ريما زهار من بيروت: التصفيق الحاد الذي قوبل به استقالة الرئيس عمر كرامي من رئاسة الحكومة شكل تعبيراً صارخاً على انتصار ارادة الشعب والمعارضة في خطواتهما الأولى في سبيل تحقيق ما رددوه مراراً وتكراراً اي السيادة والديموقراطية والوحدة الوطنية، ولم تكن مظاهر الابتهاج الذي عم الشارع البيروتي امس الا تأكيداً على ذلك، ورغم المخاوف من اطلاق شعارات كالفراغ الدستوري الذي قد يلحق بهذه الاستقالة الا ان اعضاء المعارضة كانوا متيقنين ان المرحلة المقبلة ستقود الى انتصارات أخرى لهم وللشعب اللبناني الذي يؤيدهم، والسؤال الذي يطرح ما هي خطوات المعارضة بعد استقالة الحكومة؟ وما هي تداعيات هذه الاستقالة سياسياً وماذا يحصل اذا تأخر تشكيل حكومة جديدة وهل هناك خوف فعلي من فراغ سياسي في البلد؟

المعارضة
عضو لقاء قرنة شهوان واللقاء الديموقراطي صلاح حنين قال لـ"إيلاف" ان الخطوة التالية بعد استقالة الحكومة هي اقالة كل المسؤولين الامنيين من امن عام ودولة وداخلية وهي رؤوس يجب الا تبقى لان لها مسؤوليتها السياسية والامنية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتستعد المعارضة لمواجهة اية حكومة ستتألف في المستقبل والمطالبة بحكومة حيادية من اولوياتها، وعلى هذه الحكومة ان تتمتع بثقة الناس وان تكون قادرة على الحياد وعدم التدخل في الانتخابات النيابية المقبلة، بل ان يكون دورها الاشراف السليم وعدم التآمر والتعاون مع اللجنة الدولية لاستقصاء حقيقة مقتل الرئيس رفيق الحريري، وأكد حنين ان قرنة شهوان ستعقد لقاء اليوم للتشاور كما سيكون هناك اجتماعاً موسعاً للمعارضة اليوم او غداً لبلورة كل المواقف المترتبة بعد استقالة الحكومة.

حمزة واليازجي
أما عن تداعيات استقالة الحكومة سياسياً والخوف من فراغ سياسي فتكلم كل من المحللين السياسيين الدكتور نزار حمزة وكمال اليازجي لـ"إيلاف"، وقال حمزة ان ابرز التداعيات السياسية هو عدم ايجاد حكومة بديلة ينتج عنها فراغاً سياسياً مع امكانية ايجاد حكومة عسكرية وهنا سيقع الصراع مع المعارضة التي ترفض هذا الامر لانها ترفع شعار سيادة واستقلال وحرية وهذا يتنافى مع الحكومة العسكرية والاجهزة الامنية.

أما اليازجي فقال ان الاستشارات ستتم وستتألف حكومة ثانية ولكن الخطر يكمن في تأخر اقرار القانون الانتخابي لان الحكومة الجديدة ستأخذ وقتاً كي تمنح الثقة ربما لبضعة اشهر، ولن يكون لاستقالة الحكومة اي انعكاسات اقتصادية سلبية غير ان الاعتصام الى ما لا نهاية قد يؤثر بالاقتصاد.

اما عن امكانية تشكيل حكومة عسكرية بدل حكومة حيادية فلا يؤكد اليازجي الامر لان المعارضة تطالب بحكومة حيادية يتمتع اعضاؤها بالنزاهة وقد تتوضح الامور وما هي مقبلة عليه في الأيام الآتية.