ساري الساري من الرياض: أعلنت اللجنة المكلفة لتصفية أعمال مؤسسة الحرمين الخيرية السعودية، التي كانت الولايات المتحدة اتهمت عددًا من فروعها بتمويل الإرهاب، أنها كلفت عددًا من الموظفين بتصفية المؤسسة خلال شهرين. وقال بيان صادر عن اللجنة التي عقدت اجتماعًا لها الليلة الماضية برئاسة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للأوقاف الدكتور عبدالرحمن المطرودي إنها ستقوم بإنهاء كافة الأمور المالية والإدارية للمؤسسة قبل مطلع العام الهجري الجديد (قبل التاسع من شهر شباط( فبراير) المقبل". وأضاف البيان" أن اللجنة قامت بتكليف (30) من موظفي المؤسسة بالأعمال المتعلقة بالتصفية النهائية خلال شهرين.

وقدرت مصادر في اللجنة أموال المؤسسة النقدية والعينية والوقفية بحوالي الستمائة مليون ريال. وأشارت إلى أن اللجنة المكلفة قد تواجه بعض الصعوبات لكون أملاك المؤسسة مسجلة باسم مديرها السابق الشيخ عقيل العقيل والذي صدر قرار بإعفائه العام الماضي وتم تجميد حساباته الشخصية في ايار(مايو) الماضي..إضافة إلى إشكالية مستحقات موظفي المؤسسة الذين تم تسريحهم وعددهم نحو خمسمائة موظف يبلغ إجمالي مستحقاتهم حوالي الستة ملايين ريال. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت في الخامس من شهر أكتوبر الماضي حل مؤسسة الحرمين الخيرية. ومؤسسة الحرمين هي كبرى الجمعيات الخيرية السعودية غير الحكومية.

وتفيد مصادر سعودية رسمية أن المؤسسة تتلقى سنويًّا تبرعات من سعوديين تصل إلى ما بين 40 و50 مليون دولار، أي تقريبًا نصف التبرعات التي تجمعها كافة المنظمات الخيرية في البلاد.
وكانت هذه المؤسسة وهي من اشهر المؤسسات الخيرية الإسلامية السعودية قد أسسها في 1988 في مدينة كراتشي الباكستانية عقيل العقيل المدير السابق للمؤسسة. ومؤسسة الحرمين واحدة من الجمعيات الخيرية السعودية المتهمة في الولايات المتحدة بتمويل الإرهاب منذ اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر )2001 التي كان 15 من منفذيها الـ 19 سعوديين. وكانت اسر ضحايا هذه الاعتداءات رفعت شكوى مدنية ضد شخصيات سعودية في اب/أغسطس ‏2003 بتهمة تمويل الإرهاب الدولي.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أقالت مؤسسها من منصبه في كانون الثاني(يناير) وعينت دباسي بن محمد الدباسي مديرا لها الذي استقال قبل ثلاثة اشهر بسبب تجميد نشاطات المؤسسة.
وعينت وزارة الأوقاف حجاج العريني الضابط المتقاعد في الجيش السعودي مديرا للمؤسسة. وبلغ عدد موظفي هذه المؤسسة اكثر من خمسة آلاف في جميع أنحاء العالم معظمهم من المتطوعين. إلا أن أحد مسؤولي المؤسسة قال أن عدد الموظفين لم يعد سوى 250 موظفا. وبعد اتهامها بتمويل الإرهاب أغلقت المؤسسة 14 مكتبا لها في الخارج.

وكان مستشار ولي العهد السعودي عادل الجبير أعلن في 2 حزيران/يونيو أن الرياض بصدد حل مؤسسة الحرمين وتشكيل لجنة للإشراف على الأعمال الخيرية خارج المملكة ضمن إطار إجراءات قطع تمويل المجموعات الإرهابية. وأعلن الجبير ان "الهيئة السعودية الأهلية للإغاثة والأعمال الخيرية في الخارج" ستتولى القيام بنشاطات مؤسسة الحرمين الخيرية الناشطة في السعودية. وصادف إعلان الجبير مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية التي أضافت خمسة فروع لمؤسسة الحرمين على قائمة المجموعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وطالبان.

وهذه الفروع الخمسة الموزعة في أفغانستان وألبانيا وبنغلادش وإثيوبيا وهولندا قدمت دعما ماليا وماديا ولوجستيا لتنظيم القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى حسب ما أعلن خوان كارلوس رزاتي المكلف في وزارة الخزانة تجميد مصادر تمويل الإرهاب في العالم. وقالت مصادر المؤسسة أنها صرفت نحو 300 مليون دولار على أنشطتها الإنسانية والخيرية الإسلامية في الخارج.
وكانت الولايات المتحدة أدرجت منتصف 2004 اسم عقيل العقيل الذي تولى إدارة مؤسسة الحرمين لمدة 13 عاما، على لائحة ممولي الإرهاب كما اتهمت فروعا للمؤسسة خارج السعودية بتمويل الإرهاب.