أ

قرعة ترتيب اسماء الاحزاب في قوائم الانتخابات
سامة مهدي من لندن: اتهمت المفوضية العليا للانتخابات العراقية قناة "الجزيرة" الفضائية بالسطو الإعلامي، وأشارت إلى أن عملية الاقتراع في الانتخابات العراقية ستبدا من شروق شمس الثلاثين من الشهر المقبل وحتى غروبها في ذلك اليوم وقالت إن اوراق الاقتراع ستكون باللغتين العربية والكردية، وإن حبرا غير مرئي سيستخدم في أصبع المصور منعا للتزوير.

وأوضحت دائرة الناطق الاعلامي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الدكتورفريد أيار أنه لم يعط أى تصريح ولم يوافق على إجراء أية مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية رغم الاتصالات العديدة التي أجرتها القناة معه بهذا الشأن.

وقالت في تصريح صحافي أرسل إلى "إيلاف" اليوم إن ما قامت به قناة الجزيرة قبل أيام من نشر صور عبر شريط مموه للدكتور أيار وإذاعة تصريح بصوته حول الانتخابات في العراق هو "سطو اعلامي" ولايعكس الواقع والحقيقة ذلك لأن التصريح المذكور أعطي لفضائية عربية، غير الجزيرة طبعا، أما نشر الصورة بالشكل الذى نشرت فيه فهو أمر تستطيع القيام به أية قناة تلفزيونية ولايحتاج إلى "حذاقة" إعلامية خارقة .. إن الأمر يتعلق بمجمله بالالتزام بالضوابط الأخلاقية في الأداء الإعلامي أو عدم الالتزام بها.

وأشارت إلى أن القناة اتصلت بالدكتور أيار عدة مرات وكان اخرها يوم 17/12/2004 طالبة منه الموافقة على إجراء مقابلة معه للحديث حول الانتخابات المقبلة في العراق، إلا انه اعتذر عن ذلك ايمانا منه ان مثل هذه المقابلات ومع هذه القناة لن تعطي المردود الايجابي المطلوب للعراق والعراقيين ولا للعملية الانتخابية التي ستجرى في الثلاثين من الشهر المقبل.

وأكدت الدائرة ان موقف الدكتور ايار لن يتغير من قناة الجزيرة طالما ان سياستها لا تتواكب مع مصالح العراق والشعب العراقي وعليها الادراك انها لا تستطيع – مهما ادعت- احتكار الفضاء العربي والعالمي فمجالات نشر الاخبار باتت من السعة والتنوع بحيث لا يستطيع اى جهاز اعلامي مهما كبر الهيمنة والسيطرة على تدفق الاخبار والمعلومات وتبادلها في العالم.

وعلى الصعيد نفسه قالت المفوضية ان عملية ادلاء الناخبين باصواتهم في الانتخابات المقرر اجراؤها في الثلاثين من الشهر المقبل، وهي أول عملية ديمقراطية تحصل منذ اكثر من نصف قرن في العراق ستبدا بعد دقيقة واحدة من شروق شمس ذلك اليوم وتنتهي قبل 33 دقيقة من غروبها.

ورسم الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا للانتخابات الدكتور فريد ايار في تصريح لـ"إيلاف" صورة قلمية لذلك اليوم، فقال إن وقت الاقتراع سيستمر عشر ساعات تبدأ من الساعة السابعة صباحا وتنتهي في الساعة الخامسة من بعد ظهر ذلك اليوم وستتيح هذه الفترة التوثق من تدقيق هويات جميع الناخبين ال 500 المخصصين لكل مركز اقتراع، ولجميع الناخبين امكانية الادلاء بأصواتهم خلال ساعات النهار.

واضاف الدكتور ايار انه سيتعين على الموظفين الانتخابيين ان يكونوا في مراكز الاقتراع قبل الساعة السابعة كما سيتعين عليهم ايضا البقاء بعد وقت اغلاق المراكز لفرز الاصوات . واوضح ان اوراق الاقتراع ستتضمن معلومات عديدة منها :
-اسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق وشعارها .
-الانتخاب الذى تستخدم فيه هذه الاوراق ( انتخاب الجمعية الوطنية، انتخاب مجالس المحافظات او انتخاب المجلس الوطني الكردستاني).
-تعليمات اساسية للناخب بشأن تأشير الورقة.
-اسم كل كيان او ائتلاف سياسيى يتنافس في الانتخابات.
-رمز كل كيان او ائتلاف سياسي يتنافس في الانتخابات.
-رقم يحدد ويمنح بواسطة القرعة التي جرت امس بجانب كل كيان سياسي لتكون تراتبية موقع الكيان في ورقة الاقتراع بموجبه
-اطار او حيز لـ "التأشير" يث يوجه الناخب إلى وضع علامة يشير فيها إلى خياره.

وقال الدكتور ايار انه بغية التمييز بين اوراق الاقتراع للانتخابات الثلاثة في كل مركز اقتراع (من جانب موظفي المفوضية العاملين في المجالين اللوجستي والانتخابي ومن الناخبين انفسهم) فإن اوراق الاقتراع الخاصة بانتخابات مجالس المحافظات والمجلس الوطني الكردستاني والجمعية الوطنية ستطبع على خلفية ذات الوان مختلفة.

وأشار إلى أن اوراق الاقتراع ستتضمن اكبر عدد من العناصر باللغتين الرسميتين (العربية والكردية) ومنها بشكل رئيسي اسم المفوضية والانتخاب الذى تستخدم فيه هذه الاوراق وتعليمات اساسية للناخب بشأن تأشير الورقة، أما تبيان الاسم وأي معلومات اخرى عن كل كيان سياسي في ورقة الاقتراع فسيدون تماما كما قدمتها الكيانات السياسية إلى المفوضية لذا لن تفعل المفوضية سوى نقل اسم الكيان السياسي كما قدمه هذا الكيان دون ترجمة .

وتحدث الناطق الرسمي عن المساعدات التي تقدم لمن يحتاجونها في عملية الاقتراع، فقال ان من لا يستطيعون تأشير ورقة الاقتراع بمفردهم سيحتاجون إلى مساعدة للادلاء بأصواتهم وتتمثل الصعوبة في ذلك بضرورة صيانة سرية الاقتراع ومنع التزوير فيها ومن الواضح في هذا المجال ان الاشخاص المكفوفين او المعوقين ممن لا يستطيعون رؤية ورقة الاقتراع ينبغي ان يتلقوا مساعدة بالاضافة لذلك ولصيانة سرية الاقتراع فانه سوف لن يسمح الا لشخص واحد بمرافقة من يحتاج إلى معونة وراء ستارة التصويت لمساعدته على الادلاء بصوته وهذا الشخص يمكن ان يكون صديقا او فردا من افراد عائلة الناخب او يمكن ان يكون موظفا انتخابيا وبدلا من تحديد ذلك على وجه الدقة سيكون بالامكان ترك هذا الخيار للناخب نفسه.

وأشار الناطق الرسمي ايضا انه لتفادى اى تزوير سيتم تحديد عدد المرات التي يستطيع صديق او احد افراد العائلة ان يساعد فيها اخرين على الادلاء بأصواتهم.

وحول نوع الحبر المفروض استعماله لتحبير اصابع الناخبين للحؤول دون التصويت اكثر من مرة افاد الناطق الرسمي إلى ان هناك نوعين من الحبر احدهما مرئي والاخر غير مرئي تستعمله بعض الدول وهذا يتطلب الكثير من المعدات الاضافية (الاشعة فوق البنفسجية، بطاريات) وقد اختار مجلس المفوضين لهذا الغرض الحبر المرئي الذى له مزايا عديدة اذ انه ليس فقط اسهل استعمالا بمعدات اقل بل يسهم في شفافية العملية ومصداقيتها ذلك لان الكثير من الناس لايؤمنون بالقول ان الناخبين لا يستطيعون التصويت مرتين لان اصابعهم محبرة بل يرغبون في رؤية الاصابع في الكثير من الاحيان وهذا لا يحصل الا بالحبر المرئي

وحول مكان فرز الاصوات اوضح ايار ان مجلس المفوضين درس الخيارات المتاحة وبدا له في النهاية ان عملية فرز الاصوات في مراكز الاقتراع لها محاسن وتتواكب مع الواقع الحالي في العراق فهي اسهل من فرز الاصوات مركزيا ومن السهل التدريب على اجراءاتها ، كما انه لا يجرى نقل الاوراق غير المفروزة وهو امر مرغوب فيه لأسباب امنية فحماية سبعة الاف مركز ايام الانتخاب اسهل بكثير من حماية سبعة الاف واسطة نقل ، كما ان ابقاء الاوراق في مكانها يحقق شفافية للعملية لا تتوفر عندما تنقل اوراق الاقتراع نظرا لعدم امكانية توفير اشراف متواصل على صناديق الاقتراع من قبل المراقبين او وكلاء الكيانات السياسية اثناء عملية النقل.

واوضح ان عملية الفرز في مراكز الاقتراع يمكن ان تنجز في غضون ساعات قليلة من انتهاء عملية الاقتراع وهي بالتالي اسرع بكثير من عملية نقل الصناديق إلى محطات فرز مركزية .

واشار الدكتور ايار في نهاية حديثه إلى اهمية وجود وكلاء الكيانات السياسية والمراقبين الانتخابيين في مراكز الاقتراع لما لذلك من اهمية قصوى لمصداقية الانتخابات وشفافيتها وقال ان المفوضية ستتيح لهؤلاء امكانية دخول مراكز الاقتراع التي يختارونها وانها تضع حاليا – نظرا للاعداد الكبيرة المتوقعة من الكيانات السياسية – خطة تضمن امكانية اطلاع جميع الوكلاء والمراقبين على العملية الانتخابية مع تفادى اى تعطيل لعملية الاقتراع .

مقبرة جماعية بشمال العراق
على صعيد آخر اكد مسؤول عراقي محلي اليوم ان عائلات كردية انتشلت صباح اليوم رفات جثث لاقاربها من مقبرة جماعية عثرت عليها القوات الاميركية امس قرب كركوك.

وقال عبد الله محمود مختار قرية طوبزاوة (10 كلم غرب كركوك) "اكثر من 20 عائلة غالبيتها من الاكراد انتشلت بقايا جثث اقاربها من المقبرة الجماعية التي اكتشفت الاثنين". واضاف "تضم المقبرة عشرات الجثث من الذين قتلهم النظام السابق عام 1991 في هذه المنطقة التي كان يقطنها اكراد وتركمان".

وتقيم في طوبزاوة حاليا نحو 250 عائلة غالبيتها الساحقة من الاكراد. وكان متحدث عسكري اميركي قد اعلن امس ان مواطنين عراقيين عثروا على مقبرة جماعية تضم رفات حوإلى 50 شخصا قرب كركوك.

وقال السرجنت روبرت كوينز للصحافيين ان "الجنود فرضوا طوقا حول المكان وقدروا عدد الجثث التي طمرت هناك بحوإلى الخميسن". وقد عثر مقاول عراقي في وقت سابق على مقبرة جماعية تضم رفات حوإلى 500 شخص بينهم اطفال ونساء قرب مدينة السليمانية في اقليم كردستان في 13 الحالي.

يذكر بان سلطة التحالف بقيادة الولايات المتحدة احصت في اذار/مارس 259 مقبرة جماعية تضم نحو 300 الف جثة لاشخاص قضوا على يد النظام البعثي او خلال الحروب التي خاضها العراق بعد تسلم صدام حسين مقاليد الحكم عام 1979. وحتى الان، لم يتم تحديد حجم من قتلهم النظام البعثي رغم ان بعض الجهات تقدرهم بنحو مليون نسمة.