باريس: اشادت صحف اوروبية اليوم بشجاعة الناخبين العراقيين الذين توجهوا الاحد الى مراكز الاقتراع رغم العنف في اول انتخابات تعددية منذ اكثر من خمسين عاما في العراق.واجمعت الصحف البريطانية المعارضة والمؤيدة لغزو العراق على حد سواء، على الاشادة بالانتخابات، مشيرة في صفحاتها الاولى الى "التحدي" الذي شكله العنف للناخبين العراقيين.

وكتبت صحيفة "تايمز" ان "شجاعة الناخبين العراقيين فتحت الطريق الى السلام"، معتبرة ان نسبة المشاركة الكبيرة "اضفت الشرعية على الاقتراع".اما صحيفة "اندبندنت" فقد رأت ان "من الممكن ان تبدو الانتخابات على المدى البعيد نقطة انطلاق لتغيير كبير في كل المنطقة".ورأت "تايمز" ان "هجمات التمرد السني (...) يجب ان تهمش عبر التأكد من ان المصالح الشرعية السنية ممثلة بطريقة مناسبة في الحكومة. الحل البديل الذي يقضي بتقاسم السلطة بين الشيعة والاكراد على حساب السنة يمكن ان يؤدي الى حرب اهلية شاملة".

من جهتها، رحبت الصحف الفرنسية "بانتصار" العراقيين لكنها اكدت انهم ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة.

وكتبت صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية ان الانتخابات "ربما لم تكن "حرة وعادلة" تماما (...) لكنها كانت مع ذلك انتصارا ساحقا للعراقيين الذين كانوا +انتحاريين للديموقراطية+ في مواجهة انتحاريي الرعب الذين اقسموا على منع الاقتراع".واضافت ان الانتخابات منحت المؤسسات العراقية المقبلة "شرعية لم يحصل صدام حسين عليها يوما ولا تتمتع بها الحكومة الحالية التي شكلتها الولايات المتحدة".اما صحيفة " لو فيغارو" المحافظة فقد كتبت ان "الاقتراع جرى رغم الاعتداءات (...) والمشاركة كانت كبيرة رغم التهديدات".

ووحدها صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية اعتبرت الانتخابات "مهزلة ديموقراطية" مؤكدة انها "لم تقدم اي ضمانة للشفافية والعدل يمكن ان تؤدي الى اعتراف عام لا بد منه للتطور الديموقراطية".
وحذرت من "مخاطر اندلاع حرب اهلية وتفتت البلاد".

وفي مدريد خصصت الصحف الاسبانية صفحاتها الاولى للانتخابات مشيدة بشجاعة العراقيين، لكنها حذرت من نتائج الامتناع السني.وكتبت صحيفة "المندو" اليمينية المعتدلة ان المشاركة "تدل على مدى رغبة الشعب العراقي بعد نصف قرن من القمع، في اسماع صوته". لكنها اضافت ان "اي حل سياسي لايمكنه الاستمرار اذا تم تهميش عشرين بالمئة من الشعب العراقي".اما صحيفة "البايس" القريبة من الحزب الحاكم، فقد رأت ان "هذه الانتخابات لا تحل العقدة الاساسية للازمة بل تدفع العراقيين الى اقناع نفسهم بان عليهم العثور على حل سياسي لمأساتهم".

واخيرا اشارت صحيفة "لافانغارديا" (وسط) الى "الممارسة البطولية التي لا سابق لها" للعراقيين محذرة من "تحول الانتخابات الى مأساة كبيرة اذا لم يتم الاستفادة منها وغرقت الاقلية السنية في حرب اهلية مع الشيعة لمصلحة تيار بن لادن".