برلين: أعلن وزير داخلية إقليم برلين أن المؤتمر العربي الإسلامي الذي كان مزمع عقده في برلين مطلع الشهر المقبل منع لأن النداءات التي وجهها المنظمون له تخطت الحدود المسموح بها في ألمانيا. وسبق ذلك أن المنظمين أنفسهم وضعوا في موقع المؤتمر كلمة " ملغى" بالخط العريض باللغة الإنجليزية وعبارة الموقع في حالة تغيير وتطوير، نأسف لكل إزعاج قد تم دون معلومات أخرى. ومما دفع إلى الاعتقاد منذ ليلة أمس بأن الإلغاء وارد تصريح أدلى به لغبريال ضاهر أحد منظميه بأنه ليس في وضعية تمكنه من التحضير للمؤتمر. ويأتي هذا التصريح بعد اعتقال شرطة حرس الحدود للمنظم الآخر اللبناني فادي ماضي السبت الماضي في مطار برلين وسحب إقامته من ألمانيا وترحيله إلى لبنان في نفس الليلة.

لكن تسفير ماضي وتنصل ضاهر من المسؤولية أرخى ظلالاً يدعو إلى الاهتمام وفتح الباب على جوانب تستحق البحث والتنقيب عن خلفية كل ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية. إذ يبدو أن فادي ماضي كما زميله ومجموعة من العرب يريد البروز سياسيا في ألمانيا. فبعد عقد مؤتمر في برلين الصيف الماضي أعلنوا فيه عن تأسيس ما يسمى بالحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الأمريكية والصهيونية، مع وضع خطة عمل لمساندة الشعبين الفلسطيني والعراقي.

ولم يكتف ماضي بعمله بل توجه إلى بيروت والتقى هناك بعدد من السياسيين لهم توجهات معينة حثهم على المشاركة في المؤتمر، ووصلت بالطبع كل المعلومات إلى الجهات الألمانية المختصة، وبدلا من استقبال الرفاق له في مطار برلين عند عودته استقبلته مذكرة توقيف وترحيل وقول وزير داخلية إقليم برلين" لا مكان لكل أجنبي لا يحترم القوانين الألمانية ويطلق شعارات التحريض ضد أي دولة انطلاقا من الأراضي الألمانية"، وكان المقصود بذلك الشعارات التي رفعت عند الإعلان عن المؤتمر مثل المقاومة العراقية هي الممثل الشرعي للشعب العراقي ولها حق المقاومة بالأشكال المشروعة والمطالبة بعدم التعاون مع قوات الاحتلال الأمريكية والصهيونية في العراق بأي شكل من الأشكال ووجوب تحرير فلسطين من مغتصبيها،كل ذلك أصاب العصب الحساسية لدى برلين الذي لجأت إلى وصف المؤتمر بأن تجمع لإسلاميين متشددين.

لكن الموقف الألماني غير واضح هو نفسه فعقب ترحيل ماضي سأل متحدث باسم الحكومة عن نوع المعلومات المتوفر التي تؤكد مشاركة متطرفين إسلاميين اكتفى بالقول بأن المؤتمر يدعو إلى مقاومة مسلحة وتحرير الأراضي المحتلة عبر القتال ضد الولايات المتحدة والصهيونية المسيطرة ، وموقف وزير الداخلية شيلي لم يتغير ويريد تعطيل المؤتمر لأن خلفيتة متشددة.

وما يلفت النظر اليوم ما ورد في عدد من الصحف اليوم اتضح بعد تفحص خلفية المنظمين والشعارات التي نشروها في موقعهم أنها غير إسلامية متشددة إنما قومية عربية ويبحثون عن تعاضد مع المنظمات الإسلامية التي تنصلت من مؤتمره بدلا من مساندته.