إياد علاوي: الرجل القوي الذي يحظى بدعم الاميركيين


بغداد: بدأ اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي المؤقت المقرب من الاميركيين، حياته السياسية ضمن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان يحكم العراق، قبل ان يقطع علاقته بهذا الحزب، وقد حقق سمعة خاصة كرجل قوي في مواجهة التمرد على الحكم الجديد في العراق.

وجعل علاوي الشيعي العلماني (59 سنة) الذي دفع الى واجهة الاحداث من قبل واشنطن التي دعمت تعيينه في منصب رئيس وزراء مؤقت، من الامن ابرز اولوياته في مسعى لفرض الاستقرار في العراق الذي يمزقه العنف الدامي.

وعلاوي الذي يطلق عليه البعض اسم "صدام الصغير" لشدته التي عرف بها في التعامل مع القضايا الامنية يعتبره السنة المتشددون في العراق "خائنا" ويأخذون عليه بالخصوص اعطاء الاوامر بالهجوم على الفلوجة في تشرين الثاني/نوفمبر 2004.

وبالرغم من الجدل المثار حول حصيلة فترة حكمه الماضية فان تحقيقا للمعهد الجمهوري الدولي ومقره في واشنطن اظهر ان حوالي ثلثي العراقيين يرون ان علاوي كان ناجعا.

وقال العراقيون الذين شملهم الاستطلاع والذين تعايشوا مطولا مع استبداد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، انهم يقدرون فيه كونه رجلا حازما اكثر منه رجل افكار. وعلاوي كان احد الذين دعا الى اغتيالهم الاسلامي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي ابرز المطلوبين من قبل الامركيين في العراق وذلك بعد سنة من عودته الى العراق من منفاه اثر سقوط النظام السابق في نيسان/ابريل 2003.

غير ان علاوي معتاد على ذلك. ففي سنة 1979 تركه اعوان صدام حسين شبه ميت بعد ان اقتحموا منزله في لندن من حيث كان يخطط لقلب نظام صدام.

وعلاوي الذي ينحدر من اسرة قدمت العديد من كبار المسؤولين للنظام الملكي في العراق الذي اطيح به سنة 1958، انتسب الى حزب البعث بين سنتي 1961 و1971 وكان رفيق درب صدام حسين خلال فترة صعوده السياسي قبل ان يختلف معه ويغادر العراق الى لبنان ثم الى بريطانيا.

في اذار/مارس 1991 انشأ علاوي حركة الوفاق الوطني وذلك مع عدد من البعثيين والضباط السابقين الذين كانوا يعيشون في الاردن والمملكة السعودية بهدف العمل على قلب نظام صدام حسين. وفي سنة 1996 حاك بدعم من واشنطن مؤامرة لقلب النظام العراقي غير انها فشلت. وتمكنت اجهزة النظام من تفكيك مجموعته التي تسللت الى العراق واعدم اعضاؤها. وطال اعضاء اسرته انتقام شديد.

ورحب علاوي بالغزو الاميركي للعراق في اذار/مارس 2003 وهو منذ ذلك التاريخ شريك للاميركيين وكان عضوا في مجلس الحكم العراقي الذي عينه الاميركيون قبل ان يصبح رئيسا مؤقتا للوزراء. وسعى منذ توليه مهامه الى بناء القوات المسلحة العراقية بعد ان انتقد الاجراءات التي قضت باستبعاد البعثيين (من غير انصار صدام حسين) من الحياة السياسية والادارة.

ويرى عماد شبيب احد ابرز اعوانه الذين خططوا معه لقلب نظام صدام حسين، ان اياد علاوي حاز مواصفات رجل الدولة. واوضح "انا اشاهد كيف يحكم واصبح مؤكدا عندي انه لا يتخذ ابدا قرارا مفاجئا .. لقد اضحت) لديه القدرة على ادارة اوضاع الازمات". وعلاوة على صورته كرجل قوي فان علاوي يملك دعم واشنطن لقيادة الحكومة التي ستلي انتخابات 30 كانون الثاني/يناير الحالي.