سورية بدأت الانتحار مع التمديد للحود
المعارضة تناشد "من حرر لبنان " الانضمام لها

فداء عيتاني من بيروت: ناشد مصدر في المعارضة اللبنانية "الذين ساهموا ودفعوا الكثير في سبيل تحرير اجزاء واسعة من لبنان" من الاحتلال الإسرائيلي، إلى التوحد مع المعارضة في معركة استكمال تحرير لبنان من الوجود السوري. مؤكدا انه، وسواء صحت المعلومات التي تتحدث عن تسلح لاطراف لبنانية ام لا، فان من سيحمل السلاح لن يجد من يقاتله، لان قرار المعارضة واضح بعدم اللجوء إلى العنف، ورأى ان لبنان لم يتجاوز مرحلة الاغتيال السياسي بعد مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، مضيفا ان المشكلة الحقيقية تكمن في ان النظام السوري فقد المنطق والإدراك السليم حاليا، وهو يسير رويدا رويدا نحو الانتحار، وقد بدأ بهذه المسيرة منذ قراره التمديد (لرئيس الجمهورية الحالي اميل لحود لثلاثة اعوام اضافية بعد انتهاء مدة ولايته الدستورية). واشار إلى ان الخطوات التالية للمعارضة هي حاليا قيد البحث، وهي قد تكون تظاهرة اخرى، وربما يوم الاثنين المقبل حيث يعقد مجلس النواب جلسة لمناقشة اغتيال الحريري، ويمكن حينها إظهار مدى تمثيلية المجلس النيابي حينها، وبالتحديد النواب الذي يحسبون "الاكثرية" في البرلمان والمؤيدين لسورية، وربما تكون الخطوة اللاحقة تظاهرة اخرى في موعد اقرب من ذلك، او اعتصام حاشد في مكان ما، ولكن المهم الان تنظيم حياة الناس نهارا عبر ذهابهم إلى اعمالهم وجامعاتهم، وعودتهم ليلا إلى مكان الاعتصام للتعبير عن رأيهم، مشيرا إلى النموذج الاوكراني في الاسقاط السلمي للسلطة.

وقال عضو الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر، التابع لقائد الجيش الاسبق المنفي إلى باريس ميشال عون، زياد عبس، ردا على سؤال حول مدى صحة انسحاب ابناء العاصمة وتيار المؤيد للرئيس الراحل رفيق الحريري، ان الطائفة السنية واهل بيروت عامة هم في قلب التحرك المعارض وفي قلب المسيرات والاعتصامات، وانهم يشكلون نبض الشارع ونبض التحرك.

واكد عبس ان الاعتصامات الليلية هي ظاهرة بدأ بها المواطنون عفويًا وان المنظمات الشبابية واركان القوى المعارضة للوجود السوري في لبنان راحت تتبع وتنظم خطوات الشارع، وانها الان تعمل على ان تكون هذه الاعتصامات التي بدأت عفويا هي تعبير عن حالة جهوزية شعبية دائمة في هذه المرحلة. مضيفا ان هذا التحرك لا يشبه التحركات السابقة التي كانت تقوم بها قوى المعارضة والتيار الوطني الحر، حيث كانت تتم عادة التحركات من اعتصامات وتظاهرات بطلب من القوى ودعوة منها، بينما ما يحصل الان مختلف.

وقال ان الخطوات التالية هي حاليا قيد البحث، وهي قد تكون تظاهرة اخرى، وربما يوم الاثنين المقبل حيث يعقد مجلس النواب جلسة لمناقشة اغتيال رفيق الحريري، ويمكننا اظهار مدى تمثيلية المجلس النيابي حينها، وبالتحديد النواب الذي يحسبون "الاكثرية" في البرلمان والمؤيدين لسورية، وربما تكون الخطوة اللاحقة تظاهرة اخرى في موعد اقرب من ذلك، او اعتصام حاشد في مكان ما، ولكن المهم الان تنظيم حياة الناس نهارا عبر ذهابهم إلى اعمالهم وجامعاتهم، وعودتهم ليلا إلى مكان الاعتصام للتعبير عن رأيهم، مشيرا إلى النموذج الاوكراني في الاسقاط السلمي للسلطة.

وشدد عبس على ضرورة خلق حالة ضغط على سورية في لبنان، مستنتجا ان التحركات منذ مقتل الحريري (في 14 شباط فبراير) إلى اليوم شكلت حالة ضاغطة فعلية، وخاصة التظاهرة التي تمت في ذكرى اسبوع على اغتيال الحريري، والتي اشارت إلى نهاية كل "الحالات الوسيطة" في الحوار بين اللبنانيين والسلطة السورية، وبات الخطاب واضحا في توجهه بالمطالبة بالانسحاب السوري.

وقال ان التظاهرات في لبنان التي حصلت، والاعتصامات اليومية في بيروت تشكل عامل ضغط على سورية أكثر بكثير مما يعتقد البعض، وان هدف القوى المعارضة اليوم هو فقط تأطير هذه التحركات وتنظيمها.

وقال ان لبنان لم يتجاوز مرحلة الاغتيال السياسي بعد مقتل الحريري، مشيرا إلى عودة بعض الاطراف المعارضة إلى اعتماد اساليب حماية ذاتية، بينما اكتفى بعضها الاخر بالاستفادة من "دروس القمع" التي سبق ان تعرض لها دون ان يتخذ اية إجراءات محددة على المستوى الامني، مضيفًا ان المشكلة الحقيقية تكمن في ان النظام السوري فقد المنطق والادراك السليم حاليا، وهو يسير رويدا رويدا نحو الانتحار، وقد بدأ بهذه المسيرة منذ قراره التمديد (لرئيس الجمهورية الحالي اميل لحود لثلاثة اعوام اضافة بعد انتهاء مدة ولايته الدستورية).

وتابع ان الهدف من اغتيال الحريري كان ارهاب الناس، ولكن ردة فعل الشارع اتت بشكل غير ما توقعه النظام السوري، وهو الان يبحث عن اسلوب اخر ربما للترهيب، وكل الكلام السياسي لا يزعج هذا النظام بقدر تواجد الشبان اللبنانيين في الشارع كل يوم.

وردًا على سؤال حول الكلام عن ان في لبنان موزاييك يمنعه من ان يشكل حالة "اوروبية شرقية" او اوكرانية اخرى، قال عبس ان الشعب اللبناني ليس موزاييكًا، وهو موحد حول استقلال بلاده والحشد الموجود أمام نصب الشهداء في بيروت لا يميز بين طائفة واخرى، وهو ينتمي الى كل البلاد بكل طوائفها، والتيار الوطني كان منذ خمسة عشر عاما يقول ان اللبنانيين يريدون تحرير بلدهم، وكنا نعتبر ان الشعب مقيد، بينما كنا نتهم باننا لا نقرأ نبض الشارع، واليوم نرى اللبنانيين يسيرون أمام الجميع في مطلبهم، أمام الجميع بمن فيهم نحن.

واكد ان لا خلافات بين اطراف المعارضة اللبنانية، وان كان التمايز بالرأي امر طبيعي وديموقراطي، وان المعارضة بكل قواها السياسية تعمل من اجل اعتصامات ستستمر لاسابيع واشهر عدة، وهي تضع معدلا للحشد يصل إلى خمسة آلاف شخص يوميا، دون ان تضطر إلى استنزاف قواها، بينما تأخذ في عين الاعتبار الحاجة السياسية في لحظة ما إلى حشد عدد اكبر بكثير في لحظة ما، وهو ما سيشهد الشارع اللبناني خلال الايام المقبلة.

وردًا على سؤال حول تخلي المعارضة عن النقاش السياسي مع السلطة وموقفها من تطبيق الطائف، خاصة لناحية الغاء الطائفية السياسية في لبنان بالانتخابات النيابية التي تتلو الانسحاب السوري من لبنان (بحسب الاتفاق الذي ادى إلى انهاء الحرب الاهلية 1975-1990) قال عبس ان المعارضة اليوم لا تناقش في السياسة، ولن تناقش في السياسة فوق الجثث، ولن تتحدث حول الاصلاحات السياسية، الا انه كرر التزام التيار الوطني بالاصلاحات المنجزة عبر اتفاق الطائف والتي اصبحت تشكل جزءا من الدستور اللبناني.

وردا على المعلومات التي يتم تداولها محليا في لبنان عن لجوء اطراف إلى تسليح مناصرين من طوائف محددة في البلاد، اكد المسؤول في التيار انه وبحال وجد من يتسلح فلن يجد من يطلق عليه النار، ولن يجد من يحمل السلاح بوجهه، ولا من يقاتله، وان معركة كل اللبنانيين ليست في الداخل اللبناني بل هي موجهة ضد سورية الموجودة في لبنان.

وختم عبس بمناشدة "الذين ساهموا ودفعوا الكثير في سبيل تحرير اجزاء واسعة من لبنان" من الاحتلال الإسرائيلي، إلى التوحد مع المعارضة في معركة استكمال تحرير لبنان من الوجود السوري.