ريما زهار من بيروت: تركت الوزير السابق والنائب مروان حمادة يتلو كلمته بالدم وخرجت أستطلع أجواء شوارع بيروت في هذا اليوم التاريخي الذي يشهد حجب الثقة من الحكومة اللبنانية، من منطقة المنصورية (جبل لبنان) الى وسط بيروت حيث المتظاهرين وصلوا الى حدود ال200 الف تبدو الطرقات خالية الا من رجال الأمن (قوى الأمن والجيش) الذين انتشروا بكثافة على الطرقات وأقاموا محطات للتفتيش كانت تستهدف خصوصاً السيارات القديمة التي يشتبه في ان يكون اصحابها من اصحاب الفتن ...اكثر من خمس محطات تفتيش للوصول الى وسط بيروت والهدف منع الفتن والشباب هائج على الطرقات تكاد كل السيارات تحمل العلم اللبناني الذي اعلنت المعارضة تمسكها به كشعار لوحدتها الوطنية، وعلى شرفات المنازل بدا كذلك العلم اللبناني يرفرف معلناً بدء حقبة جديدة من السيادة والاستقلال والحرية.

ومن بقي في منزله تسمر أمام شاشة التلفزيون يراقب بكل التفاصيل الدقيقة الكلمات التي تتلى الواحدة بعد الأخرى منددة بالحكومة اللبنانية وتقاعسها في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية وفي معرفة من قتل الرئيس رفيق الحريري.

ومع توقف الحياة الاقتصادية مع الاقفال العام والشامل لكل المؤسسات الصناعية والتجارية في لبنان، بدا الشارع على موعد مع ثورة الشعب على كرامته واستعادة حريته، هذا الشارع الذي كان يضج بعجقة رهيبة في الأيام العادية عجق اليوم بقوات الأمن وببعض المتجهين الى مكان عرس الاستقلال لدعم النواب في مطالبتهم في اسقاط الحكومة التي سقطت شعبياً منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

واللافت شباب تسلقوا نوافذ السيارات واداروا ما يجري في الجلسة النيابية عالياً وهم يحملون الأعلام اللبنانية المرفرفة بكرامة وحرية وكأنها اعلان صريح وعام عن وحدة جمعها دم الشهيد رفيق الحريري.

هكذا ازدانت كل شوارع لبنان بابنيته وسياراته حتى الوصول الى مركز العرس الى ساحة الشهداء حيث التقى مئات الألوف للاشتراك في عرس الحرية وكرامة في لبنان.