نصر المجالي من لندن: نقلت صحيفة بريطانية اليوم عن عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق قوله إن مهمات الحكومة التي سيقودها في المستقبل القريب في العراق ستكون "تصفية لجهازي الاستخبارات والأمن من عناصر الرئيس السابق صدام حسين، حيث هذه الأجهزة حاليًا مليئة من تلك العناصر".

وتوقعت صحيفة (التايمز) اليوم أن يكون عبد العزيز الحكيم الذي وصفته باسم "آية الله" هو أول رئيس عراقي منتخب من بعد سنين طويلة من إنعدام الديموقراطية، ويستعد العراق لأول انتخابات في نهاية الشهر الجاري تقود إلى جمعية وطنية منتخبة من مهماتها وضع دستور البلاد، وإجراء انتخابات رئاسية من بعد ذلك.

ونقلت (التايمز) البريطانية عن عبد العزيز الحكيم، الذي قالت إنه مدعوم من إيران، قوله إنه "تحت سلطة الاحتلال السابقة ومن بعدها الحكومة المؤقتة في العراق، فإن أجهزة الأمن والاستخبارات اخترقت من جانب عناصر الحكم السابق بقيادة صدام حسين، وعلينا مهمة تنقيتها من هذه العناصر، وإجراء انقلاب شامل في تلك الأجهزة المهمة"، وقالت الصحيفة البريطانية إن تعليقات الحكيم ستثير ردة فعل قوية لدى الأوساط السنية التي ترى أن سيطرتهم على الحكم في طريقها إلى الزوال..

وأبلغ الحكيم، الذي تولى رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى للثورة في العراق، خلفًا لشقيقه الراحل محمد باقر الحكيم الذي اغتيل العام الماضي في عملية انتحارية في النجف، صحيفة (التايمز) قوله "هنالك اختراقات كثيرة من جانب أنصار صدام حسين بنسب متفاوتة لجهاز المخابرات ووزارة الداخلية وصولا إلى وزارة الدفاع، ولدينا بعض التقارير السرية الصادرة عن هذه الجماعات التي تحمل ذات التعبيرات التي كانت تستخدم من جانب النظام السابق المنهار". وقال "هذا أمر مؤلم تمامًا، رغم أنه يقود إلى الضحك أحيانًا".

وقال الحكيم في المقابلة "هنالك بعض من ضباط جهاز الاستخبارات لا يزالوا يسألون بعض المعتقلين الشيعة، عن دورهم في محاولة إغتيال عدي نجل الرئيس السابق في العام 1996 ، فيما البعض الآخر يسأل المعتقلين عن دورهم في انتفاضة الجنوب العام 1991 ".

وتشير صحيفة التايمز إلى أنه بمباركة من المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، فإن القائمة الانتخابية التي ينتمي إليها المجلس الإسلامي الأعلى للثورة في العراق قد تحوز على غالبية الأصوات في الانتخابات القريبة، وهذه القائمة تضم أيضًا "رجل البنتاغون السابق" الدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي، وأنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر.

وتتوقع الصحيفة البريطانية أن تحتل قائمة الائتلاف العراقي المتحد بدعم من آية الله السياستاني على ما نسبته 27 بالمائة من مقاعد البرلمان العراقي المقبل. وقالت إن عبد العزيز بدأ الاستعداد لمرحلة تسلمه السلطة، مشيرة إلى أنه كان يدلي بها خلال تصريحاته من مقره المحصن في العاصمة بغداد وهو كان منزل نائب رئيس الوزراء العراقي في عهد الحكم المنهار طارق عزيز.

وحول رؤيته لما يمكن أن تكون عليه أجهزة الأمن والاستخبارات العراقية الجديدة، عوضًا عن تلك التي عينتها قوات التحالف، قال الحكيم " بدل هؤلاء سنعين عراقيين مخلصين للعراق ومؤمنين بالله، ومن أولئك المؤمنين بالتغيير الجديد في العراق"، وقالت (التايمز) إن مثل هذه التعليقات "أثارت هلعًا لدى أوساط ليبرالية في العراق الجديد".

وعلق غسان العطية وهو معلق سياسي علماني عراقي ينتمي إلى الطائفة الشيعية وكان معارضًا لحكم صدام حسين، على كلام الحكيم بالقول "إذا شكل عبد العزيز الحكيم الحكومة المقبلة، فستكون هنالك كارثة، فهو سينهي الجيش والشرطة وسيعين رجاله بدلا منهما". وقال العطية "مثل هذا يعتبر بداية الطريق إلى حرب أهلية".

ومن جهته، قال توفيق الياسري، وهو رئيس لجنة الدفاع في المجلس الوطني (البرلمان المؤقت) إن "التغيير في أجهزة الأمن أمر مطلوب، وأنا اتفق مع الحكيم في خططه، فالجميع في هذه الأجهزة يرتكب أخطاء دراماتيكية ومأساوية". وقال "لم نكن نجرب في العراق رجالا من النظيفين ومن أولئك الذين اضطهدوا من جانب الحكم السابق".

وفي الأخير، نقلت (التايمز) عن معلق آخر قوله "من الصعب التصديق، أن الولايات المتحدة التي حاربت في العراق وأسقطت حكم صدام حسين، وتحاول جهدها عقد الانتخابات ستسمح بحكومة مدعومة من جانب إيران لقيادة العراق الجديد"، وقال المعلق الذي لم يرغب بذكر اسمه "الحكومة المقبلة ممكن أن تكون علمانية معتدلة مؤيدة للولايات المتحدة ، لتأخذ القيادة نحو وضع دستور جديد للبلاد وصولا إلى استقرارها وحريتها وسيادتها".