عشرة مراكز انتخابية عراقية تعرضت لعمليات مسلحة
تعذر التصويت في "مثلث الموت" وجنوب بغداد

ملف الإنتخابات العراقية .. متجدد

أسامة مهدي من لندن: بعد أربع ساعات على بدء التصويت في الانتخابات العراقية ظهر المسلحون وكأنهم مصرون على تخريب العملية الانتخابية من خلال أربع تفجيرات في بغداد وستة في الموصل وواحد في البصرة بعد هدوء ليلي بسبب حظر التجول المسائي في عموم العراق، في حين شهدت عملية الاقتراع اقبالًا متزايدًا مع مرور ساعات النهار.

واكد ثائر النقيب الناطق باسم رئيس الوزراء إياد علاوي في مؤتمر صحافي في بغداد ان جميع منفذي العمليات المسلحة اليوم قد تم اعتقالهم.من جانبه، وصف الرئيس الأميركي جورج بوش الانتخابات بأنها "نقطة تحول في تاريخ العراق ومعلم في تقدم مسيرة الحرية والتقدم الحاسم في الحرب على الإرهاب".

وردًا على سؤوال لـ"ايلاف" حول سير العملية الانتخابية أشار الناطق باسم المفوضية العليا للانتخابات فريد أيار إلى أن المراكز الانتخابية في منطقة اللطيفية جنوب بغداد فيما يسمى بمثلث الموت وفي بعض مناطق الرمادي ظلت مغلقة بسبب الأوضاع الأمنية وسمح للراغبين من سكانها بالإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الانتخابي في المناطق القريبة منهم. وأضاف أن المراكز الانتخابية في محافظة ديالى ومركزها بعقوبة وعددها 207 فتحت كلها وفي محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت افتتح جميعها وعددها 207 وفي محافظة الأنبار ومركزها الرمادي هناك الان 33 مركزًا إضافة الى ثلاثة اقيمت في بغداد للراغبين من سكان الرمادي الادلاء باصواتهم فيها.

الباحث العراقي شعبان يقول لريم خليفة
النظام السابق ألغى الثقافة الانتخابية
(نص الحوار)

واشار أيار إلى أن الوضع الأمني منع فتح مركز الانتخاب التي لم يذكر عددها في بعض مناطق جنوب بغداد لكنه أكد أن حركة المشاركة في مدينة الموصل الشمالية بدات تشهد إقبالًا معقولًا وكذلك في سامراء.

إضطرابات أمنية
وأبلغ مواطنون في بغداد "إيلاف" انهم يسمعون بين الحين والآخر أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في غرب وجنوب والعاصمة فيما يشهد الإقبال على التصويت في بغداد نشاطًا تدريجيًا بعد إقبال ضعيف جدًا في الصباح وسط حالة من الحذر الشديد.

وأعلنت مصادر الشرطة أن انتحاريا فجر سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش أمنية عراقية كانت تتولى حماية مركز اقتراع في غرب بغداد مما أدى الى مقتل شرطي وذلك بعد فترة وجيزة من بدء التصويت اليوم وقالت إن جنديين عراقيين ومدنيين إثنين أصيبوا أيضا في الهجوم الذي وقع خارج مدرسة الزهراء التي تستخدم كمركز اقتراع. كما أشارت الشرطة إلى أن قنبلة انفجرت عند مركز اقتراع في وسط مدينة البصرة في جنوب العراق بعد قليل من بدء التصويت في الانتخابات يوم الاحد. وقال متحدث باسم الشرطة إنه ليست لديه معلومات عن سقوط ضحايا في الانفجار الذي وقع عند مدرسة تستخدم كمركز للتصويت ودوت أصداء الانفجار في أنحاء المدينة التي تسكنها غالبية شيعية.

وكان مسؤولو الانتخابات يتوقعون إقبالًا قويًا على التصويت في البصرة ثاني أكبر مدينة بالعراق حيث شددت اجراءات الأمن لمحاولة إحباط أي هجمات تستهدف تعطيل الانتخابات. وقتلت امرأة واصيبت اخرى وطفل بجروح في سقوط قذيفة هاون على مركز اقتراع في مدينة بلد (70 كم شمال بغداد) .. بينما حدثت انفجارات في محيط المنطقة الخصراء.

ماذا قالت الصحف البريطانية يوم الانتخابات؟

الكربلائي
وفي تصريحات للتلفزيون العراقي قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي اية الله السيد علي السيستاني في كربلاء انه مسرور لكثافة الاقبال على التصويت في المدينة داعيا العراقيين الى انتخاب من هو قادر على تنفيذ طموحاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

والسيستاني القى بثقله الديني بين العراقيين لصالح اجراء الانتخابات في موعدها مؤيدا قائمة الائتلاف العراقي الموحد المسماة بالقائمة الشيعية .

ومن جهته دعا عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بعد الادلاء بصوته في قصر المؤتمرات بالمنطقة الخضراء العراقيين الذين قال بانهم لم يحسموا امر المشاركة في الانتخابات الى التوجه الى مراكز الانتخاب واختيار ممثلين واعرب عن امله في ان تسفر الانتخابات عن اختيار حكومة قوية قادرة على اتخاذ قرارات جريئة باشراف مباشر من الشعب الذي سيحاسب المقصرين كما قال . واكد ثقته بنجاح العملية الانتخابية برغم ماقال انها تهديدات الارهاب والارهابيين .

ووصف بوش الانتخابات بأنها "نقطة تحول في تاريخ العراق وهي معلم في تقدم مسيرة الحرية والتقدم الحاسم في الحرب على الإرهاب." وأضاف بوش في حديثه الإذاعي الأسبوعي بالراديو أن الشعب العراقي سيسجل بانتخابه أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الذي سيختار الرئيس العراقي ونائبي الرئيس "أول انتخابات حقيقية في جميع أنحاء البلاد منذ أجيال."

وقال إن الإرهابيين "وأولئك الذين أفادوا من طغيان صدام حسين يعلمون أن الانتخابات الحرة ستفضح فراغ رؤيتهم بالنسبة للعراق" وأضاف أنهم لهذا السبب لن يتورعوا عن ارتكاب أي عمل لتعطيل الانتخابات أو تقويضها.

الأحداث الرئيسية منذ سقوط صدّام

ووصف بوش الانتخابات العراقية بأنها هامة أيضًا بالنسبة للولايات المتحدة، موضحا أن انتشار الديمقراطية يقلل من الخطر على أمن أميركا وتعهد بمواصلة القوات الأميركية والدبلوماسيين والمدنيين الأميركيين مساعدة العراق في تحقيق أمنه وبناء قواته العسكرية والأمنية لكي يتمكن من حماية أمنه بنفسه. واستشهد بوش في ختام حديثه بما قاله مواطن عراقي من أن الأوان قد آن للشعب العراقي لكي يخرج من العيش في الظلام إلى النور وقال إن كل عراقي أو عراقية يدلي بصوته في الانتخابات يستحق إعجاب العالم وأحراره.