أسامة مهدي من لندن: رفض رجل الدين مقتدى الصدر الليلة استقبال وفد الوساطة المرسل من المؤتمر الوطني العراقي الموسع وسط تصريحات متباينة من مساعديه عن سبب هذا الرفض وسط تكهنات بان يكون اللقاء غدا حيث اشترط الصدر ابتعاد القوات الاميركية عن مقام الامام علي فاندلع القتال في المدينة مجددا وبما ينذر بشن هجوم جديد شامل في المدينة ضد مسلحي جيش المهدي التابع للصدر .


وابلغ عضو في المؤتمر العراقي الموسع يتابع نشاطات الوفد " ايلاف " من بغداد الليلة ان الاعضاء الثمانية المكلفين بالوساطة برئاسة السيد حسين الصدر عميد ال الصدر ومن اقارب مقتدى الصدر الذي وصل الى النجف عصر اليوم جابه اول مشكلة لدى وصوله بطائرة اميركية عسكرية تمثلت في اختيار مكان لاجتماعه مع الصدر او من يمثله .


واوضح ان الصدر كان يريد عقد الاجتماع في مكتبه بالمدينة القديمة لكن الوفد اصر على الاجتماع في مكان محايد وفعلا اجتمع مع ممثلين عن الصدر في منزل عمار الحكيم نجل رئيس المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية في العراق السيد عبد العزيز الحكيم واشار الى ان الوفد سلم ممثلي الصدر نداء السلام الذي اصدره المؤتمر العراقي لنزع فتيل الازمة في المدينة .


واضاف ان الوفد غادر النجف وهو يشعر بخيبة امل لعدم استقبال الصدر له تحت ذريعة استمرار العدوان الاميركي واحتلاله للمدينة . وقد ذكرت تقارير صحافية اثر ذلك ان القتال قد تجدد في المدينة الليلة بين مسلحي جيش المهدي التابع للصدر والقوات العراقية وقالت ان الوفد انتظر ثلاث ساعات ولم يتمكن من الاجتماع بمقتدى الصدر.


وفيما قال حيدر الطرفي المتحدث باسم مقتدى الصدر إن رجل الدين الشاب كانت لديه تحفظات بشأن أعضاء الوفد وأضاف أن الصدر اعتبر هذا الوفد "حاملا لرسالة وليس وفد تفاوض يمتلك الصلاحيات الكافية" اعلن احد مساعدي رجل الدين المتشدد ان الصدر لم يتمكن من المجيء الى الصحن العلوي للقاء الوفد لان الطريق الى الضريح خطرة "بسبب استمرار العدوان الاميركي" مشيرا الى ان الصدر ليس موجودا في الصحن العلوي .


لكن رئيس الوفد حسين الصدر قال في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "شعرنا ان الاستقبال الذي لقيناه في مكتب مقتدى الصدر كان ايجابيا. . لقد اكدوا لنا انه لا يرفض ما يأتي من المؤتمر الوطني. . على كل حال لقد وصلت الرسالة اليه ونأمل ان تكون هناك ظروف اكثر ملائمة للقائه".


وضم الوفد انور عجيل الياور ابن عم الرئيس العراقي غازي عجيل الياور وعقيل عبد الكريم الصفار القيادي في حزب الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اضافة الى امراتين هما رجاء حبيب الخزاعي العضو السابق في مجلس الحكم المنحل واخرى هي خالة مقتدى الصدر اضافة الى ممثلين عن المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة والعشائر .


وكان برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي هدد ليلة امس في كلمة له في المؤتمر بان رفض مقتدى الصدر لمبادرة وفد الوساطة يعني انه لن يعود امام الحكومة الا شن هجوم على جيش المهدي معربا عن امله في ان لايصل الامر الى هذا الحد . وقال "نأمل بان يوافق والا فان الحكومة ستضطر باسم الشعب وتطبيقا لقرارات المؤتمر للتحرك اذ لا يمكن الابقاء على ميليشيا لا تحترم القانون".


واشار السيد حسين الصدرالى ان الوفد حمل مقترحات الى الصدر تتضمن اخلاء صحن الامام علي بن ابي طالب مع ضمان سلامته وانصاره بعدم الملاحقة وضمان توجههم الى اي بقعة في النجف من دون اخراجهم منها اضافة الى تحويل جيش المهدي الى حزب سياسي يشارك في العملية السياسية الجارية الان ورفض وجود اي مليشيات مسلحة وقال ان اي دولة متقدمة في العالم لاتقبل رفع السلاح بوجهها .


وتزامن سفر وفد الوساطة مع اشتباكات اندلعت بين القوات الأميركية وميليشيا الصدر في المدينة اليوم حيث تم طرد مقاتلي الصدر من خمسة احياء في المدينة القديمة المحيطة بمقام الامام علي. وقالت الحكومة إن أفراد جيش المهدي المتحصنين حول مرقد الإمام علي اشتبكوا مع قوات أميركية تساندها الدبابات.


وقد هدد مدير شرطة النجف اليوم باقتحام ضريح الإمام علي وقتل من فيه من المسلحين إذا رفض أفراد ميليشيا السيد مقتدى الصدر إلقاء أسلحتهم ومغادرة الضريح الذي يتحصنون بداخله. وقال غالب الجزايري الذي أشار إلى اختطاف والده على أيدي الميليشيا من البصرة إن جيش المهدي يستهدف الشرطة في النجف بشكل مستمر.


وتوقعت مصادر عراقية ان يؤدي رفض الصدر استقبال وفد الوساطة الى اندلاع القتال بشكل واسع وشن هجوم شامل على المدينة لطرد عناصر جيش المهدي منها واعادة السيطرة عليها وانهاء الاوضاع المضطربة التي تعيشها منذ اشهر .