اتهم احمد مراني القيادي المنشق من صفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ منذ حزيران( يونيو( عام 1991، عباسي مدني زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالكذب، بعد التصريحات التي أدلى بها إلى برنامج تلفزيوني .

واتهم مدني من خلالها قياديين بارزيين في جبهة الإنقاذ على رأسهم بشير فقيه واحمد مراني والهاشمي سحنوني، وكلهم أعضاء في المجلس الشوري الوطني، بالعمالة للنظام، وقال مدني إن هناك عناصر مدسوسة من طرف المخابرات الجزائرية في صفوف اكبر حزب معارض في البلاد، واتهم مدني بالاسم بشير فقيه الذي توفي في ظروف غامضة في حادث سير بمدينة وهران الواقعة بالغرب الجزائري مطلع التسعينات، كما اتهم مدني كل من استفاد من ترقية أو مركز هام في الدولة، في إشارة إلى سعيد قشي واحمد مراني، الذي تولى كل واحد منهما منصبا هاما في حكومة سيد احمد غزالي، الأول حمل حقيبة التكوين المهني، ثم عين دبلوماسيا في سفارة الجزائر بالمملكة العربية السعودية ولقي حتفه في حادث سير ، أما الثاني فقد عين مستشارا في ديوان غزالي قبل أن يتحول إلى حقيبة الشؤون الدينية والأوقاف، وعند إنشاء الغرفة الثانية تم تعيين مراني في الثلث الرئاسي من طرف الرئيس اليامين زروال وبقي إلى عهدة بوتفليقة الأولى حيث غادر المجلس بعد التجديد النصفي لهياكله نهاية العام الماضي.

وقال مراني في اتصال مع إيلاف ، إن تصريحات مدني متناقضة، باتهامه المخابرات بالفتنة أو ضلوعهم في الأزمة الدموية التي عصفت بالبلاد منذ توقيف المسار الانتخابي في كانون الثاني (يناير) 1992، بقوله إذا كنا نحن الثلاثة ضد العنف، وإراقة دماء الجزائر بعد أن اتهم هذا الثلاثي بالعمالة للمخابرات، في إشارة إلى تنقل الثلاثي مراني وفقيه وسحنوني، إلى مقر مبنى التلفزيون الجزائري للتحذير من "خطر عباسي على الإسلام والمسلمين" على حد تعبير بشير فقيه، فان اتهام عباسي مدني للمخابرات بإشعال نار الفتنة باطلة، ويضيف مراني قوله" ففي هذه الحالة فان عباسي مدني هو الذي عمل لصالح المخابرات، والتاريخ برهن من كان ضد العنف أو من كان مع العنف"، في تلميح مباشر إلى مسؤولية عباسي مدني في الأزمة التي هزت الجزائر، بعد أن أصر على مواصلة الإضراب السياسي، الذي كان الشرارة الأولى لانفجار الوضع في البلاد، بالرغم من دعوة قياديين في الحزب إلى التعقل والتزام الحكمة.

كما استغرب مراني تناقض عباسي مدني عندما فاجأه وزير الداخلية على حد تعبيره بكتاب "العصيان المدني"، الذي ألفه سعيد مخلوفي، عضو القيادة السياسية لجبهة الإنقاذ، والرجل الأول أثناء انفلات الوضع في الحركة الإسلامية المسلحة ثم المسؤول الأول في حركة الدولة الإسلامية المسلحة التي أسسها رفقة عبد القادر شبوطي، عندما نفى عباسي مدني أمام وزير الداخلية علمه بهذا الكتاب، و أعتبر محاولة نسب هذا الكتاب إلى أدبيات جبهة الإنقاذ، في خطوة نحو تحرش المخابرات بحزبه، وتحول الكتاب أثناء الإضراب السياسي إلى وسيلة توجيه وتصعيد للأحداث في مواجهة السلطة، وبالرغم من إنكار عباسي مدني علمه بهذا الكتاب، إلا انه لم يتخذ إجراءات عملية في نشره وتوزيعه بين قواعد حزبه كما يلومه رفقاءه.

وحمل احمد مراني، عباسي مدني، زعيم الجبهة الإسلامية الذي اختار مغادرة الجزائر واللجؤ إلى منفى اختياري له بدولة قطر فور انتهاء فترة العقوبة في يوليو /تموز من العام الماضي بدعوى العلاج،" مسؤولية الوضع الذي الت إليه البلاد بعد عقد من جنون عباسي مدني، وجماعته" على حد قوله.