الحرس القديم يتوحد
أربع ساعات استغرق اعداد بيان سهى
أسامة العيسة من القدس: قالت مصادر فلسطينية بان الوفد القيادي الذي وصل باريس الليلة الماضية، لن يعود أدراجه إلى فلسطين قبل رؤية ياسر عرفات في مشفى بيرسي العسكري والعودة بأخبار محددة لفلسطين. وأشارت هذه المصادر بان لقاء الوفد مع وزير الخارجية الفرنسي قبل ظهر اليوم والرئيس جاك شيراك عصر اليوم، وبحث الأمر معهما هو محاولة أخيرة لتجنب ما وصفته هذه المصادر أية "فضائح جديدة" وأيضا تجنب أي احتكاك بسهى عرفات التي أطلقت اتهامات في وجه الوفد قبل مغادرته فلسطين، وهي الاتهامات التي ما زالت تثير الرأي العام الفلسطيني.
وعلم مراسل إيلاف ان سهى عرفات اتصلت بمكتب الجزيرة في فلسطين قبل نحو أربع ساعات من توجيه النداء ووضعت لديهم رقم هاتف طالبة من إدارة الجزيرة الاتصال بها على هذا الرقم بعد أربع ساعات. ويعتقد انه خلال هذه الساعات الأربع استشارت والدتها الصحافية ريموندا الطويل وإبراهيم الصوص ممثل منظمة التحرير السابق في فرنسا وزوج شقيقتها، قبل أن تلقي قنبلتها في وجه الوفد القيادي، ولكن لم يعرف حتى ألان في وجه من ستنفجر هذه القنبلة.
ويشعر رفاق ياسر عرفات انهم كسبوا جولة هامة ضد زوجته سهى بما اعتبروه وقوف الشارع الفلسطيني إلى جانبهم، وعلمت إيلاف بان خطتهم المقبلة في المواجهة مع عرفات تقوم على تجاهلها وتجنب الرد عليها قدر الإمكان وعزلها، تاركين للشارع الحديث عن ما يعتقد انه فساد مالي ينسب لها.
واتفق الفرقاء الفلسطينيين على إدانة تصريحات عرفات رغم الخلافات بينهم، وانقسامهم إلى اكثر من معسكر، وبدأ معسكر ما يسمى الحرس القديم الذي يضم أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وممثلي الفصائل المتحالفة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، متماسكا واتفق هذا المعسكر على تكليف الطيب عبد الرحيم بان يكون ناطقا غير رسمي لهم، وظهر عبد الرحيم الذي يشغل منصب أمين عام الرئاسة الفلسطينية على وسائل الأعلام في الأيام الماضية وهو يقرأ بيانات مكتوبة متفق عليها مسبقا بين أعضاء معسكر الحرس القديم وابرز أعضائه: أبو مازن وأبو العلاء وهاني الحسن وصخر حبش وعباس زكي واخرين، تجاهلوا خلافاتهم في مواجهة مرحلة ما بعد عرفات الدقيقة. وقال عباس زكي بان القيادة اتفقت على توحيد خطابها وان ما يدلي به الطيب عبد الرحيم من بيانات صحافية هو أمر متفق عليه مسبقا بين أعضائها وهو لا يمثل نفسه.
ويسعى هذا الفريق الاستفادة من وضعه (القانوني) على راس الهيئات والمؤسسات القيادية من تحقيق اكبر مكاسب له، ولكن حسب مراقبين فان محك النجاح والفشل هو قدرته على كسب الاجهزة الأمنية واستخدامها في التخلص من خصومه. وما زال النداء الذي وجهته عقلية الرئيس الفلسطيني يثر الجدل والاستغراب في الشارع الفلسطيني ويطرح تساؤلات حول من يقف وراء سهى ومن الذي حرر لها النداء.















التعليقات