رسم التقرير الأخير لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) الذي يحمل عنوان "رسم خريطة المستقبل العالمي" الصادر عن المجلس الوطني للاستخبارات في منطقة لانغلي في ولاية فيرجينيا الاميركية، أربعة سيناريوهات محتملة للنظام العالمي الجديد عام 2020، مشيرا إلى أن أول السيناريوهات المحتملة يتمحور حول القوة الاقتصادية لدول آسيا والتي قال إنها ستستبدل الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا لتصبح "مركزا للعجلة النقدية"، يليها السيناريو الثاني الذي يتضمن التوسع الأميركي في جميع المجالات ، حاثاً الولايات المتحدة على انتهاج سياسة التوسع المدروس من الآن بحيث يمكنها من احكام القبضة الحديدية في بلورة النظام العالمي الجديد حينذاك.
أما السيناريو الثالث فهو يتمثل (حسب التقرير) في "استنهاض الخلافة الإسلامية" التي حذر منها باعتبارها تشكل "تحدياً صارخاً للعادات والمبادئ الغربية"، أما السيناريو الأخير فيشبه تنبؤات روايات جورج أورويل بإشارته إلى "عامل الخوف" وعمليات إرهابية من "طبقة جديدة ومتمرسة من الإرهابيين" تستدعي ردوداً أقوى و"هيمنة أمنية" أكثر قدرة وأسرع حسما.
كما حذر التقرير من تحول العراق إلى "أوسع بقعة إرهابية" في العالم سنة 2020م بفعل تصاعد متوقع للإسلام السياسي و"تناثر للمجموعات الإرهابية " بعد زوال تنظيم "القاعدة" ، الذي اعتبره في مرحلة الزوال، متوقعاً أن تحلّ محله "مجموعات لامركزية إسلامية، تستوحي العنف والإرهاب الدولي، وتكون أكثر انتشاراً جغرافياً" خصوصاً في بقع "تتفرع من العراق والشرق الأوسط عموماً وتمتد إلى دول إسلامية أخرى" ، مشيرا في مقابل ذلك إلى "تحولات ديمقراطية" في بعض دول الشرق الأوسط وجنوب صحراء أفريقيا.
وأشار التقرير الواقع في 119 صفحة وشارك في إعداده 1000 خبير خلال 30 مؤتمراً في خمس قارات، إلى أن العراق تحول إلى "ملجأ للإرهابيين" ومقر "لتدريب أعضاء جدد وتطويع آخرين وتزويدهم بوسائل تقنية ومهارات لغوية" ، محذرا من استهداف المجموعات الإرهابية للولايات المتحدة الاميركية بأسلحة كيميائية تشمل مادة الجمرة الخبيثة (أنثراكس) ومواد أخرى "تطبخها في غرف صغيرة وبأحجام لا تتعدى حجم محمصة الخبز" وتشكل التهديد الأكبر للبلاد.
كما اتفق التقرير مع رؤية الرئيس جورج بوش وتوقعاته بشأن "انتشار الديمقراطية في دول شرق أوسطية محورية" تخضع اليوم "لأنظمة استبدادية"، يقابلها تراجع في مسيرة الديمقراطية في دول جنوب شرق آسيا والاتحاد السوفياتي سابقاً.
وتحدث التقرير عن نمو اقتصادي بنسبة 80% مقارنة مع العام 2000م وارتفاع 50% في نسبة الدخل، لكن مع اتساع الفجوة الاقتصادية بين الطبقات، ووضع دولتي البرازيل واندونيسيا ضمن لائحة الدول المنتعشة اقتصادياً ، كما أعطى دولتي الهند والصين الصدارة الاقتصادية على أوروبا من دون تشكيل خطر رئيس على التفوق العسكري والسياسي للولايات المتحدة الاميركية.
وفي حين بشر التقرير بتضاؤل احتمال "الحروب الكبرى" في أقل نسبة منذ 100 عام، إلا أنه توقع نزاعات إقليمية بين الهند وباكستان من جهة وبين الصين وتايوان من جهة أخرى.