لندن: قال وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول اليوم ان الولايات المتحدة خاضت الحرب على العراق بشكل "رائع" الا انها لم توفر اعدادا كافية من الجنود لفترة ما بعد الحرب. وصرح باول لصحيفة "ديلي تلغراف" في اول مقابلة له بعد استقالته من وزارة الخارجية الاميركية "كانت هناك اعداد كافية من القوات للحرب ولكن ليس لاحلال النظام في فترة السلم". واضاف باول "كنت افضل وجود اعداد اكبر من القوات بعد النزاع".واعرب باول عن قلقه من التوترات التي ظهرت بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين بسبب الحرب على العراق.

واوضح ان "التوترات بين اميركا واوروبا كانت هائلة (...) وهي مصدر فزع بالنسبة لي". الا انه لم يبد اسفا لخوض الحرب وقال "في اقل من عامين تخلصنا من دكتاتور ووضعنا قانون اساسي قاد الى انتخابات شارك فيها الناس، فيما عدا السنة الذين لم يقبلوا على الانتخابات بالطريقة التي كنا نتمناها".

وقال "استخدمنا احيانا لغة من دون ان نأخذ في الاعتبار وقعها على الآذان الاوروبية (...) امامنا الكثير من العمل فيما يتعلق بالراي العام الاوروبي". وكانت فرنسا والمانيا وروسيا ترأست المعارضة الاوروبية للحرب على العراق وانضمت اليها اسبانيا في وقت لاحق بعد تغيير الحكومة.

وحاول الرئيس الاميركي جورج بوش تحسين العلاقات مع حلفائه في حلف شمال الاطلسي خلال جولته الاوروبية هذا الشهر. واشار الى انه حذر الرئيس الاميركي جورج بوش خلال عشاء في آب/اغسطس 2002، من ان الصعوبة لا تكمن في النجاح في اجتياح العراق انما في ارساء استقرار العراق بعد الاجتياح.

وقال "حذرت من انه يجب ان نفهم ان الجزء الصعب يأتي بعد ذلك، وان الجزء العسكري سيكون سهلا. هذا المكان (العراق) سينفجر ككوب من البللور وسيكون جمع الاجزاء امرا صعبا".

وتابع "بناء على هذا قرر ان يسمح لي باستشكاف امكانية التوصل الى حل في الامم المتحدة لهذه المسالة".
وردا على سؤال حول المعلومات الاستخبارية الكاذبة التي تلقاها حول اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، قال باول "كان هناك اعتماد كبير على الفرضيات وعلى السيناريوهات التي تتحدث عن اسوأ ما يمكن ان يحدث".
واوضح "بالنسبة للمعلومات الاستخباراتية، فاحيانا تتحدث الى اشخاص يبيعونك كذبا".

وقال باول انه "يتالم" للشرح الذي قدمه في مجلس الامن الدولي والذي تبين انه كان مبنيا على استخبارات كاذبة. واضاف "ساظل معروفا الى الابد بانني الشخص الذي قدم ذلك الشرح".