لا لوزير معمم أو للأمن أو لبدر
ثلاث لاءات أميركية على حكومة الجعفري العراقية

أسامة مهدي من لندن: قالت مصادر عراقية إن الادارة الاميركية ابلغت المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة ابراهيم الجعفري انه لايملك حرية كاملة في اختيار وزراء حكومته واضعة بعض المحظورات على شخصياتها بينما تسود اوساط المتفاوضين لتشكيلها حالة من السأم والشارع العراقي بالغضب وعدم الرضى بسبب الفشل في الاتفاق على موعد محدد لاعلانها في وقت قررت السلطات تعطيل الادارات والمدارس لمدة ثلاثة ايام في مدينة كربلاء لتامين مراسيم احياء اربعينية الامام الحسين التي يشارك فيها حوالي مليوني عراقي وسط اجراءات امنية غير مسبوقة لتفادي وقوع تفجيرات او عمليات مسلحة مضادة.

وابلغت المصادر "ايلاف " في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان المستشار السياسي في السفارة الاميركية في بغداد روبرت تورد قد ابلغ الجعفري بعدم قبول تعيين اي وزير معمم "يلبس العمامة التي يرتديها عادة رجال الدين" وذلك بعد ترشيح همام حمودي عضو قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم ومحمد رضا تقي كبابي من قياديي المجلس لتسلم منصبين وزاريين كما طلب منه عدم اتخاذ اي اجراء لتشريع وجود قوات بدر المسلحة التابعة للمجلس والبالغ عدد افرادها اكثر من مائة الف فرد عادوا من ايران بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 وكانوا شاركوا في الحرب العراقية الايرانية التي دامت من عام 1980 الى عام 1988 الى جانب القوات الايرانية . واضافت المصادر ان المستشار السياسي الاميركي اكد للجعفري كذلك عدم قبول تولي اي مرشح تابع للاحزاب الاسلامية لحقائب وزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني .

واجتمع الجعفري في بغداد مطلع الاسبوع الحالي مع وفد من من أعضاء الكونغرس الاميركي برئاسة نانسي بيلوسي استعرض خلاله أبرز متغيرات الساحة العراقية . وقال ان الحكومة الجديدة ستشكل قبل نهاية الشهر الحالي مؤملاً عدم التأخير أكثر موضحا ان تاخير اعلانها يعود الى حرص ‏لائحة الائتلاف على الخروج بصيغة تحفظ الوحدة الوطنية. واضاف "من المهم ان نسرع في اعلان الحكومة غير ان الاهم ايضا ان تكون الولادة ‏ولادة جيدة وليست كسيحة" مشيرا الى انه وحتى الان "فان الامور تسير بشكل جيد ‏ومصلحة البلد فوق كل شيء ويجب ان ينظر الى الحكومة كتشكيل من خلال مصلحة ‏العراق ككل". وحول تأخر الاعلان عن الحكومة قال "اننا نريد ان نكسب شيئا مهما وهو ان ‏نحل جميع العقد".

وفي وقت سابق امس قال رئيس المجموعة السنية في قائمة الائتلاف العراقي الشيعية فواز الجربه ان مسؤولين اميركيين ابدوا تحفظا على اسماء بعض المرشحين الرئيسيين لتولي وزارتي الدفاع والداخلية برغم ان ناطقا باسم السفارة الاميركية في بغداد نفى ان تكون الولايات المتحدة تدخلت في المفاوضات حول المرشحين للانضمام الى الحكومة المقبلة .

واضاف الجربه ان "الجانب الاميركي لم يتدخل في تأليف الحكومة الجديدة لكنه يتحفظ على بعض المرشحين لوزارتي الدفاع والداخية الذين يجرون اتصالات او متاثرين بدول مجاورة مثل ايران وسورية" واشار الى ضغوط اميركية محتملة في ما يتصل بالمناصب الحساسة. واضاف الجربه "سمعتهم (رسميون اميركيون) يبدون هذه التحفظات" رافضا ان يكشف هوية هؤلاء.

لكن ريتشارد شمايرر من السفارة الاميركية قال "لم ندل باي رأي في اي من المرشحين". واكد دبلوماسيون اميركيون في بغداد انهم التقوا بانتظام المسؤولين السياسيين العراقيين وناقشوا معهم موضوع الحكومة.

ومنذ منتصف الشهرالماضي يتفاوض الائتلاف العراقي الموحد اكبر الفائزين في انتخابات الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي مع التحالف الكردستاني الكردي الذي حل ثانيا في موضوع تأليف الحكومة الجديدة.

ويحاول الشيعة والاكراد ان يقنعوا رئيس الوزراء المنتهية ولايته اياد علاوي بالمشاركة في الحكومة، وهو شيعي علماني قريب من الاميركيين. واوضح الجربه ان علاوي يشترط للقبول ان يسيطر هو او مناصروه على الوزارات الامنية

واشار الى امكان تسمية علاوي نائبا لرئيس الوزراء مكلفا شؤون الامن علما انه يرغب وفقا للجربة في نيابة رئاسة الجمهورية او رئاسة البرلمان او وزارة الدفاع .

وعلى صعيد اخر وبمناسبة أربعينية الإمام الحسين تقرر في محافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) تعطيل الادارات والمدارس لثلاثة أيام اعتبارا من يوم غد الثلاثاء لمناطق مركز المحافظة ويومي الأربعاء والخميس للمناطق الأخرى فيما استثنيت بعض الادارات من هذه العطلة وهي الصحة وبعض أقسام دوائر وزارة البلديات والأشغال لحاجة المحافظة والزائرين لخدماتهم في هذه الأيام التي يحتشد فيها اكثر من مليوني عراقي .

وتستقبل مدينة كربلاء يومياً عشرات الآلاف من الزائرين من المحافظات العراقية سيراً على الأقدام وأقامت العشائر والعوائل المطلة على الطريق والمشرفون على المواكب والهيئات الحسينية سرادق ونقاط استراحة لخدمةالزائرين .

ومن جهته أعلن قائد شرطة كربلاء اللواء عباس الحسني سلسلة من الاجراءات الامنية موضحا انها تمثلت بالقطع الذي نفذته السيطرات الامنية على الطرق والمنافذ في محافظة كربلاء جاء بسبب وجود مخاطر امنية كبيرة حيث تأكد ان هناك مجاميع ارهابية تستعد لاستهداف امن المدينة والحشود التي بدأت تتقاطر عليها . واضاف ان الاجراءات التي اتخذت بشكل مبكر ومنظم جاءت بعد ان تأكد لنا حسب معلومات دقيقة وجود تهديد ارهابي حقيقي تخطط له مجاميع ارهابية وباستخدام السيارات المفخخة.. حيث استطاعت قوات الشرطة وبناءا على تلك المعلومات من القاء القبض على اثنين من العناصر الاجرامية في حيين من احياء كربلاء واعترفا بالتخطيط والتعاون مع الزمر الارهابية في مناطق خارج محافظة كربلاء للقيام باعمال اجرامية تستهدف امن المدينة وحشود الزائرين.

واشار الى ان قوات الشرطة اتخذت جميع الاحترازات الامنية ووضعت خطة محكمة لحماية المدينة اثناء مراسم الاربعين واشار الى ان قطع الطرق والمنافذ سيتم بشكل تام ورئيسي ابتداءا من يوم امس اضافة الى فرض حضر لتجول العجلات داخل المدينة وقال ان مثل هذه الاجراءات لابد منها منعا لوقوع اي حادث ارهابي وطالب المواطنين بان يتفهموا بشكل ايجابي مثل هذه الاجراءات وان يقوموا بالتعاون والمساعدة للاجهزة الامنية في اداء مهامها بشكل صحيح.

يذكر ان قوات شرطة كربلاء كانت قد القت القبض خلال الثمان والاربعين ساعة الماضية على عدد من الارهابيين بينهم عناصر من جنسيات اجنبية كانت تخطط لتنفيذ عمليات ارهابية في المدينة خلال هذه الفترة التي تشهد توافد حشود الزائرين من مختلف محافظات العراق .