بيروت، وكالات: سقط قتيلان وثلاثة جرحى ليل الثلاثاء الاربعاء بانفجار وقع في منطقة الكسليك بالقرب من مرفأ جونية (على بعد 20 كلم الى شمال بيروت)، حسب حصيلة جديدة للمؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) نقلًا عن مصادر امنية. مصادر إعلامية رجحت أن تتخطى العبوة المئة كيلو.

وكانت الشرطة اللبنانية قالت إنإن شخصين قتلا وخمسة آخرين اصيبوا بجراححينما انفجرت قنبلة في مركز تجاري في معقل المعارضة المسيحية المعادية لسورية شمالي العاصمة اللبنانية بيروت. ووقع الانفجار عند عند الساعة 1:30 (23:30 الثلاثاء) في مركز تجاري اصابه باضرار جسيمة بالاضافة الى الحاقه اضرارا ببناء اخر قريب منه. واوضحت الشرطة انها تجهل حتى الان سبب الانفجار الذي يبدو انها اعتداء.

وكانت المؤسسة اللبنانية للإرسالذكرت في وقت سابق ان ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح ثمانية اخرون. واوضحت ان احد القتيلين هندي الجنسية والثاني باكستاني في حين جرح شخص لبناني واثنان من التابعية السريلانكية.

أضرار جسيمة
وأذكى المخاوف من أن تهوي الازمة السياسية المتفاقمة التي اعقبت اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الشهر الماضي بالبلاد في غمرة الفوضى. واظهرت لقطات تلفزيونية سقف المركز التجاري في بلدة الكسليك الساحلية التي تبعد 20 كيلومترا شمالي بيروت وقد انهار وراح عمال خدمات الطوارئ يبحثون في الحطام عن ضحايا آخرين. وتحطمت نوافذ المباني القريبة وتناثر الزجاج المكسور في الشوارع المجاورة التي اصطفت على جوانبها متاجر المجوهرات والنوادي الليلية والبوتيكات. وأسرع المحققون إلى مسرح الانفجار. وقالت مصادر الشرطة إن الشواهد الاولية تشير إلى أن الانفجار سببه شحنة متفجرة وضعت داخل المركز المتعدد الطوابق الذي كان مغلقا.

وقالت المصادر إن القتيلين عاملان آسيويان في المبنى. ولو كان الانفجار قد وقع خلال النهار في الشارع المزدحم عادة لكن عدد الضحايا أكبر بكثير. وقال ساسة المعارضة المسيحيون الذين اهرعوا إلى مكان الحادث إن التفجيرات تستهدف تقويض استقرار البلاد وحثوا انصارهم على احباط أي محاولات لبث الانقسامات الطائفية.

وبعيد وقوع الانفجار، توجهت قوات الامن وآليات الدفاع المدني وللصليب الاحمر الى المكان.

إدانات
ودان عدد من النواب اللبنانيين المعارضين الانفجار معتبرين انه "اعتداء جديد" يهدف الى "زعزعة استقرار" لبنان.

كما هرع سكان في الحي واصحاب المحلات التجارية الى امكان للاطلاع على الخسائر. وقالت صاحبة محل لبيع الالبسة لمحطة التلفزيون اللبنانية "نحن مستعدون للتضحية بانفسنا لكننا نريد الانتهاء من هذا الوضع"، ملمحة الى حالة الخوف الني يشعر بها السكان بعد اكثر من شهر من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

بويز
وقال الوزير السابق والنائب المعارض فارس بويز لمحطة "ال بي سي" ان "السلم الاهلي هو المستهدف (...) ولكن يجب عدم الوقوع في فخ" الذين يريدون اشاعة الاضطراب. واوضح بويز ان "هذا الاعتداء يستهدف انتفاضة الاستقلال وسيادة لبنان"، في اشارة الى حركة المعارضة السلمية المطالبة بانسحاب سوريا التي تصاعدت غداة اغتيال الحريري في 14 شباط/فبراير الماضي. واكد النائب المعارض نعمة الله ابي نصر "اتهم خصوم لبنان واقول كفى".

البون
من جهته، رأى النائب المعارض منصور البون في مكان الانفجار ايضا ان "السلم الاهلي هو المستهدف (...) لبنان والشعب اللبناني مستهدفان". واضاف "كاننا في الفلوجة وليس في لبنان".

الخازن
ودعا النائب المعارض فريد الخازن الى "استقالة" مسؤولي الاجهزة الامنية في لبنان.

تفجير نيو جديدة

وكان هذا ثاني انفجار في منطقة تجارية مسيحية في البلاد خلال خمسة أيام، إذ انفجرت سيارة مفخخة ليل الجمعة السبت في منطقة نيو جديدة بالقرب من بيروت التي تقطنها أيضا أغلبية من المسيحيين ولكنه لم يسفر عن سقوط قتلى بل سقط فيه عشرة جرحى.

وفي الحادث السابق انفجرت سيارة ملغومة في ضاحية مسيحية من بيروت في وقت مبكر يوم السبت فأصابت 11 شخصا بجراح. وقع الانفجار في نحو الساعة الواحدة والنصف صباحا (2330 بتوقيت غرينتش) وسط توتر سياسي حاد منذ مقتل الحريري في 14 من فبراير شباط في تفجير آخر. وفجر اغتياله موجة من الاحتجاجات المعادية لسورية.

وكان وليد جنبلاط احد ابرز اقطاب المعارضة اللبنانية صرح غداةالاعتداء الذي وقع ليل الجمعة السبت في بيروت انه يتوقع حدوث اعتداءات اخرى "اذا لم يفكك الجهاز الامني المخابراتي التابع لسوريا" في لبنان. وكان اغتيال الحريري سبب صدمة في البلاد وادى الى بدء انسحاب الجيش السوري من لبنان وسط ضغوط دولية على دمشق وتظاهرات سلمية للمعارضين لسوريا والمؤيدين لها. وقد انهت سوريا التي تتمتع بنفوذ كبير في لبنان منذ ثلاثين عاما، الخميس المرحلة الاولى من انسحاب جيشها واجهزة مخابراتها من هذا البلد، بعودة جزء منهم الى الاراضي السورية وتجميع الباقين في سهل البقاع.

وتبنى مجلس الامن الدولي في ايلول/سبتمبر الماضي قرارا يطلب من سوريا سحب كل قواتها من لبنان ونزع اسلحة حزب الله اللبناني الشيعي. ويشهد لبنان ازمة سياسية حادة منذ تمديد ولاية الرئيس اميل لحود في ايلول/سبتمبر، بطلب من دمشق. وادى هذا التمديد الى استقالة الحريري من رئاسة الحكومة حينذاك.

وادى تكليف رئيس الحكومة المستقيل عمر كرامي من جديد بتشكيل الحكومة الى طريق مسدود مع رفض المعاضرة المشاركة في حكومة اتحاد وطني برئاسته. وتطالب المعارضة باقالة المدعي العام ورؤساء اجهزة المخابرات الست في لبنان وباجراء تحقيق دولي حول اغتيال الحريري.

وتطغى هواجس امنية على اللبنانيين مع شائعات عن وجود متفجرات واكتشاف اخرى وهمية وتزامنت مع تحذيرات رسمية من زعزعة الاستقرار بعد انسحاب القوات السورية الى البقاع (شرق) اثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

والأزمة الحالية هي أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ نهاية الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990. وقال برلماني مسيحي آخر من المعارضة هو غانم البون في الكسليك "الهدف هو بث الفوضى ... البلد مستهدف".

الوجود السوري
واجبرت ضغوط دولية سورية على الاعلان عن سحب قواتها من لبنان. وخفضت دمشق بالفعل عدد قواتها في لبنان وسوف يتم الاتفاق على جدول زمني لانسحاب كامل أوائل أبريل/ نيسان. وقد رفضت المعارضة المعادية لسورية المشاركة في حكومة وحدة وطنية مع الموالاة المؤيدة لسورية مما كاد يحبط مهمة رئيس الوزراء المكلف عمر كرامي لتشكيل مثل هذه الحكومة. وتريد المعارضة حكومة انتقالية مهمتها الوحيدة الاشراف على الانتخابات العامة في مايو ايار. ويقول الموالون إن أزمة لبنان خطيرة جدا حتى ان الحوار بين الجانبين يجب أن يبدأ على الفور ويجب أن تقود حكومة الوحدة لبنان إلى الانتخابات.

حزب الله
وقال حزب الله أقوى حزب في البلاد يوم الثلاثاء إن الايام القادمة ستحدد هل سيستطيع كرامي تشكيل حكومة وحدة وطنية.وقال الامين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله عقب لقائه كرامي "حتى الآن الموقف الرسمي المعلن من قبل المعارضة هو عدم المشاركة في حكومة اتحاد وطني لكن في كل الاحوال هذا الاسبوع اعتقد أن الامور سوف تصبح واضحة وحاسمة وعلى أساسها سوف يتقرر مصير الحكومة هل ستشكل حكومة وحدة وطنية أو شيء آخر". وقال الشيخ نصر الله "الرئيس كرامي لا يريد تشكيل إلا حكومة وحدة وطنية وبالتالي إذا لم تشكل حكومة وحدة وطنية واعتذر كرامي عن تشكيل الحكومة سوف تذهب الامور إلى الاستشارات من جديد وهذا الامر يرتبط بشخص الرئيس المكلف الجديد وبماذا يمكن أن يقتنع وبالاستشارات النيابية.. لايزال هناك وقت".