ريما زهار من بيروت: علمت "إيلاف" من مصدر مصرفي مسؤول ان الناس تهافتوا على بيع الليرة اللبنانية مقابل شراء الدولار الاميركي بعد استقالة الحكومة والخوف من تدهور سعر صرف الليرة خصوصاً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما احدثه الأمر من بلبلة على كل القطاعات السياسية والمصرفية والحياتية.
ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إنه لا خوف على الليرة اللبنانية وان الحكومة المستقيلة لم تكن أصلاً موجودة أو تقوم بمهامها وكانت حكومة صورية وان استقالتها ستكون ايجابية على الليرة اللبنانية. وقال ان هذه الحكومة ولأسباب مختلفة لم تكن بمستوى المرحلة واستقالتها تريح البلد على كل الاصعدة ومنها الاقتصادية شرط ان نشهد في الأيام الثلاثة المقبلة تشكيل حكومة جديدة حيادية يتمتع أعضاؤها بالمصداقية والمناقبية والنزاهة والكفاءة التي تشكل شروطاً مهمة للنهوض باقتصاد البلد، واذا تشكلت هذه الحكومة في الايام الثلاثة المقبلة تفتح صفحة جديدة في البلد مبنية على الاستمرار في التحقيق لكشف المجرمين في كل قضايا الاغتيالات ولبت قانون انتخابات بسرعة.
اما ما يشغل بال اللبنانيين لجهة الليرة اللبنانية فهو بعض الضياع الناتج عن تأخير الاستشارات في موضوع الحكومة وهنا، يقول حبيقة، ان الودائع الموجودة بالليرة اللبنانية تشكل فقط ما قيمته 30% اما الـ70% الباقية فهي بالعملات الاجنبية وهناك قسم من هذه الودائع اللبنانية لا يستحق الا على المدى البعيد وبالتالي لا يمكن تحويله الى دولار الا عند الاستحقاق. واليوم واقعياً الليرة المتوافرة لشراء الدولار قليلة لم تستحق بعد وهي بفوائد عالية اكثر من الدولار ما يشجع المواطن على الابقاء عليها وعدم تحويلها الى عملات اجنبية. وأكد حبيقة انه اذا استفدنا من فرصة استقالة الحكومة وتشكيل اخرى بحد اقصى نهار الاثنين المقبل فلا خوف على الليرة اللبنانية أما اذا بقيت الاوضاع على ما هي عليه من دون ان تشكل حكومة جديدة .والسؤال الذي يطرح الى اي مدى سيتمكن مصرف لبنان من التدخل للحفاظ على قيمة الليرة اللبنانية لكنني لا أخشى الأسوأ لأن المس بالليرة اللبنانية خط أحمر ومع الضغط السياسي والدولي وسيوضع سقف طوعي هو سعر صرف الليرة ولن يجرؤ أحد على المس به طوعاً لذلك لا خوف على الليرة اللبنانية.