محمد الخامري من صنعاء: أكد مصدر مسؤول في لجنة الوساطة التي شكلها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لحل الأزمة بين الحكومة اليمنية والزعيم الديني حسين بدر الدين الحوثي الذي تطارده السلطات منذ مايقارب الشهرين في جبال مران محافظة صعده (240 كيلو مترا شمال العاصمة صنعاء) أن هناك أطرافا عسكرية عملت على إفشال وساطتهم بالقوة، مشيرا إلى أن اللجنة تشهد انقسامات حادة فيما بينها.

وأضاف المصدر في اتصال مع "إيلاف" أن اللجنة الخماسية التي التقت الحوثي مؤخرا عادت إلى مركز محافظة صعده بالأخبار المبشرة بالتزامه بقبول الوساطة، وكان انجازا مهما بالنسبة للجنة قبول الحوثي لمبدأ الحوار، وشكلت على اثر هذه الأخبار لجنة أخرى للذهاب إليه وبدء الحوار والتفاوض معه برئاسة العلامة محمد بن محمد المنصور، مفتي الجمهورية، ووصلت إلى مديرية حيدان، وحدد المكان الذي سيتم اللقاء فيه في احد الجبال الوعرة على أن تنتقل اللجنة إليه بطائرة هيلكوبتر، ولم يتبق شئ من الترتيبات اللازمة لانتقال اللجنة، إلا أن اللجنة فوجئت بطائرات هليكوبتر عسكرية من طراز أباتشي تقصف المكان الذي تم الاتفاق عليه، "الأمر الذي جعل الحوثي يتوجس من اللجنة ووساطتها ويعتبرنا في حكم الخونة"، حسب المصدر.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه تبعا للأوامر الصارمة من الدولة بعدم التواصل والتصريحات للوسائل الإعلامية، إن اللجنة الموسعة الموجودة حاليا في محافظة صعده تشهد انقساما حادا بين أعضائها، حيث ترى مجموعة كبيرة من شخصيات اللجنة أن اللجنة قد فشلت في تحقيق وساطتها "بفعل فاعل" وضرورة رجوعها إلى صنعاء لتقديم تقريرها للرئيس صالح الذي شكل اللجنة، بينما يرى بقية الأعضاء أن اللجنة إلى الآن لم تفشل وان هناك عضوين منها في مديرية حيدان( محمد الخاوي وصالح الوجمان)، وربما يحققان تقدما في مفاوضاتهما مع القادة العسكريين بإيقاف التحركات العسكرية ومحاولة الالتقاء بالحوثي مجددا لنقل الصورة إليه.

وكان أحد أعضاء لجنة الوساطة من قيادات الحزب الحاكم قد اعترف بفشل اللجنة في التوصل إلى أي حل مع الحوثي، وأن الخيار العسكري أصبح الخيار الوحيد للتعامل معه.

وأفادت الأنباء الواردة من صعده ان القوات الحكومية شارفت على السيطرة على جبل الحكمي المتحصن فيه الحوثي وأنصاره

اكثر من 40 قتيلا في المواجهات بين الجيش اليمني وانصار الحوثي
هذا واعلنت مصادر عسكرية اليوم ان حوالى 42 شخصا قتلوا واصيب 80 اخرون بجروح خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة في مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني وانصار الداعية اليمني المتطرف حسين بدر الدين الحوثي في شمال غرب البلاد.

وقالت هذه المصادر ان الجيش اليمني استأنف "قصفه لمعاقل المتمردين التابعين لحسين بدر الدين الحوثي في جبال مران شمال غرب اليمن على اثر فشل لجنة مساعي الفرصة الاخيرة التي كلفها الرئيس علي عبد الله صالح اواخر الاسبوع الماضي اقناع الحوثي واتباعه بتسليم انفسهم الى السلطات". واضافت ان المواجهات اسفرت عن سقوط حوالى 42 قتيلا و80 جريحا في صفوف الجانبين.

واكد مصدر عسكري في مران طلب عدم الكشف عن هويته ان "أعدادا كبيرة من أتباع الحوثي استسلموا لقوات الجيش خلال المعارك التي اندلعت بعد فشل الوساطة فيما سقط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين".
وقال شهود عيان في المنطقة لوكالة فرانس برس ان قوات الجيش تمكنت خلال المعارك العنيفة التي دارت مع اتباع الحوثي خلال ال24 ساعة الماضية، "من اقتحام جبل الشرف والتقدم إلى وسط جبل الحكمي أعلى قمة في جبال مران وتطويق آخر المعاقل التي يتحصن فيها حسين الحوثي ومن تبقى من أتباعه". وتوقعت مصادر عسكرية أن يتم "إنهاء التمرد خلال وقت قصير مع اقتراب قوات الجيش من المعاقل الأخيرة للحوثي".