اسامة مهدي من لندن: اكد رئيس المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي أن قائمة الائتلاف العراقي الشيعية الفائزة في الانتخابات العراقية الاخيرة لم تستقر على ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة الاسلامية لتولي رئاسة الحكومة العراقية الجديدة مشددًا على انه مازال يتطلع لهذا المنصب بدعم قوى وشخصيات داخل الائتلاف هذا و قد قرر الدكتور أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي تكليف الدكتور لؤي العرس وزير المواصلات وأياد جمال الدين اياد جمال رجل الدين الشيعي لحضور مراسيم تشييع جنازة الشهيد المرحوم رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.

وابلغ المتحدث باسم الجلبي والناطق باسمه حيدر الموسوي "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد بعد ظهر اليوم انه اذا كان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية قد سحب مرشحه عادل عبد المهدي وزير المالية الحالي لتولي المنصب فان للجلبي حظوظ قوية للفوز به خاصة وان قوى وشخصيات عدة تتبنى ترشيحه وقد توسعت قاعدتها بعد انسحاب عبد المهدي .

واشار الى ان التنافس حاد الان على تولي رئاسة الحكومة بين الجعفري والجلبي خاصة وان لكل منهما مؤيديه وداعميه وقال ان الاتصالات مازالت جارية بين فصائل القائمة الفائزة للاتفاق على مرشح واحد.

وعما اذا لم يتم حصول اتفاق على واحد من المرشحين الاثنين اوضح الموسوي انه سيتم على الاغلب اللجوء الى اقتراع سري يشارك فيه 150 عضوًا انتخبوا في الجمعية الوطنية من مرشحي قائمة الائتلاف لحسم الامر متوقعًا ان يتم ذلك نهاية الاسبوع الحالي .

وحول امكانية تنازل الجلبي عن الترشح لصالح الجعفري قال الموسوي ان هذا الامر مستبعد في الوقت الحاضر لان ترشيح الجلبي تم من قبل قوى وشخصيات داخل الائتلاف يتوسع عددها باستمرار وهي مصرة على ترشيحها لرئيس المؤتمر الوطني ومتمسكة به.

وكان الجلبي (61 عامًا) شخصية تحظى بالرضا من جانب وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" لكنه اختلف مع الامريكيين الذين كانوا ينظرون اليه على انه مرشح محتمل لزعامة العراق بعد الحرب. وسعى الجلبي الى بث الحياة مجددا في مستقبله السياسي من خلال الدوائر السياسية الشيعية. . ورغم نظرته العلمانية والغربية الا انه سعى لمصادقة رجل الدين الشيعي اية الله على السيستاني والزعيم المتشدد مقتدى الصدر. وألحق الجلبي صانع الصفقات الطموح حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه بالاحزاب الدينية الشيعية الرئيسية في قائمة ينظر اليها على نطاق واسع بانها ستحقق الفوز في الانتخابات.

ويعود للجلبي وهو ينحدر من عائلة عراقية عريقة الفضل في مصادقة الكونغرس الاميركي منتصف التسعينات على قانون تحرير العراق نظرا لعلاقاته القوية مع الدوائر الاميركية انذاك وهو القانون الذي استند عليه الرئيس الاميركي جورج بوش في شن حربه ضد نظام صدام حسين في اذار (مارس) عام 2005 والاطاحة به في التاسع من الشهر التالي .

وفي وقت سابق اليوم قال مصدر في قائمة الائتلاف ان الاتصالات لاختيار رئيس للحكومة العراقية الجديدة بدات تميل لصالح ابراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية الحالي .

واشارت الى ان حظوظ الجعفري احد قادة قائمة الائتلاف الشيعية اصبحت هي الاقوى الان لتولي رئاسة الحكومة بعد موافقة مبدئية من المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم لتاييد ترشيح الحزب للجعفري وسحب ترشيح عادل عبد المهدي القيادي في المجلس وزير المالية الحالي .

ومعروف عن الجعفري (59 عاما) انتقاده العمليات العسكرية الامريكية التي استهدفت قمع المسلحين السنة والشيعة وهو الطبيب الذي يتزعم حزب الدعوة الشيعي يسعى لاجتذاب رجل الدين مقتدى الصدر وعدد اخر من المعارضين للمشاركة في العملية السياسية. ومثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية شارك حزب الدعوة الذي عمل سرا في عهد حكم البعث في العراق الذي استمر 35 عاما وتعرض اعضاؤه للاضطهاد والاعدام يحتفظ بعلاقات جيدة مع ايران وكان غادر العراق اواخر السبعنات ثم عاش في المنفى ببريطانيا التي كان ناشطا سياسيا معروفا فيه ضد نظام صدام حسين . ويمثل الجعفري الاتجاه العروبي في حزب الدعوة رافضا ولاية الفقيه الذي يراى فيه نظاما لايتناسب والاوضاع العراقية .

وقد استنكرانتفاض مسؤول الاعلام في المؤتمر الوطني العراقي اليوم بشدة تصريحات الناطق بلسان الحكومة الاردنية اسماء خضر حول تولي الجلبي منصب رئاسة الحكومة .

وقال قنبر في بيان ارسل الى "ايلاف" ان المؤتمر الوطني يستنكر وبشدة تصريحات السيدة اسماء خضر وزيرة الثقافة والناطق باسم الحكومة الاردنية التي شددت فيها على رفضها تبوء الدكتور احمد الجلبي مركزا في الحكومة القادمة (حسب ما نقلته وكالة الانباء الاردنية يوم الاثنين المصادف 14 شباط/فبراير) واضاف انه ومرة اخرى تخطيء السيدة اسماء خضر وبشكل متعمد في محاولتها تسميم العلاقات الأردنية العراقية، حيث انها تقوم وبصورة متكررة بالتدخل السافر بالاختيار الحر للشعب العراقي.

وقال "ان تصريحات السيدة خضر التي أكدت فيها إنها لن تكون مرتاحة فيما اذا تم اختيار الدكتور احمد الجلبي لشغل منصب في الحكومة العراقية المنتخبة القادمة لتزيد من عزم ملايين العراقيين الذين لا يأبهون برأي السيدة أسماء خضر حول ما يحصل في العراق".

ومعروف ان الجلبي محكوم بالسجن 22 عامًا في الاردن على خلفية مايقول المسؤلون الاردنيون انه مسؤول عن مخالفات مالية وسرقات ادت الى انهيار بنط البتراء الاردني الذي كان الجلبي رئيسا له في بداية التسعينات.