قال تقرير صحافي بريطاني إن فقر الشعب الفلسطيني وحاجته المستمرة الى المال لتحسين أوضاعه لم تحول من دون حصول سهى الطويل أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل، على ما يعادل 13 مليون جنيه إسترليني عدا ونقدا، إضافة إلى تقاعد مدى الحياة يقدر بملايين أخرى، هذا غير نفقات ابنتهما الوحيدة زهوة (9 سنوات) حتى بلوغها سن الثامنة عشرة، وساعتها لكل حادث حديث.. وكشفت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية ذات الانتشار الواسع ومصادر المعلومات الموثوقة أن صفقة في هذا الاتجاه تم التوصل إليها بين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) المكلف تسيير شؤون السلطة الفلسطينية والسيدة سهى الطويل في باريس في الأسبوع الماضي.

وخلال الصفقة التي تم الاتفاق عليها مع سهى الطويل أثناء الغيبوبة التي دخلها الرئيس ياسر عرفات في مشفاه العسكري بيرسي في ضاحية باريسية، فإن مبلغ سبعة ملايين جنيه إسترليني اتفق على دفعها فورا لصالح السيدة سهى وهي أم الابنة الوحيدة لعرفات، إضافة إلى مبلغ 800 ألف جنيه إسترليني تدفع كل عام ، حتى بلوغها سن التقاعد ثم من بعد ذلك يصرف إليها مبلغ 300 ألف جنيه إسترليني سنويا.

وتقول صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية إنه بعد توقيع تلك الصفقة، فإن سهى عرفات وافقت على نزع أجهزة التنفس عن الرئيس الراحل الذي أعلنت وفاته رسميا فجر يوم الخميس الماضي، وشيع جثمانه الجمعة عبر محطات ثلاث هي باريس والقاهرة ورام الله حيث لم تشارك سهى عرفات في المرحلة الأخيرة.ويشير التقرير الصحافي البريطاني الى أن المرض الحقيقي الذي أدى إلى وفاة الرئيس الفلسطيني لا يزال يكتنفه الغموض.

ويقول التقرير إنه في اللحظة التي غاب فيها عرفات ، فإن الفلسطينيين حاولوا الظهور أمام العالم بمظهر من لا يواجه صراعا على السلطة، ويشير "إلى أن عرفات مضى وأخذ العديد من الأسرار التي لم تنكشف بعد معه، ولعل أهم تلك الأسرار تلك الملايين المفقودة من الأموال".

وعلم أن وكالة تحقيقات سرية خاصة كلفت من جانب الفلسطينيين في الأسبوع الماضي لمواصلة التحريات عن مصير ما قيمته مليار دولار (539 مليون جنيه إسترليني) لا يعرف مصيرها، وكان الرئيس الراحل وحده صاحب الحق في معرفة اتجاهاتها ومكان وجودها، وهو كان يستخدمها لنشاطه على الساحة الفلسطينية.

وكان صندوق النقد الدولي كشف في العام الماضي خلال تقرير رسمي له عن أن حوالي 560 مليون جنيه إسترليني (مليار دولار) من ميزانية السلطة الفلسطينية حولت الى حساب بنكي في بنك في سويسرا ولكن تم غلق ذلك الحساب منذ ذلك التاريخ، ولا يعرف بعدها أي معلومات عن مصير تلك الأموال.

وختامًا، فإنه حسب مصدر فلسطيني مطلع، فإنه من تلك الأموال لم يتبق إلا حوالي عشرة ملايين جنيه إسترليني "قد لا تغطي مبلغ التعويض الذي سيدفع إلى السيدة سهى الطويل كتقاعد حين بلوغها سن الخمسين"، وليس هذا وحسب بل إن ابنتها زهوة ستكون على قائمة نفقات السلطة الفلسطينية إلى حين بلوغها سن ال 18 ، حيث تقرر بموجب الصفقة أن تتقاضى مبلغ 45 ألف جنيه إسترليني سنويا حتى بلوغها سن الخامسة والعشرين.