لندن: استأثر اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى بالأضواء بين الشؤون العربية في الصحف البريطانية.وصدّرت صحيفة الإندبندنت صفحتها الأولى بعنوان "اغتيال السيد لبنان" وتحته صورة لمسرح الانفجار ورجال الإطفاء وهم يحاولون السيطرة على النيران.

وكتب روبرت فيسك مراسل الصحيفة في بيروت من مكان الواقعة يقول إن "الانفجار وقع في واحدة من أكثر مدن الشرق الأوسط أمنا" وإن القنبلة التي استخدمت فى عملية اغتيال الحريرى والتخطيط الذي سبق العملية استغرقا وقتًا طويلًا.

ويضيف فيسك: "إن لبنان دولة مبنية على مؤسسات قائمة على أسس طائفية، فالرئيس مسيحى مارونى ورئيس الوزراء سنى ورئيس البرلمان من الشيعة وإن أى شخص دبر عملية اغتيال الحريرى يعلم جيدًا كيف يمكن أن تودى هذه العملية الى إشعال نيران الحرب الاهلية التى أحرقت لبنان طوال خمسة عشر عامًا (بين عام 75 وحتى عام 90).

وفي مقال تحليلي آخر كتب فيسك أيضا محللًا الوضع في لبنان والذي، حسب رأيه ينذر بالخطر، بين المطالب الأميركية-الإسرائيلية بسحب القوات السورية من لبنان وبنزع سلاح حزب الله، وتصاعد أصوات المعارضة الصريحة لوجود هذه القوات هناك، والموقف الرسمي للحكومة المطالب بانسحاب متزامن لإسرائيل، وكيف أن الحريري تصرف وكأنه لا يرى أو يسمع شرًا مستطيرًا.

الديلي تلغراف
وفي صحيفة الديلي تلغراف كتب انطون لاجارديا تحليلًا تحت عنوان "موجات الانفجار ترج نوافذ القصر الرئاسي في دمشق" اعتبر فيه البيان الذي سارع بإصداره البيت الأبيض والذي جاء فيه "إن الشعب اللبناني يجب أن يكون حرا في اختيار مستقبل خال من العنف والتهديد والاحتلال السوري" يقترب من اتهام سورية بقتل الحريري وإن لم يتضمن ذلك صراحة.

ويعدد الكاتب الرسائل والتحذيرات التي وجهتها الإدارة الأميركية إلى دمشق من التدخل في الشؤون اللبنانية، ثم يقول "إن قتل الحريري ربما يدفع إدارة بوش إلى التحرك من التهديدات إلى الفعل". ويضيف لاجارديا: إن حجم الانفجار وتوقيته الدقيق ومعرفة الجناة بحركة الحريرى الذى كان يضع احترازا أمنيا كبيرا لنفسه تشير الى أن عملية الاغتيال نفذتها جهة لديها قدرات كبيرة وربما تكون "جهاز مخابرات تابع لدولة ما".

ويذهب الكاتب الى القول بأن سورية تكره الحريرى و تعتقد انه كان وراء قرار مجلس الامن الدولى رقم 1559 والقاضى بانسحاب سورية من لبنان، بالاضافة الى أن هناك افتراضا بان سورية كانت وراء اغتيال الزعيم الدرزى كمال جنبلاط عام 77 وبشير الجميل عام 82 وبالتالى فان اصابع الاتهام تشير اليها. ولكنه يضيف أنه بالرغم من أن سورية تقع في دائرة الضؤ بشكل كبير إلا أن بعض المحللين لا يبرئ إسرائيل من الشبهات بالاستناد إلى تاريخها في القيام بعمليات اغتيالات في لبنان (اغتيال زعيم حزب الله عباس موسوي عام 1992) وبعمليات مشابهة ضد فلسطينيين في دمشق نفسها. ويختتم الكاتب تحليله بالقول "إن اغتيال الحريرى يعيد شبح الحرب الأهلية اللبنانية بغض النظر عن اليد التي اغتالت الحريرى".

التايمز
وفي صحيفة التايمز كتبت محررة الشؤون الدولية، برونوين مادوكس عن اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى تحليلًا قالت فيه: "إن لبنان تعرض لما نجا منه العراق أي اغتيال شخصية وطنية". وتضيف "مادوكس": "إن هذه العملية سترتد على منفذيها، و إنها ستؤدي إلى تصاعد الضغوط الدولية على سورية والمعسكر المؤيد لها في لبنان، وإن أحدا لن ينظر بجدية في أي اتجاه آخر".

غارديان
وفي صحيفة الغارديان كتب سايمون جيفرى: "إن اغتيال الحريرى يذكر بالحرب الاهلية اللبنانية التى انتهت قبل خمسة عشر عامًا". ويضيف الكاتب: "إنه من الممكن بناء المدن الا ان هناك حاجة لاكثر من مواد البناء لانهاء ارث الحروب الاهلية وان هذا الارث (في لبنان) أكثر تعقيداً منه في غيره من المناطق الاخرى من العالم التى عانت من الحروب الاهلية".