نبيل شـرف الدين من القاهرة: يلتئم في مدينة زيورخ السويسرية اعتباراً من يوم الثالث والعشرين وحتى الخامس والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) الحالي، أول منتدى يضم ممثلي الأقباط الأرثوذكس في شتى أنحاء العالم، برعاية منظمة منظمة التضامن المسيحي، التي تتخذ من زيورخ مقراً لها، واتحاد منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، يناقش خلالها المجتمعون عدداً من القضايا ذات الصلة بالشأن القبطي في مصر، ويشارك فيه عدد من الباحثين والإعلاميين المسيحيين والمسلمين من شتى أنحاء العالم، من المهاجر الأميركية والكندية وأستراليا إضافة إلى نشطاء ووممثلين لمنظمات أهلية قبطية في العديد من البلدان الأوروبية، فضلاً عن مصر.

وبينما احتج ممثلو الأقباط على وصف إحدى الصحف المصرية الحكومية للمؤتمر بأنه "صهيوني"، مؤكدين أنه مصري قبطي مائة بالمائة، ولا صلة له بأي بلد آخر غير أنه يعقد في الخارج، فقد اعترضت أيضاً الكنيسة المصرية على ما أسمته "تدخل لجنة الحريات الدينية في الكونغرس الأميركي في الشؤون الداخلية لمصر"، في أعقاب صدور تقرير الحريات الدينية عن الخارجية الأميركية، الذي وصفته بأنه "يخدم أهداف ومصالح أميركا، التي تحولت بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) إلى أداة للتدخل والسيطرة ولهذا فنحن نرفضها جملة وتفصيلاً"، وفق مصدر كنسي رفيع في القاهرة تحفظ على ذكر اسمه.
ويرى باحث قبطي مرموق أن مصطلح (اضطهاد) يعني ـ في تقديره ـ القتل في الشوارع وسلب الاموال، لافتاً إلى أن هذا "غير موجود، بل وغير وارد حالياً"، مشيراً إلى أن المطلوب هو المشاركة السياسية للاقباط، واحساس الاقباط بانهم يشاركون في صنع القرار في مصر، كذلك ينبغي اعطاء الحرية كاملة لبناء الكنائس واصلاحها وترميمها كما هو وارد في الدستور، معتبراً أن ما يسوقه بعض أقباط المهجر كمثال على ما يعتبرونه (اضطهاداً) كحوادث قتل "كانت تتم منذ سنوات مضت لبعض الأشخاص الاقباط على يد جماعات الإرهاب لا يمثل قرينة، فأقباط مصر يعلمون جيدا ان قتل البعض في الكنائس بالصعيد لم يكن المقصود الاقباط في حد ذاتهم، وانما المقصود احراج الحكومة المصرية"، على حد تعبير الباحث القبطي، الذي يؤكد أن "الذي يمارس في مصر ليس اضطهادا، لكن مسماه الدقيق هو (التمييز)، وهو ما يعني وجود مناخ سياسي واجتماعي سلبي يعاني منه الجميع، وتنبغي معالجته معاً، ومن الخطر ان نبدأ في اتهام بعضنا البعض".