عبدالله المغلوث من فلوريدا: اتهمت الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" مصر أمس بتزويد العراق في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين بأسلحة كيميائية. وأشار تقرير لـ "سي آي اي" الذي نشرته نيويورك تايمز أن مصر دعمت العراق بغاز سام وعلماء مصريين متخصصين طوال حرب العراق وإيران في الثمانينات مما أدى الى مقتل الآلاف من الجنود الايرانيين والمدنيين العراقيين.

ونفت القاهرة هذه الادعاءات كما نفتها السفارة المصرية بواشنطن عندما سئلت عن تقرير الاستخبارات الاميركية، وقد أيد مفتشو اسلحة الأمم المتحدة الذين اطلعوا على ملفات العراق ومرافقه في التسعينات النتيجة التي آل إليها التقرير الأميركي.

ويشير التقرير إلى ان مصر تمتلك وتطور أسلحتها الكيميائية منذ مدة طويلة، ويقول خبير طائرات حربية مصرية لـ "أسوشيتد بريس" إن هناك دلائل مادية تثبت استخدام مصر لقنابل غاز الخردل ضد القوات الملكية أثناء تدخل القاهرة في الحرب الأهلية في اليمن خلال الستينات.

وفي عام 1981، وبعد اندلاع حرب العراق مع صدام، دفعت حكومة الرئيس المخلوع لمصر 12 مليون دولار كمقابل للمساعدة في انتاج وتخزين مواد الأسلحة الكيميائية، وتضمنت وثيقة الـ "سي آي اي" ، المكونة من 350 ألف كلمة، التفاصيل والاتفاقيات بين الحكومتين.

ومن 1983 إلى 1988، استخدم العراقيون غاز الخردل وتابون والسارين و أخرى ضد إيران، وفي عام 1988، أسقطت الطّائرات العراقية السارين وغاز الخردل على القرى الخاضعة للسيطرة الإيرانية في كردستان العراق المتمردة وقتل حينها نحو 5000 مدني.


وقدم هذه التقارير تشارليز ديلفر مستشار سي آي اي الخاص الذي أمضى نحو 20 شهرا مع فريق متخصص لاعداد الوثائق اللازمة التي تتوافر في دليل اسلحة الدمار الشامل في العراق الذي تم اعداده بين عامي2003-2004.
ويتوقع أن تتحرك واشنطن نحو العمل على إصدار قرار دولي يتعلق بتفتيش مصر بحثا عن اسلحة كيميائية.