اسامة مهدي من لندن: هاجمت الحوزة العلمية في مدينة النجف العراقية تصريحات أدلى بها الملك الاردني عبد الله قال فيها إن شيعة العراق يتبعون إيران وعبر عن مخاوف من هلال شيعي إيراني عراقي في المنطقة، ووصفتها بانها تدخل سافر في الشان العراقي الداخلي وطلبت إعتذارًا رسميًا مؤكدة انها صدمت من هذه التصريحات .

واضافت المرجعية في تصريح صحافي لها اليوم حصلت عليه "إيلاف" أنّ قلب الحقائق والتدخل السافر بالشأن العراقي الداخلي وإثارة النعرات الطائفية في بلد مجاور وفي المنطقة ضد شيعة العراق العرب وتحريض الدول الكبرى عليهم وتخويف دول المنطقة منهم واتهامهم ظلمًا بالتبعية لإيران وحرصه الشديد على أمن إسرائيل وقلقه مما سيطالها في حال فوز شيعة العراق بالإنتخابات االقادمة هو إهانة للملايين من مواطني دولة بسبب انتمائهم المذهبي المخالف لمذهب جلالته. واكدت أن شيعة العراق لا يفكرون بنظام ولاية الفقيه ولا ينوون إقامة جمهورية إسلامية مشابهة للنموذج القائم في إيران واضافت ان المرجع الأعلى السيد علي السيستاني سبق وان قال حين سئل عن" رأي المرجعية في إمكانية الأخذ بنظرية ولاية الفقيه وتطبيقها في العراق" بالحرف الواحد"الظروف في العراق مختلفة.الإسلاميون يرَون أنه لا يمكن تطبيق نظام الحكومة الإسلامية في العراق". وأعربت المرجعية عن أملها في أن يصدر من الملك اعتذارًا لشيعة المنطقة والعراق ومراجعهم عما قاله بحقهم مما هوغير دقيق واشارت الى ان تصريحاته غير مقبولة من ملك جار شقيق لانها لا تدعم الأخوة وتبادل المصالح التجارية بين البلدين الجارين ولانها تفتح الباب واسعا أمام دعاوىالمقابلة بالمثل واستعداء بعض على بعض .

وفيما يلي نص التصريح الصحافي للحوزة العلمية في النجف :

صدمت الحوزة العلمية في النجف الأشرف والعراقيون بمكوناتهم المختلفة بتصريحات الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة لصحيفة الواشنطن بوست الأميركية يوم 8/12/2004م.

ويبدو منها أن الملك لم يسبق له الاطلاع على ما تشكله مرجعية النجف الدينية العليا لشيعة العراق والعالم أجمع من مرتبة فريدة ، فجانب الصواب حين اعتبر شيعة العراق العرب تابعين لإيران في حين أن الملايين من شيعة إيران يتبعون مرجعية النجف فضلا عن الغالبية العظمى من شيعة العالم. وان مرجعية النجف باعتبارها المرجعية العليا للشيعة في العالم سبق أن أرغمت شاه إيران مطلع القرن الماضي على إلغاء اتفاقية مهمة حين أدركت أن" إتفاقية التنباك" سترهن استقلال اقتصاد إيران لبريطانيا، وأن مرجعية النجف دعمت بشدة تقييد سلطات شاه إيران بدستور في مسعى مبكر ضد الاستبداد زمن استشراء الاستبداد ، كما كان لها صوت مدوٍ في التنديد بشاه إيران يوم اعترف بإسرائيل ويوم قيَّد حريات شعبه وغيرها كثير،ووثائق ذلك كله مطبوعة متداولة .

إنّ قلب الحقائق، والتدخل السافر بشأن عراقي داخلي ،وإثارة النعرات الطائفية في بلد مجاور وفي المنطقة ضد شيعة العراق العرب ،وتحريض الدول الكبرى عليهم ،وتخويف دول المنطقة منهم ، واتهامهم ظلما بالتبعية لإيران لا العكس ،وحرصه الشديد على أمن إسرائيل، وقلقه مما سيطالها حال فوز شيعة العراق بالإنتخابات االقادمة،وإهانة الملايين من مواطني دولة جارة بسبب انتمائهم المذهبي المخالف لمذهب جلالته ، إنّ ذلك كله أمر غير مقبول من ملك جار شقيق،ولا يدعم الأخوة وتبادل المصالح التجارية بين البلدين الجارين ويفتح الباب واسعا أمام دعاوىالمقابلة بالمثل واستعداء بعض على بعض هوما لا يرتضيه كل مسلم لأخيه ولا كل جار ٍلجار .

إن شيعة العراق لا يفكرون بنظام ولاية الفقيه ولا ينون إقامة جمهورية إسلامية مشابهة للنموذج القائم في إيران وقد قال ذلك بصريح العبارة مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني في 28/5/2003م وليس الآن وذلك حين سئل عن" رأي المرجعية في إمكانية الأخذ بنظرية ولاية الفقيه وتطبيقها في العراق" فأجاب بالحرف الواحد"الظروف في العراق مختلفة.الإسلاميون يرَون أنه لا يمكن تطبيق نظام الحكومة الإسلامية في العراق".

وأجاب مكتب المرجع الأعلى في النجف الأشرف عن سؤال لمراسل مجلة " ديرشبيغل" الألمانية ونشرته مطلع العام الحالي عن "الخشية من أن تؤدي الانتخابات في العراق إلى إقامة حكومة طائفية وهل هذا وارد في نظركم" ؟.فأجاب مكتب السيد السيستاني بالنفي قائلا بالنص :" كلا، فإن الأغلبية العددية لو تحققت لطائفة ما فهي لا تؤدي إلى بروز أغلبية سياسية لها، فإن من المتوقع أن يكون في كل طائفة اتجاهات سياسية مختلفة".

وسأله المراسل أيضًا عن "الأسس التي يجب أن يقوم عليها عراق المستقبل"؟ فأجاب قائلا : " مبدأ الشورى والتعددية والتداول السلمي للسلطة في جنب مبدأ العدالة والمساواة بين أبناء البلد في الحقوق والواجبات". وسأله أيضا عن" وجود من يتخوف من إقامة حكم ديني يحرم الأقليات من بعض حقوقها ؟"

فأجاب مكتب السيد السيستاني بقوله : "إن القوى السياسية والاجتماعية الرئيسة في العراق لا تدعو إلى قيام حكومة دينية ، بل إلى قيام نظام يحترم الثوابت الدينية للعراقيين ويعتمد مبدأ التعددية والعدالة والمساواة ، وقد سبق للمرجعية الدينية أن أوضحت أنها ترتأي لعلماء الدين أن ينأوا بأنفسهم عن تسلّم المناصب الحكومية" .

كل هذا وغيره متداول منشور، ومع ذلك كله يصرح الملك عبد الله ملك المملكة الأردنية الشقيقة بما صرح به. آملين أن يصدر من الملك الشقيق إعتذار لشيعة المنطقة والعراق ومراجعهم عما قاله بحقهم مما هوغير دقيق.
الحوزة العلمية في النجف الأشرف

27/ شوال/1425- 10/12/2004م

وقد حذر الرئيس العراقي غازي الياور والعاهل الأردني الملك عبد الله في واشنطن امس الاول من أن إيران تحاول التأثير على الانتخابات العراقية لإقامة حكومة إسلامية تغير التوازن الجغرافي والسياسي في الشرق الأوسط.

وجاء ذلك في مقابلات مع صحيفة واشنطن بوست، التي قالت إن الياور اتهم إيران بتدريب مرشحين وأحزاب متعاطفة معها، وبإنفاق مبالغ كبيرة على حملاتهم الإنتخابية لإقامة حكومة يهمين عليها الشيعة شبيهة بالحكومة الإيرانية.

ونقلت الصحيفة عن الملك عبدالله قوله إن أكثر من مليون إيراني عبروا الحدود إلى العراق بتشجيع من الحكومة الإيرانية للمشاركة في عمليات التصويت والتأثير على النتائج، واتهم الملك إيران أيضًَا بدفع رواتب بعض العراقيين ومساعدة العاطلين عن العمل لحشد الدعم لطهران، وقال إن حرس الثورة الإيراني درب بعض العناصر الإيرانية التي يمكنها أن تشعل نار الاضطرابات في العراق بعد الانتخابات. وأكد العاهل الأردني للصحيفة أن من مصلحة إيران إقامة دولة إسلامية في العراق.

وحذر من احتمال ظهور ما أسماه هلالا شيعيًا جديدًا يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان، من شأنه أن يقلب ميزان القوة التقليدي بين السنة والشيعة ويشكل تحديات جديدة للولايات المتحدة في المنطقة. وقال إن قيام دولة إسلامية في العراق سيخلق مشاكل جديدة لن تنحصر داخل حدود العراق.

ونبه الرئيس العراقي غازي الياور في حديثه مع صحيفة واشنطن بوست إلى التدخل الإيراني في الشؤون العراقية الذي قال إنه يتخذ أشكالا متعددة تشمل المال ومعلومات الإستخبارات وحتى الإدارة اليومية لشؤون المحافظات.
وأكد الياور على ضرورة رفض أي محاولات لتنصيب حكومة إسلامية في العراق، وقال إن العراقيين لن يقبلوا أي حكومة من هذا القبيل لأنهم لم يروا أي نموذج ناجح حتى الآن، حسب تعبيره.

من ناحية اخرى شدد "سكوت ماكليلان" المتحدث باسم البيت الأبيض على ضرورة قيام إيران بدور بناء ومساعد للعراق، وقال تعليقا على ما تردد عن محاولات إيرانية للتدخل في الانتخابات العراقية:

"لقد أعلنت إيران تعهداتها تجاه العراق وأكدت تلك التعهدات في اتفاق شرم الشيخ ونحن نتوقع منهم الالتزام بتلك التعهدات، وقد تحدث المسؤولون العراقيون مع نظرائهم في طهران عن تلك القضايا، ونواصل نحن وغيرنا مطالبة إيران بالتصرف بمسؤولية تجاه العراق فيما يسعى العراقيون لبناء مستقبل مشرق."

ومن جهته قلل نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري اليوم من أهمية التحذير الذي اطلقه ملك الاردن عن مخاوف من هلال شيعي إيراني عراقي في المنطقة منوهًا بأن الشيعة موجودون في مختلف دول العالم وهي طائفة كبيرة يجب تقديرها في العراق خصوصا كونها تعرضت لاضطهاد كبير خلال الحقبة الصدامية السابقة.