أماني الصوفي من صنعاء: كشفت الولايات المتحدة الاميركية عن قلقها البالغ من الانتشار الكبير والرواج الذي لاقته قناة الجسور الإسلامية التي تبث إرسالها من نيويورك باللغة الإنجليزية والموجهة إلى مسلمي أميركا من خلال مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الاميركية الذي نشر تقريرا مطولا في موقعه على شبكة الانترنت وأرسله إلى القائمة البريدية المشتركة بالموقع والتي يزيد عددها عن 5 مليون مشترك، والذي قال فيه إن القناة التلفزيونية (الإسلامية) الحديثة قد لاقت نجاحا مبكرا منذ افتتاحها في أواخر العام الماضي 2004م ، مشيرا إلى أن إدارة القناة الإسلامية تخطط لإيصال بثها إلى مناطق المدن الرئيسية في الولايات المتحدة الاميركية.
وأضاف الموقع ان قناة بريدجز (الجسور) التلفزيونية تسعى تهدف من بثها الذي بدأته في 30 تشرين ثاني (نوفمبر) من عام 2004م الماضي ليس لمجرد اجتذاب ما يتراوح بين خمسة أو سبعة ملايين مسلم في أميركا وحسب، بل وإلى اجتذاب الأميركيين العاديين الراغبين في الإطلاع على الإسلام والتعرف على المسلمين في أميركا.
وقال موقع وزارة الخارجية الاميركية في المنشور حصلت "إيلاف" على نسخة منه إن الهجمات الإرهابية على أميركا في 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001م كانت قد سلطت الأضواء واهتمام وسائل الإعلام في الولايات المتحدة على الإسلام والمسلمين، الأمر الذي أدى إلى شعور كثير من المسلمين الأميركيين بالحاجة إلى وسيلة إعلامية ناطقة باللغة الإنجليزية تكون قادرة على إيضاح الثقافة الإسلامية وشرح قيمها لعامة الشعب الأميركي.
من جانبه أوضح مؤسس القناة التلفزيونية مزّمّل حسن الذي قدم من كراتشي بباكستان عام 1979 وهو في سن الدراسة الثانوية ثم تابع دراسته حتى نال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة روتشستر بولاية نيويورك ثم أصبح مصرفيا ناجحا، أوضح ان رسالة قناة الجسور بأنها "مهمة مزدوجة تعبر عن تنوع المسلمين في أميركا وتعمل على بناء جسور الصداقة والتفاهم بين المسلمين الأميركيين والأميركيين بصفة عامة ، مشيرا إلى أنه لم يشعر أنه تعرض "شخصيا لأي تمييز أو تفرقة، والواقع أن أميركيين عاديين قد ساعدوني وأيدوني في هذا المشروع."
وكان تلفزيون الجسور قد بدأ على أساس البث 24 ساعة في اليوم عبر شبكة غلوبكاست للأقمار الصناعية وأصبح بعد ذلك بوقت قصير متوفرا على شبكة الإنترنت للمشتركين في موجة البث العريض.
وفي كانون أول (ديسمبر) الماضي أصبح تلفزيون الجسور متوفرا للمشاهدين في كل من ميشيغان وديترويت وتوليدو وأوهايو ، وبدأ البث السلكي بالكبل اعتبارا من 15 آذار (مارس) الحالي إلى كل من شيكاغو وبافالو بولاية نيويورك وكولومبوس بولاية أوهايو ، وسيبدأ البث إلى ولاية فرجينيا في نيسان (إبريل) القادم.
ووفقا لبيان مركز الإعلام الأميركي يقول مديرو القناة إن برامج تلفزيون الجسور ستصبح متوفرة للمشاهدين المشتركين بقنوات الكيبل السلكية في المدن الرئيسية نيويورك ولوس أنجلس وواشنطن العاصمة ، وهم يتوقعون أن تبث برامج الجسور إلى كندا بحلول نهاية العام الحالي وفي المملكة المتحدة في عام 2006 القادم.
وفي حين لم يكشف مسئولو القناة عن عدد المشتركين أو المشاهدين في الولايات المتحدة قالوا إن عشرة آلاف شخص قد وعدوا بدفع عشرة دولارات على الأقل من كل منهم لتمويل بداية بث القناة وذلك قبل تسجيلها كشبكة تلفزيونية. وصرح المسؤولون أن خمسين ألف مسلم أميركي قد أعربوا عن رغبتهم منذ ذلك الحين في أن يصبحوا مشتركين.
وتعتبر قناة الجسور شبكة فريدة من حيث أنها أول قناة تلفزيونية إسلامية ناطقة باللغة الإنجليزية وولدت فكرتها وتم تمويلها من داخل الولايات المتحدة.
وأظهر استطلاع أجرته جامعة كورنل قبل بدء بث قناة الجسور أن 48% من المشاهدين المحتملين في المستقبل إما ولدوا في أميركا أو أقاموا فيها 25 سنة على الأقل.
ويؤكد مزّمل حسن أن "قناة تلفزيون الجسور صُنعت كليا في أميركا، وتم جمع كل تمويلها من داخل الولايات المتحدة، ولا شيء من الخارج."
ووصف باكير موكّل أحد المشتركين في استقبال الإرسال التلفزيوني على الموجة العريضة في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا برامج يوم اعتيادي من بث قناة الجسور بأنها تشمل الأخبار والأحداث الآنية والمقابلات والمناقشات والأحاديث من العلماء المسلمين والشخصيات البارزة في الولايات المتحدة والخارج، وبرامج عن التاريخ الإسلامي ودروسا عن الطهو والمآكل في بلدان العالم الإسلامي، كما تعرض أفلاما سينمائية منتجة في العالم الإسلامي، وتقدم دروسا موجهة إلى الشباب والمدارس بشكل خاص عن الإسلام والمواطنة، وأفلام الكرتون للصور المتحركة وكوميديا الأطفال وبرامج فكاهية إسلامية خاصة.
وكان مؤسس ورئيس القناة مزمل حسن قد اكد في تصريحات سبقت اطلاق القناة أنه استمد تسمية القناة بـ " الجسور bridges" بعد أشهر قليلة من أحداث سبتمبر لتكون رابطا يجمع مسلمي أميركا ويقدم لهم ثقافتهم الدينية باللغة التي يتحدثها الجميع في أميركا.
وقال حسن إن القناة تقدم برامج موجهة للطفل والمرأة المسلمة، إضافة إلى البرامج الدينية والأفلام والمسلسلات الإسلامية والرياضية ، مشيرا الى أن القناة ستقوم بنقل مباشر للشعائر الدينية من مكة والمدينة وصلوات الجمع من بعض المساجد الكبيرة في أميركا، إضافة إلى موسمي الحج وصلوات التراويح حيا من بيت الله الحرام من مكة المكرمة إضافة إلى المناسبات الكبيرة التي تقيمها الجاليات الإسلامية في أميركا من ندوات ومؤتمرات وحفلات.
ومن ناحية التمويل اللازم للقناة، قال مزمل إنه حينما عرض الفكرة على مشاهير المسلمين في أميركا نالت تأييدهم واستحسانهم، كما أن مبلغ الاشتراك المقدر بـ 15 دولارا شهريا سيساعد هذه القناة على البدء والاستمرار في مجتمع إسلامي يقدر بسبعة ملايين مسلم في أميركا وحوالي المليون ونصف المليون في كندا.
وعن التكلفة المبدئية اللازمة لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة يقول حسن إنها تقدر تقريبا بثلاثة ملايين دولار استطاعت الإدارة جمع نصفها تقريبا الى نهاية العام قبل الماضي 2003م ، وبانتظار دعم المجتمع الإسلامي في أميركا وكندا وتجاوبه بالاشتراك لاستكمال المبلغ اللازم قبل الموعد المقترح للبث.
وحول ما إذا كانت هناك نية إلى توسيع البث ليشمل نطاقا أوسع من أميركا وكندا قال مزمل إن الهدف المبدئي هو التركيز في المرحلة الأولى على هاتين الدولتين الكبيرتين جغرافيا وسكانيا، وإذا ما لاقت هذه المرحلة النجاح المتوقع منها فسيكون التفكير في التوسع على الأقمار الصناعية للوصول إلى دول الكاريبي وأجزاء من أمريكا الجنوبية وبعض أنحاء أوروبا القريبة.
ويعتقد حسن أن هذه القناة ستنجح لأنها ستقدم شيئا مختلفا عما يقدم حالياً على القنوات الأميركية المعروفة ، ليس دينيا فقط ولكن ثقافيا وجغرافيا وتاريخيا وهو ما يجعل هذه القناة تروي جزءا من عطش المشاهد الأميركي غير المسلم ونهمه للإطلاع على ثقافات أخرى من عالم آخر لاسيما مع حرص الشخص الأميركي العادي على الإطلاع على الآخر ومعرفة الثقافات والمجتمعات الأخرى.
كما اتفقت القناة حسب السيد مزمل حسن مع كبريات القنوات الإخبارية في أميركا مثل سي إن إن وقناة الـ abc وغيرهما للتعاون في مجال الأخبار والتقارير الحية لنشرها على شاشة القناة الجديدة.
وقال موكّل، وهو أميركي من أصل أفريقي يبلغ خمسين سنة من العمر اعتنق الإسلام، إنه نشأ مع برامج كوميديا المواقف من أمثال "أترك المسألة لبيفر" و "أوزي وهارييت" وتعرض في أول شبابه لمشاهدة البرامج المليئة بالعنف والجنس التي تبث بالكبل السلكي.
وأضاف موكّل أن "كل شيء كان ترفيهيا بقصد إرضاء الغرائز المتدنية والشهوات، ولم تكن هناك فيه قيم معنوية أو دينية." وقال إنه كمسلم أسود يشعر بأن تلفزيون الجسور يشكل حلقة الوصل بينه وبين عائلته وبين قاعدة المجتمع الإسلامي العريضة.
وأوضح موكّل أنه يستطيع الآن أن "يستقبل إرسال الشبكة ويجد أن بإمكانه أن يشعر بالصلة التي تربطه بغيره من المسلمين من الأعراق والأجناس الأخرى والجماعات الإسلامية التي تعيش في الولايات المتحدة وفي الخارج."
يذكر أن القناة بدأت بتوزيع فيلم "Legacy of the profit" الذي يحكي حياة النبي صلى الله عليه وسلم هدية مجانية لمشتركيها.













التعليقات