اخراج جثة من مكان الانفجار (الصور لايلاف وائل اللادقي)
فداء عيتاني من بيروت: تلزم معجزة للخروج من دائرة الانفجار التي وقعت اليوم قرب فندق السان جورج على الساحل البحري للعاصمة بيروت، مع ذلك خرج احد الناجين من مكان الانفجار وكان يبكي وهو مصاب في رقبته ويقول "مات الحريري سيارته لم تظهر بعد الانفجار"، الرجل في السيارة التي تقله إلى المستشفى يضع يده على رقبته التي تنزف ولا يجيب على اسئلتنا.

ما يوازي مئة وخمسين كيلوغراما من مادة التي ان تي ذهبت بحياة رئيس الحكومة السابق والرجل الاقوى في لبنان، لحظة الوصول كان واضحا ان لا ناجين من الموكب نفسه، والجرحى هم من محيط المنطقة، من فندق فينسيا المجاور وحرس مبنى مصرف اتش اس بي سي المحاذي، وبعضا عابري السبيل، كانت المنطقة قد تعرضت إلى دمار، فندق السان جورج تعرض لدمار جزئي، مبنى قديم لم يرمم تعرض أيضا لدمار في طوابقه العليا، مما يشير إلى ان القدرة الانفجارية كانت موجهة إلى الاعلى.

الحفرة التي خلفها الانفجار بعمق عدة امتار، وباقل تقدير هي بعمق مترين في الارض، تقع مباشرة إلى الجانب الايمن من الطريق القادم من ساحة البرليمان والمؤدي إلى فندق الفاندوم وعلى حدود نهاية منطقة السوليدير (المشروع الابرز الذي اطلقه رفيق الحريري في بيروت والذي جعله عنوان اعادة بناء لبنان وخروجه من الحرب الاهلية) على خط نهاية هذا المشروع وضعت احدى اكبر العبوات الناسفة التي شهدها لبنان منذ نهاية الحرب الاهلية، وهي الخطوة التالي في عودة الاغتيال السياسي إلى لبنان.

مسؤولين

جثتان متفحمتان داخل احدى سيارت الموكب (صور خاصة بإيلاف من وائل اللادقي)
يدخل رئيس الحكومة الحالية عمر كرامي إلى منطقة الانفجار، كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة والنصف، يبقى لحظات داخل موقع الانفجار ويخرج مسرعا، كانت القوى الأمنية برغم حشدها الهائل عاجزة بعد عن السيطرة وتنظيم الأمور، الأولوية كانت للإغاثة، العديد من الوزراء والنواب يصلون تباعا، يدخلون او بعضهم يفضل عدم الدخول إلى منطقة الانفجار. ثمة صور لا احد يرغب برؤيتها.

ومن موقع الانفجار يكاد احد السياسيين يبكي، ثمة جريمة، يحاول كبح جماح نفسه، ثم يقول لمن حوله، الرجل مات، ويبتعد وهو يحاول الاتصال هاتفيا، كانت الاتصالات متوقفة، ثمة ضغط هائل على خطوط الاتصال ادى الى فشل كامل لكل الاتصالات الهاتفية الخليوية والارضية.

صور القتلى

المنطقة تشبه المناطق المنكوبة، ما شاهدناه هو جثث تخرج متفحمة، لم نشاهد ناجين من داخل المنطقة، سيارات الموكب الكبير للحريري مدمر بكامله، سيارات متفحمة، وحيث نقف نجد بقايا دماء و احيانا اشلاء، إضافة إلى قطع حديدية من السيارات، يخرج احد عناصر المرافقة من جهاز امن الحريري وهو يبكي، الرئيس مات، لم اجد اثر له، لا اعرف أي منها جثته، ثم يضبطه عنصر اخر بسرعة، ويصرخ بين مجموعة صغيرة من الفضوليين والصحافيين "الرئيس بخير، لقد اخرجناه إلى مستشفى الجامعة الاميركية وهو بخير".

وبعد هذا الكلام كانت القوى الامنية لا تزال تخرج جثثا سوداء لم تنفع تغطيتها بالبلاستيك على عجل في اخفاء بشاعة الجريمة ودمويتها، كل من وقع في دائرة الانفجار كان بمثابة مفقود.

اخراج جثة من المكان (صور خاصة بايلاف)

الحفرة التي احدثها الانفجار (الصور لايلاف)

دقائق بعد وقوع الانفجار (الصور لايلاف)

اخراج جثة لشخص كان في الموكب من المكان (الصور لايلاف)

اخلاء قتيل من احدى سيارات الموكب (الصور لايلاف)

السيارتان الاخيرتان في موكب رفيق الحريري (الصور لايلاف)

اخلاء جثة متفحمة من الموكب (الصور لايلاف)

وجثة اخرى من الموكب (الصور لايلاف)

دماء على الارض وجندي وسيارتي امن واطفاء (الصور لايلاف)

اربع من سيارات الموكب مبعثرة في مكان الانفجار (الصور لايلاف)

وزير الداخلية اللبناني يحاول عبثا اجراء اتصال هاتفي من مكان الجريمة (الصور لايلاف)

اخلاء مصاب من مبنى مجاور لموقع الانفجار (الصور لايلاف)

سيارتان مشتعلتان من الموكب (الصور لايلاف)

جثتان داخل احدى سيارات الموكب (الصور لايلاف)