لوس آنجلوس: تحولت الاحلام الموعودة لكثيرين في كاليفورنيا الى كوابيس بسبب انزلاقات التربة التي اجتاحت الولاية، فقد خرج جيمي واليت من منزله لشراء المثلجات الا انه عاد ليجد زوجته وبناته الثلاث وقد قتلن تحت اكوام من الطين.
وفيما يحلم الملايين بحياة كاليفورنيا كما تصورها افلام هوليوود، يعاني سكان هذه الولاية كوارث طبيعية مدمرة.
فقد اسفر الانهيار الارضي الذي وقع في لا كونتشيتا شمال لوس انجلوس عن مقتل عشرة اشخاص من بينهم عائلة جيمي واليت كما قتل حوالي 20 شخصا بسبب الامطار الغزيرة والعواصف الثلجية خلال الاسبوع الماضي.
وكانت النيران قد اودت بحياة 22 شخصا على الاقل العام الماضي ودمرت ثلاثة الاف منزل، واصبحت موجات الجفاف حدثا عاديا في تلك الولاية كما ان الخوف من الزلازل وامواج تسونامي والاوبئة واعمال الشعب اصبحت هواجس حقيقية لدى سكان الولاية.
وتعرف الولاية الاميركية الغربية بانها ولاية نجوم السينما والاناقة والبريق والابداع والازدهار. الا ان واليت يمكنه ان يشهد بان هذه الولاية الذهبية هي ابعد ما تكون عن ارض الراحة والسحر كما تصورها شاشات هوليوود.
فقد تمرس سكان الولاية في وجه الكوارث الطبيعية التي يعرفها الانسان الا ان عزمهم واصرارهم على النجاح لا يلين وتحديهم للطبيعة تحت شمس كاليفورنيا الساطعة لا يهزم.
وقال حاكم الولاية ارنولد شوارزنيغر مخاطبا سكان لا كونتشيتا انه "في الايام القليلة الماضية شاهدنا قوة الطبيعة تسبب الدمار والياس".
واضاف "لكننا سنقابل هذه القوة بعزمنا. ان سكان هذه المنطقة اقوياء للغاية. وهذا ما لاحظته على الفور. واحد اول الامور التي قالوها +انت تعرف اننا سنعود+. واقول لهم انني ساساعدهم حتى يستطيعوا العودة الى هذا المكان".
وعلقت باتي روبرتس الموظفة في حكومة كاليفورنيا "صحيح ان بعض الكوارث الطبيعية قد اصابتنا (...) ولكن شعب كاليفورنيا معروف بانه متفائل على الدوام وهذه صفة اكتسبناها. الناس يأتون الى الغرب ليبدأوا حياتهم ويجب ان تكون لديك الشجاعة والتفاؤل لكي تفعل ذلك".
واضافت ان "هذه الولاية هي مهد الافكار الجديدة والحياة الجديدة، ولذلك فعندما تضربها كارثة فاننا نبدأ من جديد. لقد فعلنا ذلك في السابق" بعد موجة الحرائق التي اجتاحت الولاية عام 2003.
وفي كل مرة تصاب الولاية بالدمار نتيجة حريق او انزلاق للتربة، يهرع سكان كاليفورنيا لمساعدة بعضهم عن طريق التبرع بالمال والطعام والاثاث والمأوى والنصيحة لمساعدة الجيران على بناء حياتهم التي تدمرت.
ومن الغريب ان تكون كاليفورنيا اكبر الولايات الاميركية من حيث عدد السكان وتضم كذلك اكبر مدينة في اميركا الشمالية، لوس انجلوس، تقع على خط الزالزل وتحيط بها الجبال والتلال التي تنهار في كثير من الاحيان كما انها تعاني فترات الجفاف حين لا تسقط فيها الامطار وتعيش على المياه التي تقترضها من ولاية كولورادو المجاورة.
ويخزن سكان كاليفورنيا الماء والاطعمة والمشاعل والبطاريات تحسبا للزلزال وربما "الزلزال الاكبر". الا انهم لا يفكرون في الاخطار كثيرا.
ومنذ عام 1857، ضرب زلزال بقوة6.0 درجة على مقياس ريختر الولاية مرة كل 22 عاما ومن المرجح ان يقع زلزال مدمر اخر في اي وقت.
وقتل اكثر من ثلاثة الاف شخص عام 1906 عندما ضرب زلزال بقوة 2،8 درجة مدينة سان فرانسيسكو. وقتل 63 شخصا في زلزال بقوة 1،7 درجة في نفس المنطقة عام 1989. كما قتل 57 شخصا اخرين في لوس انجلوس عام 1994 وتسبب في اضرار تجاوزت تكلفتها 40 مليون دولار.
وتسببت الحرائق التي اشتعلت في وديان الولاية باضرار بمليارات الدولارات على مدى السنين وقتلت المئات.
وفي عام 1964 قتل 12 شخصا بسبب امواج نتجت عن زلزال في الاسكا وضربت بلدة كريسنت في كاليفورنيا.
ورغم ان الكوارث الطبيعية امر حتمي في كاليفورنيا يعيش السكان في منازل على سفوح التلال على طول خط سان اندرياس الزلزالي الذي يقطع الولاية.
ويصرون على بناء منازلهم عن سفح التلال التي تغطيها الاشجار التي يمكن ان تشتعل عند تعرضها لاصغر شرارة، او ربما يبنون منازلهم، كما فعل واليت، في ظل جبل تعرف السلطات انه معرض للانهيار.
ومن الناحية الرسمية فقد منعت السلطات بناء المنازل في الجزء الذي قتلت زوجة واليت وابنتاه فيه في لا كونتشيتا.
الا ان شوارزنيغر وعد على طريقة سكان كاليفورنيا بانه سيساعد السكان على اعادة بناء منازلهم المدمرة في نفس المكان.