إسدال الستار عن حرب بين طائفتين في نيوجيرسي:
اعتقال قاتلي الأسرة المصرية في أميركا

إدوارد ماكدونالد(يسار) وهاملتون سانشيز
عبدالله المغلوث من فلوريدا: نشف التوتر بين الطائفتين المسيحية والمسلمة في مدينة جيرسي سيتي، ولاية نيو جيرسي (شمال شرق) بعد أن ألقت السلطات الأمنية القبض أمس الأول على الأميركيين إدوارد ماكدونالد(25عامًا)، وهاملتون سانشيز (30عامًا) بتهمة قتل العائلة القبطية المصرية المكونة من: حسام أرمانيوس(الأب - 47 عامًا) وزوجته أمل جريس البالغة من العمر (37 عامًا)، وابنتيهما سيلفيا (15 عاما) ومونيكا ( 8 أعوام). وشهدت المدينة التي يقطنها نحو 40 الف أميركي من أصل عربي توترًا متناميًا منذ مقتل العائلة المصرية الخميس في 13 كانون الثاني (يناير) 2005 بعد أن ترددت أنباء حول علاقة مسلمين بالجريمة بسبب خلافات بين حسام أرمانيوس ومسلمين في غرف الحوار الالكترونية التي كان يدخلها حسام باسم: "أحب المسيح". وأعلنت المباحث أن دوافع الجريمة مالية، بعد أن تعرفت السلطات المحلية في جيرسي سيتي على هوية القاتل إدوارد في أعقاب سحبه مبلغ 3 آلاف دولار من حساب حسام عبر بطاقتة المصرفية، وذلك عبر كاميرات البنك المسلطة على وجوه العملاء.

العائلة القبطية المصرية
وأظهرت التحقيقات الأولية أن إدوارد يستأجر شقة علوية فوق شقة المجني عليهم، وسبق ان اتهم بجرائم مختلفة. وحاول ماكدونالد أن يسرق بعض المجوهرات والأجهزة من داخل مسكن أرمانيوس أثناء غيابهم عن المنزل، إلا أن الطفلة مونيكا (8 أعوام) استيقظت أثناء تسلله إلى الشقة، وتعرفت على هويته مما جعله يستعين بصديقه هاملتون ويتربص ببقية افراد العائلة ويتخلص منها قبل أن يكتشف أمره.

وأبدت الطائفتين المسيحية والمسلمة ارتياحها من نتائح التحقيقات بعد ان اتضح عدم وجود علاقة للمسلمين في الجريمة.
يقول أسامة حسن، مدير المركز الإسلامي لجيرسي سيتي: "الحمدلله ظهر الحق، نسأل الله أن تشهد المدينة في الأيام المقبلة أحداثًا سعيدة ونأمل أن نتجاوز صعوبات الماضي".

يذكر أن الشرطة وجدت الضحايا الأربعة مقتولين ومقيدين، في منزلهم الواقع على طريق 85، بروكلن في جيرسي سيتي في تمام الساعة الرابعة فجرًا من يوم الجمعة في 14 كانون الثاني(يناير)2005 بعد أن أبدى جيرانهم واصدقائهم قلقهم بسبب عدم مشاهدتهم طوال 48 ساعة وغيابهم عن العمل والمدرسة.

ومنذ وصول العائلة إلى الولايات المتحدة من مصر عام 1997، ترتاد أفرادها كنيسة شنودة القبطية أسبوعيًا بشكل منتظم ومن دون انقطاع. وتعمل أمل في البريد الحكومي في كيرني بينما يعمل زوجها نادلًا في فندق الهيلتون. يعيشان حياة جيدة وهادئة حسب المصادر.

جانب من جنازة عائلة أرمانيوس (تصوير - سعيد الأتب)

وشيع الأسرة المصرية نحو 7000 شخصًا، من بينهم ما يقارب 42 مسلمًا تعرضوا لانتقادات وغضب شديدين، حيث رفع أحد الأقباط يافطات تقول: "الإرهابيّون وصلوا إلى بيتنا ورجال بوش نائمين". ونشبت مشادة كلامية وملاسنة وصلت إلى التشابك بالأيادي بين مسلمين وأقباط حضروا تشيع جنازة الضحايا، وتابعت "إيلاف" تطورات الحادثة ونشرت ردودًا متفاوتة للطائفتين قبل نحو شهر ونصف.