عبد الرحمن الماجدي من أمستردام:تأكدت الانباء التي تضاربت ظهر اليوم عن اعتقال نائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري في مزرعة بين تكريت والدور شمال بغداد من قبل قوات عسكرية عراقية ساندتها قوة جوية اميركية بعد ان اتضح وجود مساعدين له يقدرون بين 150 و 200 حاولوا الحؤول دون اعتقاله الذي جاء نتيجة عملية استخبارية طويلة حيث تناهت انباء قبل ايام عن زيارته لاحدى المستشفيات في تكريت لاستبدال دمه حيث يعاني من مرض اللوكيميا. اذ اكد عصر اليوم وزير الدولة العراقي لشؤون الدفاع قاسم داود نبأ الاعتقال في نفس المكان بين الدور وتكريت. وقال ان الدوري وصدام حسين سيحاكمان قبل اجراء الانتخابات اول العام القادم. وكانمسؤولون في وزارة الدفاع العراقية ادلوابتصريحات دون الاشارة لاسمائهم لصحفيين في بغداد عن اعتقال الدوري الذي قالوا انه في حالة صحية سيئة وقد تم اعتقال عدد من مرافقيه وقتل مايقارب 70 مسلحا من منهم. وكانت مصدر عسكري اميركي صرح بعدم وجود الدوري في قبضتهم دون ان ينفي او يؤكد نبأ الاعتقال الامر الذي جعل بعض وكالات الانباء تشكك في الخبر غير ان رئيس الحرس الوطني في كركوك (250 كلم شمال بغداد) اللواء انور حمد امين قال لوكالة فرانس برس انه "تلقى تقريرا من وزارة الدفاع يفيد ان عزة ابراهيم الدوري قد اعتقل مساء السبت خلال عملية قام بها الحرس الوطني في تكريت بدعم من جنود اميركيين ومروحيات عسكرية اميركية".واضاف "ان صحته سيئة للغاية". فيما قال العميد احمد خلف سلمان قائد الحرس الوطني في المنطقة الوسطى من العراق لوكالة فرانس برس "ان قواتنا لم تشارك في اي عملية ولم تعتقل عزة ابراهيم وليس لدينا اي معلومات حول هذا الموضوع". وخلص الى القول "لم تشارك اي فرقة او وحدة من الحرس الوطني في هذا الامر". وقال العقيد عدنان عبد الرحمن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان الدوري "اعتقل على ايدي الحرس الوطني العراقي في منطقة بين الدور وتكريت. وكان في عيادة يخضع لعملية نقل دم بسبب اصابته بسرطان الدم" مضيفا ان "العديد من انصاره كانوا الى جانبه وحاولوا الدفاع عنه".
واضاف المسؤول ان "المعلومات الاولية تفيد بان حوالى 70 شخصا وقعوا بين قتيل وجريح في الاشتباكات" من دون المزيد من التفاصيل.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس في تكريت ان الجنود الاميركيين قاموا بحملة مداهمات مساء السبت في منطقة تقع على بعد خمسة كيلومترات شرق تكريت حيث تقيم الزوجة الثالثة للمسؤول العراقي السابق.ويعتبر الدوري احد الصناديق السوداء في مجموعة الرئيس العراقي السابق صدام حسين لاقترابه طوال فترة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في العراقي من صدام حسين حيث عرف عنه تبعيته له وتنفيذه كل اواره دون نقاش. ويتهم بمساهمته بالتوقيع على اومر قصف حلبجة باسلحو كيمياوية وابادة انتفاضة الجنوب عام 1991.

وقال الدكتور وائل عبد اللطيف وزير الدولة لشؤون المحافظات(تم اخذ عينات من دمهبعد ان قال الدوري ان اسمه عزة ابراهيم العبيدي. وتسود حالة من الابتهاج في الاوساط الشعبية والرسمية العراقية. وكانت خبر الاعتقال ورد فجر اليوممن مواقع الكترونية عراقية.

وقد اتهمت القوات الاميركية الدوري بقيادة وتمويل العمليات المسلحة في العراق ضد القوات الاميركية والمسؤولين والجنود والشرطة العراقيين. وكان الدوري قبل اشهر قد اعلن بيعته لابي مصعب الزرقاوي للعمل معه في الساحة العراقية. وكان الدوري يترأس اللجنة الرباعية التي تضمه وعلي حسن المجيد وطارق عزيزوطه ياسين رمضان وقد تم القاء القبض عليهم جميعاحيث كانوا موضع ثقة صدام حسين في قراراته المهمة. وشاعت انباء عن انتقال الدوري خارج العراق او وفاته لكن اتضح انه لم يخرج من العراق وبقي يتنقل في مناطق المثلث السني.

من جانب اخر القي القبض على عبد الجبار الكبيسي رئيس التحالف الوطني العراقي اثناء قدومه للعراق عبر الاردن. حسب بيان للتحالف استلمت ايلاف نسخة منه يهدد القوات الاميركية باطلاق سراحه. وقال البيان: لقد تم إلقاء القبض على عبد الجبار الكبيسي رئيس التحالف الوطني العراقي صبيحة اليوم الجمعة الموافق للرابع من ايلول سبتمبر للعام 2004 م على يد القوات الأمريكية التي استخدمت طائرتين هيليكوبتر وعربات هامفر و قوات عسكرية محتلة".

" وكان الكبيسي أحتجز جواز سفره في عمان العاصمة الأردنية و ذلك لمدة أسبوع كامل، أثناء مروره من فرنسا إلى العراق، حيث أنه قد ترك باريس يوم 26 آب ووصل عمان في اليوم نفسه، واستبقي فيها حتى الاثنين الماضي الأمر الذي يشير إلى الأبعاد العملية للتنسيق الأمني بين سلطة أياد علاوي الإدارية والمخابرات الأردنية و جهاز المخابرات الأمريكية السي آي إيه. إنَّ التحاف الوطني العراقي يحذر كل مًن يعنيه الأمر أنَّ الحفاظ على سلامة المناضل الكبيسي تعد الفيصل الأساس لتقويم أي موقف سياسي. وقد أعذرَ مَنْ أنذر".

وكان الكبيسي يشغل عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي يقيم في دمشق حتى العام 1996 حيث سافر لباريس التي اسس فيها التحالف الوطني العراقي مع عوني القلمجي وفاضل الربيعي ومحمد جواد قد زار بغداد قبيل سقوط نظام صدام حسين وأعرب عن وقوف تنظيمه مع النظام العراقي ضد التغيير الذي اطاح بنظام البعث العراقي عام 2003. وقد زار الكبيسي العراق العام الماضي محتميا بقبيلته الكبيسات الموجودة غرب العراق في محافظة الرمادي. ولم يصدر أي تصريح او بيان عراقي باعتقاله.

عسكريا استمرت المواجهات العنيفة في مدينة تلعفر غرب الموصل شمالا بعد يومين من المواجهات في المدينة ذات الاغلبية التركمانية الشيعية حيث استخدمت القوات الاميركية طارات مقاتلة ومروحية بالاضافة الى قوات برية تساند افراد قوات الحرس الوطني العراقي الذي يطارد مسلحين مجهولين يتخذون من وسط المدينة مخابيء لهم الامر الذي تسبب في سقوط عدد كبير من الجرحى والقتلى من المدنيين، حيث قتل اليوم شخصان وجرح تسعة اخرون. واضطر معظم سكان تلعفر الى مغادرتها هذا اليوم بعد يأسهم من هدوء المعارك فيها وخشية على حياتهم. وتتهم القوات العراقية والاميركية متسللين عبر الحدود العراقية السورية بالتحصن في المدينة. وكان 13 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 58 اخرين بينهم طيارا مروحية اميركية اسقطها المسلحون، في معارك شوارع عنيفة جرت السبت على مدى ست ساعات بين القوات الاميركية والمسلحين في وسط تلعفر.

وفي اللطيفية جنوب بغداد استمر حصار قوات الحرس الوطني والشرطة بمساندة من القوات الاميركية للمدينة لليوم الثاني على التوالي ضمن خطة تستمر اسبوعا وقد تم اعتقال اكثر من 200 مسلحا في المدينة التي يتخذها مسلحون متشددون معقلا لهم لقطع الطريق بين بغداد والنجف وتسببوا بمقتل وخطف العشرات.

في مدينة الصدر حاصرت القوات الاميركية عدد من قطاعاتها لاعتقال مطلوبين وحاول الاليات الاميركية التوغل في حارات المدينة الضيقة ليل امس لكنها تراجعت لضيق الحارات وخشية من اندلاع مواجهات مسلحة حسب مافاد به لايلاف شهود عيان اتصلت بهم ابلاف صباح اليوم هاتفيا. واكتفت الاليات الاميركية بمحاصرة تلك القطاعات التي يعتقد بحيازة المطلوبين فيها اسلحة متوسطة وخفيفة.

من جانب اخر مازالت قيادات التيار الصدري تعكف على بلورة خطة سياسية تدخل بها العملية السياسية في العراق والمشاركة في الانتخابات المؤمل اجرائها اول العام القادم. وكان السيد حازم الاعرجي احد مساعدي الصدر ببغداد قال امس ان العمل جار لتشكيل حركة سياسية و لوضع اسم للحركة وتسمية القيادات وووضع نظام داخلي نافيا حل جيش المهدي الذي وصفه بالجيش العقائدي.

من جانب اخر صرح المتحدث باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم اليوم الاحد بأن قيادة المجلس تجري مشاورات مع الاحزاب الشيعية لوضع آليات للتحالف استعداداً للانتخابات العامة التي ستجرى في البلاد مطلع العام المقبل. ونقلت صحيفة الصباح الجديد البغدادية اليوم الاحد عن رضا جواد تقي أن "المجلس الاعلى اجرى مشاورات مع حزب الدعوة الاسلامية برئاسة الدكتور ابراهيم الجعفري لوضع آلية لاجراء تحالف وانصهار الاتجاهين في اتجاه واحد استعداداً لانتخابات العامة المقبلة". وأضاف تقي "المجلس يتجه الان الى اجراء ائتلاف مع التيار الصدري بالزعامات التي لا يمثلها مقتدى الصدر وخاصة حزب الفضيلة والتيار الصدري الذي يقوده محمد اليعقوبي فضلاً عن ان هناك افكارا للتحالف مع حزب الدعوة تنظيم العراق". وأوضح المتحدث أن "هذه المشاورات تأتي في اطار وضع آليات وتحالفات تمهيداً لاجراء انتخابات عامة في البلاد أوائل العام المقبل".

وفي النجف خرج الف متظاهر اليوم الاحد في شوارع هذه المدينة مطالبينبرحيل الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر عنها مع عناصر"جيش المهدي" التابعة له.واطلق المتظاهرون هتافات تندد بجيش المهدي الذي وصفوا عناصره ب"اللصوص". ولم تسمح لهم الشرطة بالتوجه الى وسط المدينة القديمة حيث يوجد مكتب مقتدى الصدر.
وكان حي المدينة القديمة في النجف تعرض لدمار كبير الشهر الماضي اثر معارك ضارية نشبت بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وميليشيات الصدر من جهة ثانية.وهتف المتظاهرون "صبحة لها ولدان، مقتدى وصدام" في اشارة الى والدة صدام حسين.وكانت جرت تظاهرة اخرى ضد مقتدى الصدر الجمعة قرب مرقد الامام علي في النجف. واتهم مقربون من مقتدى الصدر السيد صدر الدين القبانجي ومنظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بتنظيم المظاهرة جاء ذلك في اتصال لهم مع ايلاف اليوم واضافوا ان مندوبين من مكتب الصدر اتصلوا بمكاتب الاحزاب العراقية والمراجع في النجف لثنيهم عن المظاهرة او منعها خشية الفتنة على حد تعبيرهم.

وفي الكوت جنوبا هاجم مسلحون مجهولون مقر الجبهة الوطنية لعشائر العراق / المركز العام في مدينة الكوت بمحافظة واسط في ساعة متأخرة من الليلة البارحة مستخدمين عبوات ناسفة محلية الصنع ألقيت على مقر الجبهة حسب وكالة انباء محلية (عراقيون) مستندة لحديث مع السيد علي حسن السلمان الناطق الإعلامي بأسم الجبهة الذي قال ان الهجوم وقع على المقر المركزي لجبهة العشائر العراقية في المحافظة الكائن في حي الفلاحية عند الضاحية الجنوبية للمدينة دون ان يسفر عن خسائر بشرية حيث كان المقر خاليا من أفراد العشائر المنظوية فيه بينما الحق أضرار مادية مختلفة تمثلت بقلع عدد من الأبواب وتهشم زجاج النوافذ وتشقق بعض الجدران إضافة إلى إلحاق أضرار مماثلة في الدور المجاورة للمقر، مشيرا إلى ان الشرطة المحلية في المدينة حضرت حالا إلى موقع الحادث وقامت بإجراء عمليات كشف تمهيدا لتشخيص الجناة وملاحقتهم .

دبلوماسيا يزور هوشيار زيباري غداً الاردن يلتقي خلالها نظيره الاردني مروان المعشر للبحث في العلاقات الثنائية. متحدث باسم وزارة الخارجية الاردنية اليوم الاحد وقال علي العايد لوكالة فرانس برس ان زيباري "سيزور غدا الاردن حيث سيلتقي وزير الخارجية ويبحث معه في العلاقات الثنائية" من دون المزيد من التفاصيل. واوضح ان زيارة وزير الخارجية العراقي الى المملكة تستمر يومين.

وكان الاردن والعراق اتفقا على تشكيل لجان فنية تتولى العمل على تسوية قضية الديون العراقية والاموال العراقية المجمدة والتي تشكل ابرز الملفات العالقة بين البلدين، الى جانب مسألة ضبط الحدود المشتركة بين البلدين. وكان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي زار الاردن في تموز(يوليو) الماضي في اول محطة من جولة عربية شملت ايضا مصر وسوريا ولبنان ودولة الامارات العربية المتحدة والسعودية والكويت.

ومن جانب اخر، وصل السفير العراقي الجديد في المملكة عطا عبد الوهاب الى عمان حيث سيقدم اليوم اوراق اعتماده الى وزير الخارجية الاردني، بحسب المصدر نفسه. وكان العراق اعلن في تموز الماضي تعيين 43 سفيرا في الخارج في بادرة ترمي الى ترسيخ السيادة اثر نقل السلطات الى الحكومة العراقية الموقتة. وشملت اللائحة التي اعلن عنها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري 17 سفيرا في دول الاتحاد الاوروبي اضافة الى الفاتيكان وبعثة الامم المتحدة في جنيف و12 دولة عربية والجامعة العربية وخمس دول مسلمة منها ايران وثلاث دول آسيوية واستراليا وجنوب افريقيا وكندا.