وول ستريت جورنال:
الفلسطينيون يستطيعون بناء مستقبل أفضل بدون عرفات

تحت عنوان "بعد عرفات" وصفت صحيفة وول ستريت جورنال مرض عرفات الأخير بأنه ربما يشكل نهاية رمزية لعصر ما قبل أحداث سبتمبر أيلول الإرهابية، التي اتسمت بتمجيد الإرهابيين واحتفائهم على حد تعبيرها. وترجح الصحيفة أن الفلسطينيين سيستطيعون بناء مستقبل أفضل بدون عرفات. وترى الصحيفة أن عصر عرفات قد انتهى عندما نادى الرئيس بوش بدولة فلسطينية تقوم على المبادئ الديموقراطية في خطابه الذي ألقاه في ال24 منحزيران (يونيو)عام 2002.

وتمتدح الصحيفة رفض الرئيس بوش اللقاء مع عرفات أو حتى ذكر أسمه، وتعزو ذلك إلى إدراكه بأن هدف الأخير لم يكن بناء دوله وإنما تدمير دولة أخرى هي إسرائيل على حد قولها. وترى الصحيفة أنه على الرغم من النقد الذي واجه قرار الرئيس بوش بتلك المقاطعة من النخبة الداعمة لعملية السلام، فانه كان قرارا لازما إذا كان للشعب الفلسطيني أن يتخلى عن الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافه على حد تعبيرها.

وتلوم الصحيفة عرفات للمذبحة التي تعرض لها 12 رياضيا إسرائيليا عام 1972 في دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ، ومقتل دبلوماسيين أميركيين في السودان عام 1973، بالإضافة إلى مقتل أطفال إسرائيليين في حوادث أخرى متفرقة وما تصفه بتحويله الفلسطينيين إلى قنابل انتحارية تستهدف المدنيين الإسرائيليين الأبرياء على حد تعبيرها. وتزعم الصحيفة أن عرفات قتل من الفلسطينيين أكثر مما فعل بالإسرائيليين، خاصة الفلسطينيين الذين كانوا ينادون بالإصلاح وبتبني استراتيجية أخرى مغايرة للإرهاب.

وترى الصحيفة أن تلك الجرائم على حد تعبيرها أعطت عرفات صفة مميزة خاصة في اليسار الغربي، الذي رأى في الإرهاب إستراتيجية يمكن تبريرها للحصول على الحرية والاستقلال. وتشير إلى الاحتفاء به في الأمم المتحدة عام 1974 عندما اعتلى المنصة الدولية حاملا السلاح بيد و غصن الزيتون بيد أخرى، وفوزه بجائزة نوبل للسلام. وتتطرق الصحيفة للحديث عما تصفه بالمأزق الذي وجد الرئيس الفرنسي جاك شيراك نفسه واقعا فيه، وأرغمه على زيارة عرفات في المستشفى الذي يعالج فيه بباريس، إما إرضاء للقوى السياسية الداخلية وإما بناء على رؤيته الشخصية التي تجلل واحدا من قتلة القرن العشرين على حد زعمها. وترى أن عرفات شن الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي وصلت إلى عامها الرابع اليوم، بدلا من أن يقبل العرض الإسرائيلي الذي تصفه الصحيفة باسخى ما يمكن أن تقدمه إسرائيل للفلسطينيين في كامب دايفيد 2000.

وتشير الصحيفة إلى صعوبة تقييم الوضع الفلسطيني بعد رحيل عرفات. وترى أن السيناريو المتصور يتراوح ما بين اندلاع حرب أهلية، بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة وبين صراع بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ذاتها من جهة أخرى. تقول الصحيفة إن أي مرحلة انتقالية لما بعد عرفات لابد أن تعكس الفساد والإرهاب الذي تسبب فيه، على حد تعبيرها. وتخلص الصحيفة بالقول إنه بعد سنوات من إراقة الدم وانعدام الأمل في استئناف محدثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، فان احتمالات التوصل الى سلام في الشرق الأوسط تلوح في الأفاق أكثر مما كانت قبل محادثات أوسلو التي أجريت في أوائل التسعينيات. فربما يرى بعض الفلسطينيين الذين وصفتهم الصحيفة بالشجعان، في رحيل عرفات فرصة للتحرك قدما، آخذين بعين الإعتبار الاستفادة من العبر المستقاة من الوضعين في العراق وأفغانستان والديموقراطية المزدهرة في إسرائيل الدولة المجاورة.