نبيل شـرف الدين من القاهرة: في الوقت الذي قرر فيه مساء اليوم الخميس المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام المصري إخلاء سبيل 10 متهمين من الأقباط المتهمين في أحداث التظاهر والشغب في مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة، فقد شهدت إحدى قرى محافظة المنيافي صعيد مصر أحداثاً طائفية قتل خلالها شخص وأصيب اثنان، وقال بيان أصدرته وزارة الداخلية إن عددا من مواطني قرية "دمشاو هاشم" في المنيا تجمهروا معترضين على خلفية شائعات انتشرت في البلدة عن اعتزام اثنين من المسيحيين ببناء منزل مملوك لهما في القرية تمهيدا لتحويله إلى كنيسة من دون تصريح من السلطات .
ومضى البيان الأمني قائلاً إن المتجمهرين قذفوا المبنى المشار إليه بالأحجار فبادر رجال الشرطة المحليون إلى اطلاق أعيرة نارية فى الهواء بهدف تفريق التجمهر، إلا أن ثلاثة من المتجمهرين أصيبوا وتوفي أحدهم، وانتقلت قوات الأمن إلى القرية، وسيطرت على الموقف، كما ألقت القبض على ثلاثة وعشرين شخصاً ممن تزعموا الاثارة والتحريض، وتباشر النيابة التحقيق في الحادث وملابساته .
أما في القاهرة فقد قرر النائب العام المصري إطلاق سراح عشرة متهمين في الأحداث التي وقعت نهاية الشهر الماضي اثر ما تردد عن إسلام زوجة أحد الكهنة وذلك بضمان مالي قدره مئة جنيه لكل منهم، بينما قرر استمرار حبس 11 متهما اخرين لحين النظر في امر تجديد حبسهم الاسبوع المقبل .
ووفقاً لمصدر قضائي فقد استند قرار الافراج الى انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي حيث اصبح غير متوافر الشروط باعتبار ان التحقيقات في القضية قاربت على الانتهاء، مع الإشارة إلى أن النائب العام كان قد قرر في 21 كانون الأول (ديسمبر) الحالي اخلاء سبيل 13 متهما آخرين في هذه القضية من بينهم 9 طلبة و4 أحداث دون السن القانونية .
والمتهمون المخلى سبيلهم اليوم هم كل من: بنين شنودة بطرس، شادي لطيف،اشرف صبحي، عماد يونس، جورح شوقي،عاطف لطفي، جبرائيل متياس، ميلاد متى، اليسع فتحي وشادي مجدي.
تجدر الإشارة إلى ان بناء أماكن العبادة المسيحية مسألة بالغة الصعوبة في مصر، خلافاً للمساجد التي لا تتطلب أي إجراءات، إذ أن قانونا يعرف باسم "الخط الهمايوني" يرجع للعصر العثماني يخضع بناء الكنائس لاذن خاص من أرفع مستويات الحكومة، وبعد سلسلة معقدة وطويلة من الإجراءات يجري خلالها استطلاع آراء وتقديرات عدة أجهزة أمنية وحزبية ومحلية وغيرها .
وحسب الأرقام الحكومية فإن عدد الأقباط المسيحيين يبلغ أكثر قليلاً من ستة ملايين، فيما يؤكد الأقباط أنفسهم أن عددهم لا يقل عن عشرة ملايين من أصل 62 مليوناً، يعيش أكثرهم في مناطق الصعيد مثل المنيا وسوهاج وأسيوط .