعد ان استولوا على سيارته الخاصة وحصلوا على فدية مالية.
وعلى الصعيد وفي خطوة اثارت الاستياء اغلقت المديرية العامة للأذاعة والتلفزيون في محافظة نينوى (الموصل) قرارا أغلقت بموجبه الأقسام السريانية و التركمانية و الكردية فيها كما طرد العاملين في تلك الأقسام و هم : أكرم سعيد من القسم السرياني ومحمد جارالله من القسم التركماني، وعبد الأمير طاهر جبار من القسم الكردي .
و جدير بالذكر بأن مدير هذه المؤسسة هو غازي فيصل من قدامى البعثيين العاملين في الاعلام العراقي واحد قدامى مذيعو تلفزيون بغداد سابقا الامر الذي عزز الأعتقاد بان وراء القرار اهداف "عنصرية" .
ومن جهته أكد اللواء محمد خيري البرهاوي قائد شرطة محافظة نينوى تعرض الموصل لهجمات إرهابية شرسة ومؤامرة كبيرة تستهدف قلب العراق وأشار في تصريح صحافي إلى اتخاذ شرطة المحافظة لإجراءات حازمة للحفاظ على أمن كافة المواطنين في الموصل بمختلف ديانتهم وطوائفهم ومواجهة الاستفزازات التي يتعرض لها المسيحيون فيها بالتحديد.
و فيما يتعلق بالحدود قال " لقد قمنا بضبط الحدود وسيتم تعزيز قوات الحدود بقوات أخرى و نأمل في أن يتعاون معنا الجانب السوري تعاونا وثيقا لضبط الحدود والسيطرة على تسلل الإرهابيين والمجرمين إلى داخل العراق ". واشار الى اتخاذ إجراءات كفيلة بالحفاظ على كافة مواطنين الموصل بكافة ديانتهم وطوائفهم ةقال "إخواننا المسيحيين هم جزء أساسي من مجتمعنا في الموصل" واضاف ان المجرمين لا يمتلكون لا هوية ولا قومية ولا دين لا لون ولا رائحة "أهل الموصل متفهمين بكافة فئائهم ومجتمعاتهم ويجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية بكل ما نملك وسنحافظ عليها إلى الأبد" .















التعليقات