اعلن رئيس مجلس الوزراء الاستاذ عمر كرامي استقالة الحكومة, في مستهل الجولة الثانية من الجلسة النيابية العامة التي استؤنفت، في السادسة والنصف من مساء اليوم، برئاسة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري. وقال الرئيس كرامي في بيان الاستقالة: "بعدما سمعته في جلسة هذا الصباح، وجدت نفسي في حال ذهول وتساؤل عن الاتجاه الذي تؤخذ البلاد اليه, واكتشفت كم كنت اتعامل بحسن نية مع ما اسمعه من مواقف واتهامات، وصولا الى حد التجني. وبقيت اعتقد بأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اكبر من ان يفكر احد بإستغلالها لمآرب صغيرة, حتى عندما يحصل ذلك، كنت افكر بان الامل يبقى رغم ذلك, لان الجميع يريد ان يعرف الحقيقة, وفي ذروة التصعيد الاعلامي والسياسي ضد الحكومة وضدي شخصيا, بقيت اقول ان السعي الجاد والدؤوب إلى إجراء تحقيق بصدقية، وكشف الجناة المجرمين سيعيد الامور الى نصابها وينصف الحكومة، وفي اسوأ الاحوال سيرضي اهل القضية, واسرة الشهيد. وكلنا اهل القضية واسرة الشهيد، ما من شك ان القضية كبيرة والجريمة خطيرة، لكن كنا امام احد خيارين: اما اعطاء الاولية لاستثمار هذا الحدث الكبير في حسابات صغيرة وفئوية, او ابقاء الاولوية لتحقيق صادق وجدي يكشف القتلة والجناة. لذلك، بقيت جهودنا منصبة على هذا التحقيق, وادرنا ظهرنا عن حسن ظن بنوايا الاخرين باسوأ ظروف الاستغلال". أضاف: "دولة الرئيس، الفقيد الكبير رمز لطائفة شكلت ولا تزال ركنا في هوية لبنان العربية، ولاغتياله جرح عميق في وجدان هذا الطائفة، كما سائر اللبنانيين. وانا مؤتمن على الموقع الاول لهذا الركن القومي، الذي تمثله هذه الطائفة في تركيب الدولة, ولانني لم اكن يوما متمسكا بمنصب, ونحن عائلة تاريخها تقديم التضحيات والشهداء من اجل لبنان, ولانني استطعت ان اتحمل كل الظلم والاذى, ولكنني لا استطيع ان ابقى على ما اعتقده بأن الاولوية هي كشف الجناة والقتلة، وابدو كمن ازايد على اسرة الشهيد، وقد سمعت شقيقته تدعو إلى رحيل الحكومة فورا كأولوية، ولأنني اكتشفت في سياق مناقشات جلسة الصباح ان الفراغ الذي نخشاه ليس مصدر خوف عند احد، ولأنني اكتشفت ان الحوار الذي نطلبه لم يعد مطلبا عند احد، ولأنني ادرك ان امتناعي عن القاء اللوم والمسؤولية بالتقصير على قيادة المؤسسة العسكرية ومخابراتها لم يكن بداعي الكرامة، بل حرصا على وحدة هذه المؤسسة، وحتى عندما حذرنا من انقسامها اتهمنا بالسعي الى التقسيم، ولأنني اسأل نفسي كيف ابدي الحرص على الوضع الاقتصادي والمالي، والخشية عليه اكثر من الهيئات الاقتصادية نفسها التي اشتركت بصورة او باخرى في الدعوة إلى رحيل الحكومة، فانني اشكر السادة النواب، الذين يشكلون اكثرية هذا المجلس النيابي والذين اكدوا لي اصرارهم على التصديق بالثقة لهذه الحكومة، وثقتي بأن لا مشكلة ثقة تواجهها الحكومة، فانني حرصا على الا تكون الحكومة عقبة امام ما يراه الآخرون خير البلاد، اعلن استقالة الحكومة التي لي شرف رئاستها، حفظ الله لبنان وشكرا".


الرئيس لحود وافق على استقالة الحكومة
وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي: "عطفا على أحكام البند (1) من المادة 69 من الدستور المتعلقة بالحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لا سيما أحكام الفقرة (1) من البند المذكور، ونظرا لتقديم دولة الرئيس عمر كرامي إستقالته بتاريخ اليوم الاثنين الواقع فيه 28/2/2005، قبل فخامة رئيس الحمهورية الإستقالة، وأعرب عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي الوزراء، وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة".


الرئيس كرامي اعلن استقالة الحكومة وسأل الله أن يحفظ لبنان: حرصا على ألا تكون الحكومة عقبة أمام ما يراه الآخرون خير البلاد أولويتي كانت كشف الجناة وتعاملت بحسن نية مع الإتهامات والتجني فاكتشفت أنهم لا يخشون الفراغ وأن الحوار لم يعد