اسامة مهدي من لندن : طالب الاف المتظاهرين العراقيين في عدد من المدن العراقية اليوم بطرد السفير الاردني من بغداد واتخاذ اجراءات ضد مواقف هيئات دينية وسياسية اردنية تقف مع العمليات التي نفذها ارهابيون وذلك على خلفية الاحتفال في مدينة السلط الاردنية بمقتل انتحاري اردني فجر مفخخة في مدينة الحلة جنوب بغداد في الاول من الشهر الحالي ما ادى الى مقتل 130 عراقيا واصابة 200 اخرين .
ورفع متظاهرون احتشدوا امام السفارة الاردنية في بغداد اعلاما عراقية وصورا للضحايا وشعارات تندد بالعمليات الارهابية وبمواقف بعض الجهات الاردنية التي تعتبرها اعمال مقاومة . وابلغت مصادر عراقية "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد الليلة ان المشاركين طالبوا بطرد السفير الاردني في التظاهرات التي شهدتها بغداد ومدن عراقية اخرى وسط بيانات تنديد من منظمات واحزاب سياسية واجتماعية ودينية عراقية واشارت الى ان مدنا اخرى ستشهد تظاهرات اخرى غدا تنظمها منظمات المجتمع المدني .
وقالت الحوزة العلمية في مدينة النجف التابعة للمرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني في وقت سابق اليوم ان العلاقات العراقية الاردنية مهددة بالخطر تحت نزف الدماء العراقية وعبرت عن استغرابها من سكوت حكومة اياد علاوي عن التدخل الاردني في الشؤون الداخلية العراقية فيما عبر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عن اسفه لموقف رجال الدين الاردنيين الذين التزموا الصمت والتجاهل لجرائم كبرى تحدث في العراق ولعدم اكتراث الاردنيين لما يحدث ولما يتعرض له العراقيون من مجازر دموية وذلك على ضوء الاحتفال بمقتل انتحاري اردني فجر نفسه وسط حشد من الناس وسط مدينة الحلة جنوب بغداد ما ادى الى مصرع 130 شخصا واصابة 200 اخرين في الاول من الشهر الحالي .

واضافت الحوزة في بيان صحافي اليوم ارسل نصه الى "إيلاف" انها تشير باستغراب الى صمت الحكومة العراقية عن سلسلة مواقف أردنية رسمية وغير رسمية شكلت تدخلا سافرا مفرقا للنسيج العراقي ومحرضا على العنف والكراهية بين العراقيين من أمثال تصريحات العاهل الاردني حول ما اسماه بالهلال الشيعي مرورا بغض نظر المسؤولين الاردنيين عن جماعات تقوم بتثقيف شباب الاردن وتضليلهم وارسالهم للارهاب في العراق وانتهاء بترك بيئة الارهابي الاردني ابي مصعب الزرقاوي الحاضنة لفكره تفرخ مجرميها على أرض الاردن دون ردع او كبح .
ودعت الحوزة الحكومة العراقية الحالية الى اتخاذ الاجراءات العاجلة بمتابعة ملف الارهاب واحتضان الاردن له وخاصة من قبل المستهينين بالدم العراقي البريء مشددة على ان العلاقات العراقية الاردنية مهددة بالخطر تحت ضغط دماء العراقيين النازفة ما لم تبادر الحكومة الاردنية واعلامها وعلماؤها ومثقفوها وتجارها الى ردع المجرمين والتبرؤ من فكرهم التكفيري الضال.
وكانت عائلة البنا الأردنية اختتمت أمس مجلس عزاء أقامته في مدينة السلط (30 كيلومترا غرب العاصمة عمان) لتقبل التعازي بوفاة ابنها رائد منصور البنا الذي قالت العائلة إنها تلقت اتصالا هاتفيا من العراق أفاد بتنفيذه عملية عسكرية في مدينة الحلة والتي عدت اكبر عملية من نوعها تحدث في العراق من حيث عدد قتلاها من المدنيين والذين زاد عددهم عن 130 قتيلا جميعهم من العراقيين ولم يكن بينهم اي اميركي .
وقال والد رائد انه فوجئ بخبر مقتل ابنه البالغ من العمر 32 عاما في العراق مضيفا انه لم يكن يعرف أن ابنه موجود في العراق. وقال "لقد ودعنا قبل شهرين من اجل السفر إلى السعودية لأداء مناسك العمرة مع 48 شخصا، لكننا فوجئنا باتصال هاتفي يوم الأربعاء الماضي من جماعة مجهولة قالت إنها تتحدث من العراق أكدت ان ابني قد استشهد بعد تنفيذ عملية عسكرية في العراق من دون تحديد مكانها أو زمانها".