ريما زهار من بيروت: وسط جو سياسي غير ثابت يسود لبنان، يبقى امر واحد مؤكد .. ان تشكيل حكومة جديدة يتطلب وقتاً ولا شيء في الافق يؤكد بان الاستشارات النيابية ستكون قريبة أو اقلها في الاسبوع المقبل.
ولم تؤد الاجتماعات الفردية في عين التينة والبريستول الى نتائج سوى الاتفاق على عدم جر البلاد الى ازمات اخرى، والفريقان لا يعلمان ما الذي ينتظرهما في المستقبل، علماً انهما يشعران بضرورة تأليف حكومة جديدة وان اتخذت صفة الحكومة الحيادية كما تدعو المعارضة ام حكومة وفاق وطني كما تدعو الموالاة.
ومن المبكر التكهن من سيرأس هذه الحكومة مع طرح العديد من الاسماء منهم الرئيس سليم الحص والوزير فؤاد السنيورة. وهذه الضبابية حول تأليف الحكومة تعود ايضاً الى المواقف الاقليمية بحيث ان الجهات العربية وسورية لم تحدد بالضبط موقفها من الموضوع.
ويقول احد المصادر لـ "إيلاف" ان هذه الضبابية نشأت مع عدم الجزم في قانون الانتخابات الذي اعتمد القضاء كدائرة انتخابية و ادت التطورات المتسارعة في لبنان الى عدم الحديث في هذا الموضوع. من جهة أخرى فان سورية تتحاشى التحدث عن انسحاب فوري من لبنان باللجوء الى التلهي بالقضايا الداخلية ومنها استقالة حكومة عمر كرامي. ولأكثر من سبب، استفادت سورية من هذه الاستقالة ومنها تحويل الانظار عن الانسحاب الى تشكيل حكومة جديدة خصوصا وان سورية لطالما اعتبرت ان لبنان لا يستطيع القيام لوحده بشؤونه الداخلية دون مساعدتها .
من جهة أخرى قد يؤخر تشكيل الحكومة الانتخابات النيابية الى ما بعد ربيع 2005 وان تأخيرها سيخدم مصالح سورية. وعلى ضوء كل تلك الأمور ليس مستغرباً ان ترحب سورية باستقالة عمر كرامي علماً ان هذا الأخير ما كان ليقدم على هذه الخطوة لولا مباركة سورية لأن خروجه من الحكم حتى لو لم يكن بمطلب سوري انما على الاقل سيكون بمباركتها، لذلك فان اعلان الاستقالة نهار الاثنين الماضي لم يكن مفاجأة لان كرامي شاور دمشق قبل اعلانها وكانت مخططات السلطة السورية من الاساس تغيير الحكومة وساعد الامر ان الرئيس كرامي لم يعد يحتمل الاهانات الموجهة اليه.فخلافا للرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يملك قوة كبيرة لمواجهة الانتقادات فان كرامي لم يستطع مواجهتها حتى لو كان متأكداً بان حكومته ستنال الثقة في نهاية المطاف.
وهكذا حافظ كرامي على ماء الوجه من الناحية السنية التي كانت تطالب بشدة استقالة الحكومة، هذه الطائفة، اي السنة ،بدأت في الآونة الأخيرة تتعاطف بشدة مع المعارضة فما كان من الرئيس كرامي، وربما لاسباب انتخابية الا الالتفاف لتلك المطالب فكانت الاستقالة.