واشنطن: قال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان ان استقالة الحكومة اللبنانية المدعومة من سورية هي "فرصة" لتشكيل حكومة جديدة تمثل التنوع في لبنان.وأضاف في افادة صحفية "استقالة حكومة (رئيس الوزراء عمر) كرامي تمثل فرصة للشعب اللبناني كي تكون له حكومة تمثل بحق التنوع في بلده."

وتابع "ستقع على عاتق الحكومة الجديدة مسؤولية اجراء الانتخابات الحرة والنزيهة التي أبدى الشعب اللبناني بوضوح رغبته في اجرائها."وأعلن كرامي الذي يتعرض لانتقاد شديد من المعارضة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري استقالة حكومته أمام البرلمان وقبل الرئيس اللبناني اميل لحود الاستقالة.

وقال مكليلان "نعتقد ان عملية اقامة حكومة جديدة يجب أن تسير وفقا للدستور اللبناني ويجب أن تكون خالية من أي تدخل اجنبي."وقال مكليلان ان سورية يجب أن تذعن لقرارت مجلس الامن الدولي.وقال "هذا يعني ضرورة مغادرة القوات العسكرية وافراد الاستخبارات السورية البلاد."ومنذ مقتل الحريري في شهر فبراير الماضي والولايات المتحدة تضغط كي تسحب سورية جنودها وقواتها الامنية من لبنان.

واشنطن تتوقع ثورة الارز في لبنان
و ابقت الولايات المتحدة على انتقاداتها الموجهة لسوريا بسبب "انتهاكاتها الخطيرة المتواصلة" لحقوق الانسان لكنها اعتبرت ان لبنان يمكن ان يشهد "ثورة الارز" للتخلص من نفوذ دمشق.

وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون العالمية بولا دوبريانسكي خلال عرض التقرير السنوي حول حقوق الانسان للعام 2004 الاثنين "نعيش فترة تقدم كبير بالنسبة لحقوق الانسان والديموقراطية".

وبعد ان ذكرت ب"الثورة البرتقالية في اوكرانيا" التي تلت "الثورة الوردية في جورجيا" اعتبرت دوبريانسكي امام الصحافيين "نشهد في لبنان زخما متزايدا باتجاه ثورة الارز التي توحد مواطني هذه الدولة في سبيل ديموقراطية فعلية والتحرر من النفوذ الاجنبي".

ومنذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير لم توقف واشنطن تصعيد ضغوطها على سوريا لرفع وصايتها عن لبنان.

وفي تقريرها السنوي حول حقوق الانسان، اتهمت واشنطن دمشق بحظر اي معارضة سياسية منظمة وبانها مسؤولة عن "انتهاكات خطيرة مستمرة" لحقوق الانسان لا سيما التعذيب والاعتقال التعسفي والاعتقال لمدد طويلة بدون محاكمة.

واعتبر التقرير ايضا ان الوجود السوري في لبنان يسيء الى احترام حقوق الانسان في هذا البلد مع الاعتقالات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة من قبل عناصر القوات الامنية.

ودعت الولايات المتحدة الى "الانسحاب الفوري والكامل" ل14 الف جندي سوري منتشرين في لبنان وطالبت دمشق بان توقف دعم المقاتلين العراقيين وكذلك الناشطين الاسلاميين المعارضين لعملية السلام في الشرق الاوسط.

ساترفيلد غادر بيروت
على صعيد آخر غادر نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد بيروت قبيل فجر اليوم الثلاثاء، بعد زيارة اعقبت اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري التقى خلالها خصوصا اركان المعارضة والقيادات الروحية ومسؤولا لبنانيا واحدا.

واوضحت الوكالة الوطنية للاعلام (رسمية) ان المستشار السياسي في السفارة الاميركية غريك مارشيز كان في وداع ساترفيلد في مطار بيروت الدولي.

وكان ساترفيلد الذي وصل الى بيروت السبت شدد اثر اجتماعه مع وزير الخارجية محمود حمود على انسحاب القوات السورية "بما فيها اجهزة الاستخبارات"، وذلك "قبل اجراء الانتخابات التشريعية" اللبنانية المرتقبة في الربيع المقبل.

واجتمع ساترفيلد برؤساء الطوائف الاساسية في لبنان واركان المعارضة وعلى رأسهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. كما التقى السفير الفرنسي في بيروت برنار ايميه حسبما ذكرت مصادر قريبة منه.

وقبل مغادرته بيروت قدم ساترفيلد مساء امس الاثنين تعازيه لعائلة الحريري. وقال بعد خروجه من دارة الحريري في بيروت للصحافيين ان "الراحل ترك ارثا هائلا في قلب شعبه وفي قلب بيروت التي احبها كثيرا. العالم يفتقده ونرجو ان يحمي الله عائلته ويبارك لبنان".