أسامة العيسة من القدس: سيتسنى لسهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني، التي من المتوقع أن ترافق جثمانه إلى رام الله، حيث سيوارى الثرى في مقر المقاطعة، زيارة المنزل الذي ولدت فيه، في شارع الإرسال في المدينة الذي يقع فيه أيضًا مقر المقاطعة.
ولا يعرف كم من الوقت ستمضي في المدينة التي ولدت وترعرعت فيها، وهي تواجه غضبًا شعبيًّا عُبِّر عنه في تظاهرات انطلقت في المدن الفلسطينية قبل أيام هتفت بسقوط سهى والطلب منها البقاء في باريس، حيث عاشت كما يتردد في بحبوحة طوال ثلاث سنوات كانت عصيبة على الشعب الفلسطيني في الداخل.
ووفقا لمراقبين هنا، فإن محاولة سهى عرفات فتح معركة مبكرة مع رفاق عرفات، واستعداء الشارع الفلسطيني عليهم، في ندائها الشهير، قبل أيام، باءت بالفشل وأعطت رد فعل عكسي تجاهها، وفهم هذا الشارع، بغض النظر عن نوايا سهى، أنه إذا كانت هناك خلافات بينها وبين رفاق زوجها، فانه ليس لها علاقة بالشعب وإنما بتصفية حسابات أو خلافات على ميراث سياسي أو مالي للرئيس الراحل.
وتواجه سهى اتهامات حول ذمتها المالية منذ فترة، وتردد اسمها في تقارير صحافية، حول تلقيها تحويلات مالية من عرفات إلى حسابها في باريس، وصلت إلى عدة ملايين، وأدى ذلك إلى طلب نيابي فرنسي بالتحقيق معها، وسحب الحكومة الفرنسية لطاقم الحراسة الذي وفرته لها، منذ مغادرتها الأراضي الفلسطينية، من دون إعلان أو إفصاح عن السبب قبل نحو ثلاثة أعوام.
وتدور تكهنات حول مواجهة سهى صعوبات مفترضة في حال قرر رفاق عرفات محاسبتها، والتحقيق في الاتهامات التي توجه اليها، وربما القبض عليها.
وقال الدكتور حسن خريشة الذي تولى اليوم رئاسة المجلس التشريعي خلفا لروحي فتوح الذي أدى اليمين الدستورية كرئيس موقت للسلطة، إن الوقت غير مناسب لطرح موضوع سهى.
وأضاف خريشة لـ"إيلاف" انه لا يتهرب أبدا من طرح موضوع سهى "ولكن الوقت الآن غير مناسب، وانشغالنا في قضايا عديدة، ولم يتم دفن عرفات بعد". وقال "صدقني، عندما يحين الوقت المناسب سنتحدث بصراحة وشفافية في هذا الموضوع وغيره من موضوعات تهم شعبنا وتتعلق بمصيره ومقدراته".
ويعتبر خريشة أحد النواب المستقلين في المجلس التشريعي، والمعارضين لسياسة عرفات، وقاد اليوم جلسة المجلس التشريعي الطارئة التي أدى خلالها روحي فتوح، رئيس المجلس اليمين الدستورية كرئيس موقت للسلطة.
ونفى خريشة أن يكون طالب بالتحقيق مع سهى، في تصريحات صحافية نسبت إليه، وقال "المسألة تتعلق بالتوقيت فقط".
وعلى الرغم من اتفاق الكثيرين مع خريشة حول التوقيت، إلا انه من غير المستبعد أن تقع مفاجآت بين أرملة الرئيس الراحل ورفاق دربه، مثل ما كانت القنبلة المفاجأة التي قذفتها وهي بالقرب من سريره في المستشفى العسكري الباريسي.
ويعتقد انه بعد إنهاء مراسم دفن الرئيس عرفات وانقضاء أيام العزاء، فإن المشهد الفلسطيني سيبقى مفتوحًا على احتمالات عدة.