الحكيم: السياسي الذي يرفض قيام دولة اسلامية في العراق


يؤكد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي يتزعم ابرز لائحة انتخابية شيعية لاقتراع الاحد في العراق، رفضه اقامة دولة اسلامية في العراق وقد فرض الحكيم نفسه كابرز الوجود السياسية الممثلة للشيعة.

وبعمامته السوداء التي ترمز الى سلالة الرسول ونظارته السوداء تتنازع الحكيم مشاعر انتمائه "للثورة الايرانية المنتصرة" وما هو ممكن التحقيق في الواقع المعقد اتنيا وطائفيا في العراق.

ويحاول الحكيم ذو الشخصية اللغز والذي يقدمه البعض كعميل لايران باعتبار ما حظي به من معاملة في طهران طوال سنوات المنفى، الموازنة بين احلامه القديمة بشان الاسلام السياسي مع الخطر الحقيقي لاندلاع حرب اهلية مع المسلحين السنة.

ويقول الحكيم "نحن لا نسعى الى اقامة دولة شيعية في العراق (..) بل الى حكومة تكون اولويتها احترام راي الشعب وتنظيم انتخابات وتشكيل حكومة تدعم مشاركة الجميع. ان افضل دولة للعراقيين هي (الدولة) الديمقراطية".

واصبح الحكيم الذي اقترح ذات يوم ضمان مناصب للاقلية العربية السنية في الحكومة القادمة، زعيما للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق اثر اغتيال شقيقه محمد باقر الحكيم في اب/اغسطس 2003.

والحكيم وهو في الخمسين من العمر يحمل لقب حجة الاسلام (وهو منصب وسط في التراتب الديني الشيعي) وسبق ان تعرض لمحاولتي اغتيال بسيارات مفخخة منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي، وهو يراس لائحة الائتلاف الوطني العراقي التي تحظى بمباركة المرجع الشيعي اية الله العظمى علي السيستاني.

وينفي الحكيم نجل اية الله العظمى محسن الحكيم احد المراجع الشيعية بين 1955 و1970 والقائد السابق لميليشيا حزبه، فيلق بدر، ان تكون منظمته خدمت ايران التي كان يتخذها مقرا وعاد منها سنة 2003 بعد 21 عاما من المنفى.

ويقول الحكيم الذي قتل 30 من افراد اسرته في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين "نحن من اسرة عراقية معروفة جدا. نحن اسرة مراجع. نحن من النجف وحين اصبح الوضع بالغ الصعوبة علينا في العراق غادرنا الى ايران غير اننا حافظنا باستمرار على استقلاليتنا".

وكان عدد كبير من اسرى الحرب العراقيين في ايران اتهموا المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بانه استخدم من قبل السلطات الايرانية لاستمالتهم. غير انه واثر الغزو الاميركي للعراق في اذار/مارس 2003 اقتربت المجموعة المعارضة لنظام صدام حسين من واشنطن واعلنت حل الميليشيا التابعة لها والمكونة من عشرة الاف مسلح.

وفي تشرين الاول/اكتوبر اظهر استطلاع للاراء قام به المعهد الدولي الجمهوري (اميركي) ان عبد العزيز الحكيم معروف لدى 80 بالمئة من العينة المستطلعة وان 51 بالمئة يأملون ان يكون ضمن البرلمان القادم.

وكان الحكيم نبه الشيعة الى عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبوه اثر ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني حين قاطعوا انتخابات المجلس التأسيسي ما نجم عنه تهميشهم لثمانين سنة.

واشار مسؤول اميركي في العراق الى التغيير الجذري الذي اصاب الحكيم وما اصبح يتحلى به من برغماتية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "كان الحكيم والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية معروفون دائما في الماضي بانهم اصحاب الخط الاكثر تشددا بين الشيعة" واضاف "لكن بحسب رايي الحكيم يفكر كثيرا في سبل ضم السنة بعد الانتخابات" الى الحكومة المقبلة.