"إيلاف": يخيل للداخل إلى مدينة صيدا أنه انتقل إلى مكان اخر، حين يرى "مسجد الحاج بهاء الدين الحريري" عند مدخل صيدا الشمالي، الذي يشبه بطابعه العثماني أشهر مساجد مدينة اسطنبول، وهو "مسجد السلطان أحمد" بل يفوقه مهارة واتقاناً في التصميم والإتساع•

ويتحول المنظر إلى سحر خلاب بين عراقة وحداثة اليوم: من المنشأة الرياضية إلى الجسور ومدخل المدينة، وبين الطابع المحافظ والإيماني من تقارب المساجد والكنائس الشهيرة في المدينة، ومنها إلى اتساع الطرقات وقلوب الأهالي، مما يجعل من المدينة نتاجاً لحضارة الشرق وأصالة الماضي حيث قلعة صيدا البحرية رمز مقاومة المدينة وصمودها في وجه المحتل ورحابة صدرها للضيف•

لقد اختير المكان بعناية ليكون ملتقى لكل هذا، فيما البناء الفريد من نوعه في لبنان، فانه يقع على مساحة 9 آلاف متر مربع ومؤلف من ثلاث طبقات، وتتولى أعمال التنفيذ شركة "جينيكو"•

وللداخل إلى المسجد وقفة خاصة، داخل الحديقة التي تبلغ مساحتها ثلاثة الاف متر مربع، وتحديداً أمام ضريح الحاج بهاء الدين الحريري الذي يحمل اسمه المسجد (وهو والد الرئيس رفيق الحريري)، فهذا الصيداوي الذي اعتمر الطربوش طيلة حياته وروى الأرض الجنوبية بعرقه، رحل يوم الخميس 18 آذار 1999، قبل يوم واحد من وضع حجر الأساس للمسجد، وشيع جثمانه يوم الجمعة في 19 آذار 1999، فتحول ضريحه إلى حجر لأساس مسجد جامع بتحفة فنية فريدة•

أما اليوم، فإن العمل في المسجد شارف على الإنتهاء وبقي وضع اللمسات الأخيرة، حيث من المتوقع أن يتم تدشينه في عيد الأضحى المبارك المقبل، لذا فان الرئيس رفيق الحريري وخلال زيارته مدينة صيدا يوم الجمعة الماضي للمشاركة في تأبين رئيس "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" المرحوم المهندس سامي البساط، عرج لتفقد المراحل التي قطعها العمل في مسجد والده، ورافقه في الجولة شقيقاه النائب بهية وشفيق الحريري ونجله بهاء الدين الحريري، الوزير السابق فؤاد السنيورة، عبد اللطيف الشمّاع، المهندس يوسف النقيب ونادر الحريري•

ويتسع المسجد لما بين 3500 و4000 مصل من الرجال، فيما خصص الطابق العلوي كمصلى للنساء ويستوعب حوالى 500 مصلية. وقد روعي في البناء الطابع التاريخي من خلال الأحجار المنقوشة بالرسومات والكتابات الإسلامية، وقبتين كبيرة وصغيرة ومئذنتين يعلوهما هلال برونزي. وخصص الطابق السفلي بمساحة 2700 م2، ليكون مكتبه وقاعتين احداهما لإلقاء المحاضرات، والأخرى للاستقبالات في المناسبات والأعياد•

عن (اللواء) اللبنانية /سامر زعيتر